امتدت مخاطر أزمة فيروس "كورونا" لتلقى بظلالها على الاقتصاد أيضا، وفى هذا الصدد قال المفوض الأوروبى للشؤون الاقتصادية باولو جينتيلونى، إن الوباء الذى يسببه فيروس كورونا الجديد الذى تم تحديده فى الصين، وانتشاره اليوم يمثل "الخطر الأول" بالنسبة لآفاق اقتصاد الاتحاد الأوروبى.
وعن توقعاته للاقتصاد خلال الفترة القادمة قال إن "تأثير المرض على الصحة العامة وحياة البشر والنشاط الاقتصادى لا يزال غير مؤكد، نظرا لأن الأمر سيعتمد إلى حد كبير على مدة تفشى الوباء وعلى تدابير الاحتواء التى سيتم نشرها والتدابير التى اتخذتها الصين".
وأشار المفوض الأوروبى إلى أن "أى تقييم يخضع إلى قدر كبير من عدم اليقين، وافتراضنا التقنى هو أن الفيروس سيؤثر على الناتج المحلى الإجمالى للصين بشكل أساسى فى الربع الأول من عام 2020، مع تأثيرات عدوى عالمية منخفضة نسبيًا"، حسبما قالت وكالة "آكى" الإيطالية.
وخلص جينتيلوني إلى القول إن "هذا افتراض وليس تنبؤاً، والذى من الواضح أنه عرضة لمخاطر الهبوط، إذا استمر الوباء لفترة أطول، أو ازداد سوءًا".
وكان الرئيس الإيطالى سيرجيو ماتاريلا استضاف حفلا موسيقيا استثنائيا، لإظهار التضامن مع الصينيين الذين يتعاملون مع حالة الطوارئ الخاصة بفيروس كورونا الجديد.
وصرح ماتاريلا لوسائل الإعلام قبل الحفل أن "هذا الحفل يسلط الضوء على الأهمية التى توليها بلادنا للعام الثقافى الإيطالى الصينى 2020، ويمثل علامة صداقة من الشعب الإيطالى للشعب الصينى".
وأبرز أن هذا العام يصادف الذكرى الـ50 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين روما وبكين، وهي علاقة "تشكلت على أساس الصداقة المتبادلة والمصالح المشتركة".
ارتفاع أعداد الإصابة
ومن جانب آخر مازا لالفيروس يزددا انتشارا حيث ارتفع عدد الإصابات المؤكدة بفيروس كورونا الجديد في هونج كونج إلى 56 حالة، وذلك عقب تسجيل 3 حالات جديدة، وقال مسئولو الصحة في هونج كونج - في تصريحات أوردتها شبكة (سي إن إن) الأمريكية اليوم - "إن إحدى الحالات الجديدة المصابة لها صلة بحالتي إصابة سابقتين بالفيروس، والحالة الثانية لسيدة تبلغ من العمر 70 عاما قامت بزيارة الصين في شهر يناير الماضي وحالتها خطيرة في حين أن الحالة الثالثة لسيدة تبلغ من العمر 61 عاما"
وكانت اللجنة الوطنية للصحة بالصين أعلنت ارتفاع حصيلة ضحايا الالتهاب الرئوي المرتبط بفيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) إلى 1483 وفاة و63932 حالة إصابة مؤكدة بالفيروس في شتى أنحاء البلاد حتى نهاية يوم أمس، يُذكر أن، فيروس "كورونا" يمكن أن يصيب الحيوانات والبشر، ويسبب مجموعة من الأمراض التي تتراوح بين نزلات البرد الشائعة وأخرى شديدة مثل تلك الناجمة عن المتلازمة التنفسية الحادة (سارس) ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية (ميرس).
يذكرأن، وافق مجلس الوزراء الياباني، الجمعة على تخصيص مبلغ قدره 10.3 مليار ين (ما يعادل 94 مليون دولار) من رصيد الصندوق الاحتياطى للبلاد لاتخاذ إجراءات تهدف إلى وقف تفشى فيروس كورونا، وذكرت صحيفة (ماينيتشي) اليابانية أنه بموجب حزمة سياسات جُمِعَت بشكل عاجل بقيمة 15.3 مليار ين، ستخصص الحكومة معظم أموال الصندوق لتلبية الاحتياجات الطارئة والتى تتراوح بين تطوير أدوات فحص سريع للفيروس وتطوير لقاح لتمكين عدد أكبر من المستشفيات على معالجة أعراض فيروس كورونا.
