شكلت كوكب الشرق أم كلثوم مع الموسيقار الكبير زكريا أحمد ثنائيا فنيا كبيرا، وظلت ألحانهما خالدة إلى الآن مع الأجيال، ورغم وقوع خلافات بين القامتين الكبيرتين وتصالحهما قبل وفاة الشيخ زكريا فى مثل هذا اليوم فى 14 فبراير عام 1961، كان الأثر الأكبر لفنهما وإبداعاتهما.
وبحسب العديد من النقاد فإن كوكب الشرق أم كلثوم كانت تعتزم تسجيل القرآن الكريم، ولكن الأزهر تصدى لها فى ذلك الحين، إلا أنها بالفعل سجلت بعد سور القرآنية بصوتها، مثل ما جاء فى فيلم سلامة، الذى أنتج عام 1944، من بطولة أم كلثوم، تلت آيات من سورة إبراهيم، ولكن ربما الذى لا يعرفه الكثيرون هو أن من سعى مع "ثومة" لتسجيل آيات الذكر الحكيم بصوتها هو الشيخ زكريا أحمد.
وبحسب كتاب "أم كلثوم وحكام مصر" للكاتب الصحفى سعيد الشحات، فإن الشيخ زكريا أحمد عندما التقى كوكب الشرق بعد انتهاء الخلاف بينهما فى تجاوزت سنها الخمسين، خيل إليه أنها قد وصلت إلى السن الذى يتصوف فيه الإنسان ويتقرب إلى الله، ورأى الشيخ زكريا أن من واجبهما أن يختما حياتهما الفنية ختاما رائعا بتسجيل القرآن الكريم.
وروى الشيخ زكريا كيف أنه حاول منذ عشرين عاما تسجيل القرآن كله على أسطوانات أوديون بالطريقة التعبيرية لا طريقة التطريب والتنغيم المعروفة، ولكن المفتى حينها أفتى بعدم شرعية تسجيل القرآن على الأقراص المتكلمة.
وأكد " زكريا" أن كوكب الشرق بدأت تنصت إليه في دهشة، ثم اقتنعت بعد ذلك بأن تسجل السور الصغيرة لا القرآن كله، ووافقها على أساس أن نتنازل عن حقوقنا كافة لإحدى الجمعيات الخيرية، ولم توافق أم كلثوم إلا بعدما أقنعها بأن عملهما هذا هو خير ختام لحياتهما الفنية، على حد تعبيره.
لكن الشيخ زكريا عاد وأكد أنه صاحب الفكرة وأنه فوجئ بكوكب الشرق تصرح في تصريحات لجريدة "روز اليوسف" بأنها على استعداد لتسجيل القرآن كله بلا مقابل، هدية منها لمسلمى الأرض جميعا، معتبرا أنها أخلت بالاتفاق معه، رغم أنها فكرته من الأساس.