ومن أجواء الرواية
"خمسة عشر سنة مرت على ذاك الحدث، كم هى قصيرة الحياة، دلف إلى الحمام بعد أن تعب فى البحث عنه، تلذذ حرارة البخار الصاعدة منه، استلقى بكل ثقله عند النحاسة (البيت الذى يغلى فيه الماء)، طافت به الذاكرة عند الأهل، كيف سيتصل بهم، لم يعد يذكر رقم عمه الوحيد فى القرية والأموال التى تركت له فى السجن هى فقط ثلاثون دينارا قد لا تكفيه لمبيت ليلة ولعشاء وتبغ، وتذكر فجأة أن له رفيقا صديقا شهر الجنيور الوحيد الذى يشتغل وقتها ويتزود منه أحيانا ببعض الدراهم، سمى هكذا لكونه مهندس سياقة يذكر مكتبه فى لافايات فى إدارة جوازات السياقة بوزارة النقل، هل ترى مازال هناك؟
محمد صالح الجابرى
ومحمد صالح الجابرى 1940 باحث وأديب تونسى، من أعماله يوم من أيام زمرًا، (رواية، 1968)، إنه الخريف يا حبيبتى (مجموعة قصصية 1971)، البحر ينشر ألواحه (رواية 1975) الرخ يجول فى الرقعة (مجموعة قصصية 1977)، ليلة السنوات العشر (رواية، 1982)، المسرح: كيف لا أحبّ النهار؟، (مسرحية 1979).