وستتلقى مصانع الأقنعة الواقية التى تسعى إلى تعزيز إنتاجها دعمًا بمبلغ يصل إلى 30 مليون ين للمصنع الواحد إذ يستهدف رئيس الوزراء الياباني، شينزو آبي، توفير ما لا يقل عن 600 مليون قناع شهريًا للسكان الذى يبلغ عددهم نحو 126 مليون نسمة، وأشارت الصحيفة إلى أنه مع اقتراب موعد دورة الألعاب الأولمبية والبارالمبية المقرر أن تُقام فى طوكيو، تعتزم اليابان تخصيص جزء من الأموال لتعزيز إجراءات الحجر الصحي.
وأكد آبي، بحسب الصحيفة، أن اليابان تسعى إلى وقف تفشى العدوى بالفيروس فضلًا عن منع تدهور الحالة الصحية للمصابين بالفيروس، وتأتى هذه التصريحات بعد يوم من وفاة سيدة يابانية فى الثمانينيات من عمرها لم تسافر خارج البلاد مؤخرًا، لتصبح بذلك أول حالة وفاة بسبب فيروس كورونا تشهدها اليابان.
وتمسك الين اليابانى بمكاسبه مقابل الدولار اليوم الجمعة، فى الوقت الذى تلقت فيه العملات التى تُعتبر ملاذا آمنا الدعم بفعل شكوك جديدة بشان مدى انتشار فيروس كورونا، حيث تكبد اليوان الصينى خسائر فى الوقت الذى ألقى فيه الفيروس الشبيه بالإنفلونزا، والذى ظهر فى العام الماضى فى إقليم هوبى بوسط الصين، بظلال أعمق من الشك على توقعات الاقتصاد.
وقبع اليورو قرب أدنى مستوى فى عدة سنوات مقابل الدولار والفرنك السويسرى إذ نما تشاؤم المستثمرين إزاء التوقعات فى منطقة العملة الموحدة قبل صدور بيانات الناتج المحلى الإجمالى فى وقت لاحق اليوم.
وعلى النقيض، استفاد الجنيه الاسترلينى من موجة تفاؤل بفضل آمال بأن تعديلا فى الحكومة البريطانية سيؤدى إلى سياسة مالية أكثر توسعا لدعم النمو.
وأحدث المسؤولون فى هوبى اضطرابا فى الأسواق المالية أمس الخميس عبر الإعلان عن زيادة كبيرة فى عدد الإصابات الجديدة والوفيات الناجمة عن فيروس كورونا، بسبب تبنى طريقة جديدة لتشخيص المرض.
ومن المرجح أن تثبط الضبابية التى تكتنف المدى الحقيقى للوباء المستثمرين عن بناء مراكز مخاطرة مفرطة لحين وجود دليل كاف على أن الانتشار تباطأ.
وصعد الين إلى 109.80 للدولار فى آسيا اليوم عقب ارتفاع نسبته 0.25% فى الجلسة السابقة.
وفى السوق الداخلية، نزل اليوان 0.06% إلى 6.9818 للدولار، بينما هبط نظيره فى التعاملات الخارجية قليلا إلى 6.9853 عقب تراجع بنسبة 0.2% أمس الخميس.
وتراجع اليورو 0.1% إلى 1.0834 دولار، وهو أدنى مستوى منذ أبريل 2017، إذ يتأهب المستثمرون لصدور بيانات الناتج المحلى الإجمالى من ألمانيا ومنطقة اليورو فى وقت لاحق اليوم.
وسجلت العملة الموحدة 1.0619 فرنك سويسري، قرب أدنى مستوى منذ أغسطس 2018، وهبط اليورو قليلا إلى 83.07 بنس قرب أضعف مستوياته منذ ديسمبر.
ولم يطرأ تغير يُذكر على الجنيه الاسترلينى عند 1.3046 دولار عقب أن ارتفع 0.64% أمس الخميس بسبب توقعات بأن تعيين رئيس الوزراء البريطانى بوريس جونسون لوزير مالية جديدة سيؤدى إلى المزيد من الإنفاق المالى لمساعدة بريطانيا على تجاوز فترتها الانتقالية بعد الانفصال عن الاتحاد الأوروبي.
تاثير "كورونا" على الاقتصاد
قال رئيس الوزراء السنغافوري، لى هسين لونج، اليوم الجمعة، إن التأثير الناجم عن تفشى فيروس (كورونا) على اقتصاد سنغافورة يتجاوز تأثير متلازمة الالتهاب الرئوى الحاد (سارس) الذى تفشى عام 2003، لافتًا إلى إمكانية حدوث ركود اقتصادي، وأضاف لي، فى تصريحات نقلتها صحيفة (ستريتس تايمز) السنغافورية، أن التأثير سيكون كبيرًا، بالأخص خلال الأشهر الثلاثة القليلة القادمة، إذ تكافح البلاد "تفشيًا شديد الكثافة".
