عمرو رضا حسيب يكتب : العدالة الإلهية

الأربعاء، 19 فبراير 2020 12:00 م
عمرو رضا حسيب يكتب : العدالة الإلهية انسان يفكر سرحان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"إن العذاب هو المصدر الوحيد للإدراك، رغم أنني قلت في البداية أن الإدراك هو أسوأ ما يتميز به الإنسان." هكذا قال دوستويفسكي، هكذا تألم! وقال أيضاً أن الإنسان يسعى دائماً إلى الانتقام، لأنه يرى ذلك من باب العدل والإنصاف.

فها أنا ذا أسأل مَن يتابعني: هل الإنسان ضعيف إلى هذه الدرجة ليبحث بهذا الشغف عن الانتقام؟

العالم ليس بالمكان الجميل الذي يطل على شروق الشمس او حتى قوس قزح بعد سقوط الامطار، مع الأسف إنه مكان مقرف ولئيم للغاية. حتى في هذا العالم القبيح قد اخترعوا ما يسمى بالقوانين الهزلية لتُفَرقنا وتميزنا عن الحيوانات إلا أن تلك القوانين لم تعطِ أي إنسان أي نوع من أنواع التهذيب بل حولتنا إلى آلات عديمة المشاعر والأحاسيس. فقد تحولنا إلى مجتمع فوضوي لا يؤمن بأي معتقدات سوى معتقداتٍ يفسرها المجتمع حسب الهوى والنفس. فنرى البعض يؤذي من حوله بدمٍ بارد بل ويعطي لنفسه المبررات التي تُريح ضميره لفعل ذلك.

دعوني أتحدث قليلاً عن الحياة، فالحياة -كما ذكرت- ليست بالمكان الجميل الذي يطل على شروق الشمس او حتى قوس قزح بعد سقوط الأمطار، فإذا أردت إختبار مدى صلابتك فالإختبار ليس أن تتلقى الضربات العنيفة والمبرحة من الدنيا فمهما كنت قوياً وصلباً؛ فستحبطك الدنيا حتى تسقط أرضاً وإنما تُقاس الصلابة بأن تتلاقى الضربات المبرحة وتظل متقدماً في طريقك نحو النجاح. وإن استمرت الإرادة في ضخ إنزيماتها في عروقك، ستظل واقفاً على قدميك وتتسلق أعلى الجبال وتصيح بأعلى صوتك وتقول: لقد فعلتها! هذا في نظرى ما يسمى بالتفكير العملي ولكن من ناحية أخرى هذا يسمى أيضاً بالعدالة الإلهية، فأنت لم تبال بما فعلته بك الدنيا ورغم ذلك ركبت أمواج الدنيا وانتصرت عليها ولم تهتم بما تعرضت له.

أما بالنسبة للأشخاص، فقد تتعرض لمواقف عديدة من الخذلان قد تصل بك إلى حد البكاء، بالتأكيد فكرت في الانتقام، ولكن انتظر لحظة هل تعتقد أن انتقامك سيكون كافياً؟ فقد تفشل إن حاولت الانتقام. صدقني مهما كنت صادقاً ومُحباً مع مَن حولك وتعرضت منهم للغدر، لا تحاول أن تنتقم ، فالغلطة ليست غلطتك إنك تعاملهم بكل هذا الحب حينها يملأ قلبك الحقد والغضب وتستشيط غضباً عندما تسمع حتى اسم أيٍ من هؤلاء. نصيحتي لك يا صديقي أن تترك هذه الأمور لله عز وجل.

الله فقط –خالق السماوات والأرض- هو الوحيد القادر على أن يُذيق بالك شئً من الراحة. أتعتقد أن الأمر بهذه الصعوبة؟

أنظر من حولك وتأمل، تأمل خلق الله على الأرض. الله هو الوحيد ألقادر أن يُحقق لك ما تريد. إنه ذلك الذي يجلس على عرشه منتظراً دعائك بشغف حتى ينظر إلى ملائكته ويقول: أتسمعون ما يقوله عبدي؟ إنه بحاجة إليٍ! تريد أن يرتاح بالك ويَهنئ قلبك؟ سله؛ تريد النجاح؟ سله؛ تريد الرزق؟ سله. مهما كان ما تريد؛ سيستجيب. حتى وإن كنت لا تستحق. حتى وإن كانت ذنوبك لا تحصى. أتعلم لماذا؟ لأنه الله.

صدقني سينتقم الله وحده من هؤلاء الذين خذلوك وذلوك وسيصلك خبرٌ بذلك. هكذا هي العدالة الإلهية أما إن فكرت في الإنتقام؛ حينها ستتساوى مع الشيطان وقد يفشل ما تفكر فيه؛ حينها لن تنل شيئاً. ليس من العيب أن تتحلى بكل تلك الصفات الجميلة وأن تعامل الناس بما يُملي عليك قلبك فمهما حدث لا تنسى أنك صافي القلب ولا تدع مثل هؤلاء أن يُخرجوا أسوء ما فيك فأنت أنقى من ذلك الشيطان.

تذكر دائماً: "ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد" أتعلم لماذا؟ لأنه الله.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة