أعاد فيروس كورونا القاتل وانتشاره المتزايد على مستوى العالم إلى الأذهان تاريخ الأوبئة والأمراض التي أصابت البشرية على امتداد التاريخ، وهو الأمر الذى تزامن مع اكتشاف مقبرة جماعية أمس الثلاثاء في إنجلترا لضحايا وباء آخر ضرب قارات عدة في القرون الوسطى وهو الطاعون.
وتم العثور على مقبرة جماعية في إنجلترا بمدينة لينكولنشاير تعود للقرن الرابع عشر حيث انتشر الطاعون وما عرف في أوروبا خلال القرون الوسطي بـ "الموت الأسود"، بها بقايا لـ 48 شخصا بينهم 21 طفل، وفقا لما نشرته شبكة سي ان ان الامريكية.
وقتل الموت الأسود ما يقرب من نصف سكان إنجلترا خلال عامي 1348 و1349 وأظهرت المقابر الجماعية مدي قوة الوباء المنتشر آنذاك، وعثر في المقبرة على ما يقرب من 48 جثة كانوا في المستشفى خلال العصور الوسطى حيث تم دفنهم بشكل فردي ووضعت كل جثة على حدي داخل كفن قبل الدفن حتى لا يتداخلوا.
ونشرت نتائج الدراسة بالتفصيل في مجلة للعصور القديمة أمس الثلاثاء.
وكتب مؤلفو الدراسة أن مقابر الموت الأسود التي يعثر عليها في إنجلترا في القرون الوسطى نادرة بشكل مثير للدهشة، والمقبرة الجماعية في دير ثورنتون منفصلة عن غيرها من أمثلة القرن الرابع عشر بسبب موقعها الريفي وروابطها الرهبانية".
وكشف تحليل للأسنان المستخرجة من بقايا الحمض النووي لـ 16 جثة ان الموت الأسود هو القاتل حيث إنها نفس السلالة الناتجة عن تفشي مرض لندن، بناءً على الحمض النووي الذي تم انتشاله من مقابر جماعية هناك.
وبحسب التقرير يعتقد الباحثون أن المقبرة الجماعية قد تكون أكبر في الواقع وتحتوي على المزيد من ضحايا الموت الأسود
يذكر أنه تم تأسيس دير ثورنتون في عام 1139 وحقق شهرة كبيرة بسبب تجارة الصوف، وقام هنري الثامن بإغلاقه عام 1539 اثناء حملة لتفكيك الاديرة وكان يعتبر من أغنى الاديرة آنذاك.
وأضافت الدراسة "كانت مستشفيات العصور الوسطى مؤسسات دينية تقدم مجموعة متنوعة من الخدمات للمحتاجين، بما في ذلك مساعدة الحجاج، وتوفير الزكاة للفقراء ومساعدة المرضى والموت".
وبدأ علماء الآثار البحث عن المقابر الجماعية وبقايا الرفات في المنطقة عام 2011 وعثروا على جثث لأشخاص تتراوح أعمارهم من سنة واحدة إلى 45 سنة.
كما عانى الرهبان من الموت الأسود وتوفي 80 % منهم مما دف الكثير لترك ثورنتون كواحد من الخيارات المتوفرة.
وكتب المؤلفون "رغم أن هذا يعكس مأساة تاريخية إلا أنه يقدم حتى الآن تفاصيل غير مرئية حول استجابة مجتمع ريفي صغير للدمار الذي سببه وصول الموت الأسود، المقبرة الجماعية لدير ثورنتون تضيف إلى حد كبير فهمًا للوباء الأكثر فتكًا في الألفية الأخيرة الذي أثر على أوروبا."