اتفق وفدا الحكومة السودانية ومسار دارفور، خلال مفاوضات السلام الجارية في جوبا، على تكوين لجنة مشتركة لمعالجة قضايا الخدمة المدنية.
وقال رئيس لجنة الوساطة في مفاوضات السلام السودانية، مستشار رئيس جنوب السودان، توت قلواك، عقب جلسة عقدت الثلاثاء، بين وفدي الحكومة السودانية وحركات دارفور، إن الطرفين توصلا إلى تكوين لجنة مشتركة لمعرفة العدد المشارك كما وكيفا في المؤسسات الاتحادية، وما هو معيار الاختيار، وهل الأمر يختص بأبناء دارفور في الأقليم فقط أم في كل ولايات السودان.
وأشار إلى أن النقاش حول مسار دارفور توصل إلى أن هناك نقصا كبيرا في مشاركة أبناء دارفور في الخدمة المدنية المركزية بالسودان، موضحا أن مفاوضي مسار دارفور أكدوا أن الأمر يخص كافة أبناء دارفور الذين حملوا السلاح، والذين لم يحملوه، لافتا إلى أن الحكومة التزمت بتكوين لجنة، وأقرت بأن هناك عدم عدالة في مشاركة المؤسسات الإنتقالية، موضحا أن النقاش سيتواصل غدا، وإذا تم التوصل إلى اتفاق سنكون قطعنا شوطا بعيدا.
وأكد قلواك، أن التفاوض في مسار دارفور يسير بشكل جيد، متوقعا أن يصل الجميع إلى اتفاق سلام شامل، خلال الفترة المتبقية من التفاوض.
من جانبه قال محمد الحسن التعايشي عضو مجلس السيادة الانتقالي، الناطق الرسمي باسم وفد الحكومة المفاوض، إن القواسم المشتركة التي تنطلق منها الحكومة و"الجبهة الثورية" فيما يتعلق بمسار دارفور حول ورقة السلطة وهياكل الحكم الإتحادي والسلطات و الصلاحيات، أصبحت قريبة مما استدعى تشكيل لجنة للاتفاق على نصوص معينة تعالج مسألة الحكم في السودان، والعلاقة بين المركز والاقاليم، وكيفية معالجة هذة المسألة من ناحية فنية.
وأضاف التعايشي، أن النقاش بين الطرفين في ورقة السلطة انتقل إلى الخدمة المدنية باعتبارها واحدة من القضايا الأساسية في السودان، التي أولتها هياكل السلطة الإنتقالية أهمية كبيرة، مشيرا إلى أن الوثيقة الدستورية تطرقت إلى المفوضية القومية لإصلاح الخدمة المدنية في السودان، وأوجه الخلل والقصور التي لازمت الخدمة المدنية في البلاد، والتي تمثل بعضها في عدم قومية هذه المؤسسات واعتمادها بحد كبير في بعض المسائل إلى عدم المهنية والالتزام بالاوصاف الوظيفية، مما أحدث تشوهات كبيرة في الخدمة المدنية.
وأوضح مجلس السيادة الانتقالي، أن جلسة المفاوضات اتجهت نحو معالجة أوجه الخلل في الخدمة المدنية فيما يتصل بدارفور، وتطرقت لمبادئ أساسية تتمثل في السكان والتمييز الإيجابي، كما ناقشت الإجراءات الفنية.
وأكد التعايشي، أهمية معالجة أوجه الخلل في الخدمة المدنية في كل المناطق سواء في مسار المنطقتين (جبال النوبة والنيل الأزرق)، وفي شرق السودان، لافتا إلى أن أوجه الخلل جاءت نتيجة لأخطاء سياسية متعمدة أو غير متعمدة، أوصلت السودان إلى مظالم أساسية لها علاقة بالخدمة المدنية، مما أثر على الخدمة المدنية من ناحية الأداء والعطاء والتمثيل، وهذا بدوره قلل من الإنتاج العام في المؤسسات المدنية.
وقال الناطق الرسمي باسم وفد الحكومة المفاوض، في ختام حديثه : "نحن نريد أن نرفع كفاءة الأداء العام للخدمة المدنية ومعالجة المظالم في آن واحد، حيث سيستفيد جميع السودانيين من عملية إصلاح الخدمة المدنية وإعادة تأهيلها".