"وفى يوم من أيام الخريف الرائعة، بدأت فيه أوراق الشجر تتلون بين الصفرة والأحمرار، رأته جماعة من المتنزهين من بعيد جالسا مرتديا بذلة الكتان كمن كان يستريح وغفا، اقتربوا منه فرأوا بقعة الدم الكبيرة تلوث بياض سترته، طلقة رصاص واحدة لجهة القلب قتلته".. هكذا وصف الروائى اللبنانى جبور الدويهى حادثة زكريا مبارك بطل روايته "ملك الهند" الصادرة حديثا عن دار الساقي2019م.
رواية ملك الهند
أعلنت لجنة تحكيم الجائزة العالمية للرواية العربية 2020 (البوكر) القائمة القصيرة للروايات المرشحة لنيل الجائزة فى دورتها الثالثة عشرة، وذلك خلال مؤتمر صحفى عقد فى متحف حضارة الماء بمدينة مراكش المغربية، وتضمنت القائمة 6 روايات تم اختيارها من بين 16 رواية دخلت القائمة الطويلة، وهى صادرة باللغة العربية بين يونيو 2018 ويوليو2019، منها رواية "فردقان: اعتقال الشيخ الرئيس" للأديب المصرى يوسف زيدان، والصادرة عام 2018.
وقالت لجنة التحكيم فى حيثياتها لترشيح الرواية ضمن القائمة القصيرة للبوكر، ترسم رواية "ملك الهند" شخصية فى مواجهة مصيرها الفردى والوطنى حيث لبنان غارق فى الحرب الأهلية والطائفية، والاحتماء بالعائلة والعودة إلى القرية فضاء منقذا.
جبور الدويهي
تسرد الرواية الظروف الغامضة، التى يُعثر فيها على زكريا مبارك مقتولاً عند حدود قريته، تل صفرا، بعد أيام على عودته من غربة طويلة بين أوروبا وأمريكا وأفريقيا، لقد اختار العودة محتفظاً بلوحة "عازف الكمان الأزرق" لمارك شاغال، التى أهدتها له صديقته الباريسية.
وتدور الشبهات حول أبناء العمومة الذين ربّما قتلوه طمعاً فى كنز توارثت العائلة أنّ الجدّة قد أخفته تحت المنزل الذى شيّدته لدى عودتها من أمريكا.
وبأسلوب مشوّق، تحكى الرواية قصّة مقتل زكريا عند تقاطع خطر اختلطت فيه خرافات الذهب وحروب الأشقاء مع حبّ النساء الفرنسيات ووعد الثروة الزائف وعداوات طائفية تظهر وتختفى منذ قرن ونصف.
وكان الكاتب تحدث من قبل عن اختياره لاسم روايته الجديدة قائلا: " وإمعانا بالمداعبة أسميت الرواية "ملك الهند" وهي عبارة ترد مرة واحدة فقط على لسان إحدى الشخصيات علما أن لا ملكا في الرواية ولا هندًا.