يعرف الجميع قيمة وقدر الكاتب الروسى العظيم "ليو تولستوى" الذى عاش فى الفترة بين (1828 – 1910) وله العديد من الروايات المهمة منها الحرب والسلام، لكن تظل رواية " أنا كارنينا" هى الأشهر، وحظيت بالعديد من الترجمات وتحولت أكثر من مرة لأعمال درامية.
بدأ "تولستوى" كتابة أنا كارنينا عام 1873 وأنهاها فى العام 1877 وما أكثر المسودات التى كتبها حتى تنامت الرواية آسرة وعميقة فى جانبها الأخلاقى.
وتحكى رواية أنا كارنينا عن أشياء كثيرة منها الفوارق فى أسلوب العيش والمفاهيم والقيم بين مجتمع الريف والمدينة، والقوانين الإنسانية التى تحكم حياة البشر وازدواجية التناقضات التى يعيشها المجتمع فيما يتعلق بحقوق المرأة مقابل الرجل.
بدأت القصة بزيارة بطلة الرواية أنا كارنينا لبيت شقيقها لتصلح الخلاف الذى جرى بينه وبين زوجته بسبب خيانة الزوج وبحنكتها تستطيع أن تبعد تلك العاصفة عن بيت أخيها لكنَّها تقع فى حبِّ ضابط فارس من أسرة نبيلة وهو فرونسكى حيثُ يلتقيان على نفس القطار، ومنذ ذلك الوقت يبدأ الصراع النفسى فى داخلها وتشعرُ بأنَّها أصبحت تكره زوجها وترى فيه الكثير من السلبيات التى لم تكن تراها سابقًا، وبعد صراعٍ طويل تختار حبيبها وتتخلى عن زوجها وطفلها لأنَّها لا تستطيع أن تحافظَ على حبِّ طفلها وحبيبها فى نفس الوقت، فنبذها المجتمع بعد ما كانت عليه من مكانة محبوبةٍ فيها، وفرونسكى بدأ يزهد فيها ويبتعد عنها إلى أن هجرها بعد ذلك وتحوَّلت حياتها إلى جحيم وينتهى الصراع بأن تلقى بنفسها تحتَ عجلات القطار الذى بدأت عنده قصَّة وقوعها فى الحبِّ.
وقدمت السينما المصرية واحدا من أروع الأفلام المأخوذة عن الرواية هو فيلم "النهر الخالد" من إخراج عز الدين ذو الفقار وبطولة فاتن حمامة وزكى رستم وعمر الشريف فى عام 1965.