تسعى قصور الثقافة فى محافظات مصر إلى التنوع فى الفنون التى تجذب الجمهور، ويحظى الأطفال باهتمام من مسؤولى فرع ثقافة بنى سويف اللذين استعانوا بباحثة تربوية تستخدم العلاج بالفن فى تقويم سلوك الأطفال، وذلك من خلال إعداد ورش تدريبية لهم .
اليوم السابع إلتقى مدير قصر الثقافة وإحدى الباحثات التربويات للحديث عن آليات العلاج بالفن ومدى نجاحه بين الأطفال، وأكد الفنان محمد عبدالوهاب مدير قصر ثقافة بنى سويف على تعدد الأنشطة والاهتمام بتدريب الأطفال داخل أروقة القصر ومنها فريق الكورال والحكائين والفنون التشكيلية، لذلك مع إحدى الباحثات المهتمات بفن الطفل والعلاج بالفن لتدريب الأطفال على الفنون التشكيلية واستخدام ذلك فى تعديل سلوكيات الأطفال خلال ورش أسبوعية يتم تنظيمها بالتعاون مع أخصائية الفنون التشكيلية بالفرع، كما ننسق مع مديرية التربية والتعليم لاستقبال طلاب المدارس لحضور ورش العمل.
وتقول دينا السيد باحثة فى مجال العلاج بالفن: حصلت على بكالوريوس الفنون التطبيقية وخضت تجربة التدريس كمعلمة لمادة الزخرفة بالمدرسة الفنية للبنات وحاولت تغيير سلوكيات الطالبات من خلال تنمية موهبتهن فى أعمال الفن التشكيلى كما عملت بعدد من المدارس الخاصة وأنشأت مرسما بها لتعليم الطلاب الرسم وتنمية قدراتهم وتقويم سلوكهم إذ لفت نظرى وجود ميول عدوانية لدى أحد الطلاب فبدأت التعامل مع شخصيته لجذبه نحو الفن لكى يحبه، كما جعلته مساعدا لى فى الفصل لكى يشعر بقيمته وأهميته وعدم تهميشه، واكتشفت أنه يجيد الرسم، ونجحت فى تعديل سلوكه واعتبرت أن ماحدث مع هذا الطفل تجربتى الأولى فى العلاج بالفن التشكيلي، ورأيت أنه من الضرورى وجود تواصل بين المدارس وقصور الثقافة لكى يصل الفن للمجتمع، متمثلا فى الأطفال وأولياء الأمور.
وتابعت دينا السيد: كانت رؤيتى التى بدأت بدبلومة تربوية ودراسات تمهيدية فى علم النفس، والعلاج بالفن، تتمثل فى أن "الطفل مخلوق صغير أودع الله عز وجل فيه الفطرة والإبداع والتلقائية الذى يعجز البالغون عن إدراكها، لأن عقله الصغير مستودع للخيال، ولو توافرت الظروف والإمكانيات لديه لادهشتنا نتائجه فى عالمه الإبداعي، كما أن التربية الفنية مصطلح يشمل الفن بأدواته و عناصره فى تنمية الفكر الإبداعى لدى الطفل، ويثير فيه الحماسة نحو الاكتشاف والتجريب وحلول المشكلات والمرونة، وتلك هى عوامل نمو الشخصية المبدعة، وتتجه الدراسات الحديثة نحو إثبات أن الفن ليس قاصرا على الإمتاع فقط بل تخطى دوره التنفيسى إلى دوره التشخيصى والعلاجى فى حل العديد من المشكلات النفسية التى يعجز الطفل عن التعبير عنها باللغة اللفظية، ويأتى دور التشخيص بالفن ليتم تحديد البرامج والأنشطة العلاجية المناسبة".
واستطردت دينا السيد : تواصلت مع قصر ثقافة بنى سويف لتنفيذ العديد من الأنشطة والتجارب الفنية مع الأطفال بما يسمى فن الطفل وذلك بالتنسيق مع الصديقة ريهام أحمد أخصائية الفنون التشكيلية بفرع الثقافة، وبدأت تدريب 53 طفلا تتراوح أعمارهم ما بين "أربع سنوات إلى ثلاثة عشر عاما" لتدريب الأطفال على فن الرسم التشكيلى بأنواعه المختلفة " رسم، خزف، إشغال فنية" ودراسة تأثير الفن على شخصية الأطفال وتقويم سلوكهم، بالإضافة إلى دمج القصة مع الرسم خلال ورش عمل أسبوعية زرعت خلالها فى الأطفال الثقة وعدم الخوف والتعبير عن الذات والتذوق وفهم اللوح الفنية، فضلا عن عرض المدارس الفنية المختلفة عليهم بشكل مبسط "تجريدية، تأثيرية، كلاسيكية، تكعيبية"، علاوة على استخدام القصة والحكى فى إثراء خيال الطفل وإثارة حسه الإبداعى، من خلال التوقف عن السرد قبل نهاية القصة لكى يبدأ كل طفل فى تخيل النهاية، وفقا لرؤيته ما يتيح لى فرصة التعرف على مشكلاتهم، ومعرفة شخصيتهم وخصائصهم، فضلا عن ربط القصة بالرسم، و رسم كلام الحكاية وتحويلها الى لوحة فنية، كما أعرض عنوانا للوحة فنية يرسمها الأطفال بعد تخيلهم لها من خلال إطفاء الأنوار والإستعانة بإضاءة خافتة وموسيقى خفيفة، ويبدأ كل طفل فى سرد ما تخيله واقتراحه فى رسم اللوحة قبل تنفيذ الأعمال الفنية التشكيلية.
وتابعت : نحظى بدعم من القائمين على مدير فرع الثقافة و مدير قصر الثقافة ببنى سويف إذ نظمت المعرض الأول لـ"فن الطفل" بقصر ثقافة بنى سويف والذى يعد نتاجا إيجابيا لورش تدريب الأطفال، وتضمن المعرض العشرات من اللوحات المتنوعة التى أنتجها الأطفال بأنفسهم، وسوف أستمر فى تنظيم الورش الفنية والدراسات العملية والتى إستمرت خمس سنوات حتى الآن، لاعداد مبدعين متميزين من الأطفال بعيدا عن القوالب التقليدية، وأتمنى أن ينتشر فن الطفل والعلاج باستخدام الفن، على مستوى مصر وخاصة فى بنى سويف ومحافظات الصعيد.
استعراض-أعمال-الأطفال
الأطفال-داخل-المعرض
الباحثة-دينا-السيد-مع-محرر-اليوم-السابع
دينا-السيد-تتوسط-الأطفال-المشاركين-في-المعرض
طفلة-بجوار-لوحاتها
طفلة-تعرض-أعمالها-الفنية
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة