أدان الأزهر الشريف الهجوم الإرهابى الذى شنه مسلحون على كنيسة ببلدية (بوندورى) ببوركينا فاسو أمس الإثنين، ما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات.
وأكد الأزهر على رفضه القاطع لمثل هذه الجرائم الإرهابية، مشددًا على أن الاعتداء على النفس أو دور العبادة؛ هو عملٌ إرهابيُ خسيس، وأنَ الأديان بقيمها الداعية للسلام والمحبة لا يمكن أن تكون أبدًا مبررًا للقتل والإرهاب، مطالبًا قادَةَ العالَمِ، وصُنَّاعَ السِّياساتِ الدَّولِيَّةِ، بالعمَلِ جدِّيًّا على نَشْرِ ثقافةِ التَّسامُحِ والتعايُشِ والسَّلامِ، والتدخُّلِ فَوْرًا لإيقافِ سَيْلِ الدِّماءِ البَرِيئةِ، ووضع حدًا للإرهاب الذى بات يهدد استقرار العالم.
وشدد الأزهر على أن الجرائم التي ترتكبها الجماعات الإرهابية والجماعات المسلحة -لاسيما مهاجمة دور العبادة وقتل المدنيين ورجال الجيش والشرطة ونحوهم ممن يقومون بمهام حماية المجتمع وحدود الوطن، والاعتِداء على الممتلكات العامة والخاصة - هى جرائم إفساد فى الأرض، تُوجِب اتخاذ كافة التدابير الشرعية، والقانونية والأمنية والعسكرية، ويجب اتخاذُ إجراءاتٍ عملية رادعة للجماعات الإرهابية والدول التي ترعاها وتدعمها، والتى تأوى هؤلاء الخارجين وتُسلِّطهم على أوطانهم.
وتقدم الأزهر بخالص مواساته وعزائه لبوركينا فاسو حكومةً وشعبًا ولأهالى الضحايا من الأخوة المسيحيين، سائلًا المولى - عز وجل - أن يمن على المصابين بالشفاء العاجل.
وكانت قد ادانت المنظمة العالمية لخريجي الأزهر الهجوم الإرهابى الذى استهدف كنيسة بروتستانتية فى قرية بانسى أثناء مراسم صلاة الأحد، مما أدى إلى مقتل 24 شخصا، بينما اختطف 18 آخرون.
وقالت المنظمة في بيان لها: إن الإسلام قد عصم دماء البشر جميعا، وتوعد من اعتدى على الأرواح والأنفس المعصومة بأشد العقاب، قال تعالى: (مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِى الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا) [المائدة: 32].
وأكدت المنظمة أن علاقة المسلمين بغيرهم لا سيما المسيحيين علاقة قائمة على المحبة والتعاون والتماسك والأخوة الإنسانية، وهو ما دعا إليه الإسلام حين قررت أصول الشريعة الإسلامية التساوى بين المسلم وغيره فى الحقوق والواجبات، فى قاعدتها المشهورة: "لهم ما لنا وعليهم ما علينا".