اقترب الآن من النهاية، واحزم حقائبى استعدادًا للرحيل، أننى في الأيام التي يكون فيها الإنسان معلقا بين الأرض والسماء، في تلك الأيام التي يحتفى فيها تاثير الجسد على البشر ويبقى نقوذ الروح، ويبتعد فيها الإنسان عن المادة ويغطى نفسه بالشفافية، وينسى الألم والسلطة والمال والولد ولا يتذكر إلا الحق والتسامح والصدق والخير، هكذا قال الرئيس الأسبق لمصر محمد نجيب في مذكراته "كنت رئيسا لمصر"، واليوم تمر ذكرى ميلاد أول رئيسا لجمهورية مصر العربية، إذ ولد في مثل هذا اليوم من عام 1901، والذى تحتوى حياته على أمور محيره منها هل كان سودانيا؟ وفى أي يوم أتولد؟.
يقول الرئيس محمد نجيب، أنا لا اعرف بدقة تاريخ ميلادى، أو اعرف ثلاثة تواريخ لميلادى، ولا اعرف أيهم اصح، ففي مفكرة ابى الخاصة، كتب التاريخ الول وكان 28 يونيو 1899، وكتب امامه تمرة واحدة ولأنه كان يطلق علينا أرقامًا، فيكتب نمرة واحد ولد يوم كذا، ونمرة اثنين ولد يوم كذا، وهكذا ولاننى كنت اعتقد أننى اكبر اخوتى، فأننى تصورت أننى المقصود بنمرة واحد، وتصورت أن هذا التاريخ يصبح تاريخ ميلادى، لكننى اكتشفت، فيما بعد، أن ابى كان متزوجًا من أخرى، قبل امى، وأنه انجيب منها أخى الكبر عباس الذى توفى مبكرًا، ولذا اشك في هذا التاريخ.
ويكمل الرئيس محمد نجيب حديثه قائلا : اما التاريخ الثانى، فقرره القسم الطبي بالجيش، وكان 19 فبراير 1901م، واشك فيه أيضًا، لأنه يخضع لتقديرات الخرين، والتي يسمونها عملية التسنين، والتاريخ الثالث، وهو الذى اطمئن غليه أكثر، فمأخوذ من تاريخ ميلاد أحد اقاربى، حيث اكدى لى كبار العائلة أنه أصغر منى باربعين يومًا، وبالحساب يصبح تاريخى الذى ولدت فيه هو 7 يونيو 1902م.
وأكد الرئيس الراحل محمد نجيب، أنه كان لا يعرف بالظيط، تاريخ ميلاده، ويقول "فانا اعرف جيدًا، أننى ولدت في الخرطوم، وكذلك امى، أما جدة أمى فمصرية الأصل، من المحلة الكبرى.
الجانب الآخر المحير في حياة الرئيس الراحل محمد نجيب، هو سوداني ام مصري، وأجاب هو عن تلك في مذكراته مستعرضًا تاريخ حياة الأسرة، حيث قال أبى يوسف نجيب ولد في مركز كفر الزيات مديرية الغربية اشتغل بالزراعة والرعى، ثم التحف بمدرسة الفنون والصنايع وكان ماهرا في الألعاب الرياضية خاصة كرة القدم، وهى كانت سببًا في دخوله المدرسة الحربية بأمر من الحاكم العام الإنجليزى.
وأشار أن بعد تخرج والده من المدرسة الحربية، التحق بالكتيبة 17 مشاه في السودان، وتزوج اكثر من امرأة، فتزوج بسيدة سودانية "سيدة محمد حمزة"، وانجب منها عباس، ثم تزوج بوالدة محمد نجيب التي كانت من عائلة مصرية تقطن في ام درمان وكانت شقيقة احد أصدقائه عبد الوهاب محمد عثمان وكان ضابطًا في الجيش بالسودان.