وأوضح أن تأثير (كورونا) بالفعل أكبر بكثير من سارس، مشيرًا إلى أن اقتصادات المنطقة مترابطة بشكل كبير، فالصين على وجه الخصوص تعد عنصرًا مهمًا فى المنطقة، وتعمل سنغافورة على احتواء فيروس (كورونا)، الذى أطلقت عليه منظمة الصحة العالمية (كوفيد-19)، والذى كان انطلق أولًا من مدينة ووهان وسط الصين.
وبحسب الصحيفة، ترتفع الحالات المؤكدة بالإصابة بـ (كورونا) فى سنغافورة بصورة ثابتة، ووصلت حالات الإصابة حتى الآن إلى 58، وكان قطاع السياحة من بين أكثر القطاعات تضررًا فى سنغافورة بسبب فيروس (كورونا)، وتستعد الحكومة لخفض معدل السياح بنسبة تتراوح بين 25% إلى 30% هذا العام.
وأعلنت شركة الخطوط الجوية الألمانية "لوفتهانزا" أنها ستعلق جميع رحلاتها إلى الصين حتى 28 مارس المقبل؛ بسبب تفشى فيروس كورونا الجديد، ذكرت ذلك قناة "سكاى نيوز" البريطانية اليوم الجمعة دون مزيد من التفاصيل، وأعلنت اللجنة الوطنية للصحة بالصين - فى وقت سابق اليوم - ارتفاع حصيلة ضحايا الالتهاب الرئوى المرتبط بفيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) إلى 1483 وفاة و63932 حالة إصابة مؤكدة بالفيروس فى شتى أنحاء البلاد حتى نهاية يوم أمس.
يُذكر أن، فيروس "كورونا" يمكن أن يصيب الحيوانات والبشر، ويسبب مجموعة من الأمراض التى تتراوح بين نزلات البرد الشائعة وأخرى شديدة مثل تلك الناجمة عن المتلازمة التنفسية الحادة (سارس) ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية (ميرس).
ورصدت وسائل الإعلام الصينية، تأثير فيروس كورونا المستجد على الاحتفالات بعيد الحب الذى يواكب اليوم الجمعة، حيث تضررت بشدة مبيعات الزهور التى كانت تحقق أرقاما قياسية فى مثل هذا اليوم من كل عام، وذكر موقع "جيميان" الصينى أن المبيعات تراجعت بنسبة وصلت إلى 90%، وأشار الموقع، إلى أن يوم عبد الحب فى الصين أصبح بلا زهور، حيث أن معظم تجار الزهور غير قادرين على القيام بعملهم بسبب وباء كورونا.
ولفت الموقع إلى أن تشو مينج الذى يعيش فى مقاطعة هوبى الصينية، مركز الفيروس، أراد منذ 3 أيام شراء باقة من الزهور لحبيبته فى عيد الحب، فقدم طلبات على منصات متعددة للتجارة الإلكترونية، لكن المتاجر قالت أنها لا تستطيع التسليم فى الوقت الحالى، بينهم أحد المتاجر الرئيسية الذى قال إنه لا يمكن تسليم الزهور إلا بعد شهر من الآن.
وفى مدينة ووهان، تأثرت شركات إلكترونية لبيع الزهور، حيث انخفضت الطلبات على منصتهم بنسبة 90%، وساهم على ذلك بشكل كبير مخاوف المستهلكين بشأن الصحة العامة، مما أثر على رغبتهم فى شراء الزهور، يأتى هذا بعد أن حذر خبير فى منظمة الصحة العالمية، من أن الإصابة بفيروس "كورونا" الجديد قد تطال "ثلثى سكان كوكبنا".
وقال الخبير إيرا لونجينى الرئيس المشارك فى مركز إحصائيات الأمراض المعدية التابع لجامعة فلوريدا الأمريكية، وفقا لقناة "روسيا اليوم"، "إن إجراءات الحجر قد تبطئ تفشى الفيروس، لكنها لن توقفه، لأنه تمكن من التسلل إلى خارج الصين قبل اتخاذ هذه الإجراءات".
وأشار إلى أن، كل مصاب حاليا ينقل الفيروس لشخصين أو ثلاثة أشخاص بالمعدل، ما قد يؤدي إلى إصابة نحو ثلثي سكان الأرض به في نهاية الأمر.