أعلن مؤتمر القبائل الليبية المنعقد في مدينة ترهونة، اليوم الخميس، تفويض القوات المسلحة الليبية لسرعة حسم معركة تحرير العاصمة طرابلس من قبضة الميليشيات الإرهابية، مؤكدة تمكسها بتحرير كامل التراب الليبى من قبضة التشكيلات المسلحة.
وأكد شيوخ القبائل الليبية استمرار إغلاق المصارف والحقول والموانئ النفطية لحين تشكيل حكومة موحدة قادرة على حماية مقدرات الليبيين، مشددين على ضرورة وضع حد للعبث بمؤسسات الدولة المالية وعلى رأسها مصرف ليبيا المركزي والاستثمارات الخارجية.
واجتمع 4 الآلاف شخص من شيوخ وأعيان القبائل والمدن والنخب الليبية فى مدينة ترهونة غرب ليبيا على مدار يومين، للتأكيد على أن ليبيا دولة مستقلة ذات سيادة وموحدة، موضحين أن بلادهم تعاني انقساما سياسيا وغزوا تركيا وتدفقا متواصلا للمرتزقة والإرهابيين، مؤكدين مقاومتهم للتدخل الخارجي وفي مقدمته الغزو التركي ورفض أي اتفاقية تشكل خطرا على الأمن الليبي.
وكشف البيان الختامى لمؤتمر القبائل الليبية في ترهونة عن تحريك قضايا دولية ضد الدول التى صنعت الفوضى وعدم الاستقرار فى ليبيا وعلى رأسها قطر وتركيا.
وحذرت القبائل الليبية من محاولة لتوطين الإرهابيين في طرابلس وإهدار للمدخرات وتهجير أبناء ليبيا وخطف على الهوية، متهمة من "صناع الإرهاب" اتخذوا من المدن الليبية ملاذا لهم ومركزا لتنفيذ مخططاهم التدميرية وممرا آمنا للمتاجرة بالبشر بسبب حكم المليشيات المؤدلجة.
كما طالب البيان الختامي الأمم المتحدة بسحب اعترافها بما يسمى بالمجلس الرئاسي ومجلس الدولة اللذين لم يحصلا على اعتراف مجلس النواب الليبي، داعيين إلى محاكمة المجلسين بجريمة خيانة الوطن.
وشددت قبائل ليبيا على أن المصالحة الوطنية الشاملة أساس بناء العلاقة الوطنية لتضميد الجراح وجبر الضرر لخلق وئام اجتماعي وضمان وحدة الدولة ومؤسساتها.
وحول المحادثات والمفاوضات التى تحتضنها عدة دول، أكدت القبائل الليبية عدم قبول ورفض أي حوار قائم بين الليبيين بما فيها حوار جينيف القائم برعاية الأمم المتحدة ما لم يتم الرجوع إلى الليبيين باعتبارهم هم المعنيون بأى نتائج لهذه الحوارات.
وقررت القبائل الليبية الإعلان عن تشكيل مجلس مشايخ وأعيان ليبيا واعتباره الجسم الشرعي والوحيد الممثل لكل القبائل الليبية وتعتبر القبائل والمكونات الاجتماعية في كافة المدن والقرى والأرياف الليبية هي صمام الأمان لترسيخ قواعد السلم الاجتماعي وهي الضامن الأول لقيام دولة مدنية ديمقراطية مستقرة.
فيما قال الشيخ صالح الفاندي، رئيس مجلس أعيان ومشائخ ترهونة، أن وفد المجلس الاجتماعي ورفلة، أرسل وفدا يمثله في ملتقى شيوخ وأعيان ونخب ليبيا، كما أن وفد قبيلة القذاذفة تراجع عن انسحابه من الملتقى ورجع إلى القاعة، مؤثرا مصلحة ليبيا على معادها من مصالح.
وأوضح الفاندى فى كلمة له اليوم الخميس بالملتقى في مدينة ترهونة أن محمد القشاط، شيخ قبائل الصيعان أكد له أن القبائل التي لم تحضر الملتقى من الجبل الغربي أعلنت أنها على استعداد للحوار والتواصل مع كل القبائل التي حضرت اليوم فى ترهونة.
وأكد الفاندى أنهم لن يسمحوا لأي شخص أو مسؤول أو شاب بالتطاول على أي مدينة ليبية، مشددا على أن المليشيات لابد أن تنتهي وأن الجيش والشرطة هما فقط من يحمي الوطن والمواطن وأنه منذ اليوم فتحنا صفحة جديدة.
بدوره قال المحلل السياسى الليبى أحمد العبود لـ"اليوم السابع" إن مؤتمر القبائل الليبية في ترهونة يقدم دعم كبير للقيادة العامة للقوات المسلحة الليبية وتفويضًا في استكمال الاستحقاق الوطني لاستعادة الدولة والدفاع عن سيادتها وأمنها القومي ويطالب المجتمع الدولي برفع الحظر الدولي المفروض علي تسليحه حتي ينجز المهمة الأكبر ألا وهي هزيمة التنظيمات الإرهابية.