ارتبطت أسماء بعض الكتاب الكبار نوعا ما بما يحدث فى العالم من كوارث كبيرة أو صغيرة، كلما حدث شىء شبهوه برواية شهيرة، ولعل الربط الذى جرى مؤخرا بين رواية "عيون الظلام" للكاتب الأمريكى دين كونتز وانتشار فيروس كورونا فى الصين أكبر دليل على ذلك، ونتوقف مع عدد من الكتاب المشهورين الذين ترد رواياتهم فى مثل هذه المواقف:
جوزيه سراماجو.. العمى
كلما ظهر وباء بدأ الناس فى تذكر رواية العمى (1995) للكاتب البرتغالى الشهير "سراماجو" (1922- 2010) الحاصل على جائزة نوبل فى الآداب.
تحكى الرواية قصة تفشى وباء غير معلوم الأسباب، حيث يصيب العمى سكان مدينة مجهولة الاسم، وتناقش ما يترتب على ذلك من تفكك المجتمع بشكل سريع.
ونتابع في الرواية مأساة مجموعة من الأشخاص الذين كانوا أوائل المصابين بالوباء وتركز الرواية بشكل خاص على "زوجة الطبيب"، حيث إن العديد من مرضى الطبيب وأشخاص آخرون يتم احتجازهم سوياً بمحض الصدفة، وبعد قضائهم فترة طويلة وصعبة فى الحجر الصحى، يترابط أفراد المجموعة ويصبحون كعائلة واحدة تقاوم وتدافع وتحاول النجاة ويخدمهم الحظ بوجود زوجة الطبيب التى لم يصبها الوباء ومازالت قادرة على الرؤية فى مجموعتهم.
وبالطبع فإن كون هذا الوباء ظهر فجأة وعدم معرفة سبب حدوثه وطبيعة العمى كل هذه الأمور تؤدى لانتشار ذعر واسع النطاق، ويُكشف النقاب عن النظام الاجتماعى سريعاً عندما تحاول الجهات الحكومية أن تُسيطر على الأوضاع وتحتوى العدوى عن طريق اتخاذ تدابير قمعية.
ماركيز.. الحب فى زمن الكوليرا
كلما أصاب العالم وباء فكر فى كيفية الحياة وسط هذا الوباء، كيف ستكون المشاعر الإنسانية، ما الذى سيحدث للعواطف، ومن هنا يتذكرون الرواية الشهير للكاتب العالمى جابريل جارثيا ماركيز (1927- 2014) الحب فى زمن الكوليرا.
صدرت رواية "الحب فى زمن الكوليرا" عام 1985، وأحدثت لحظة صدورها شهرة كبيرة. ويحكى ماركيز فى الرواية قصّة حب معقدة تنشأ بين رجل اسمه فلورينتينو أريثا، وامرأة تُدعى فيرمينا داثا منذ المراهقة وتستمر إلى ما بعد بلوغهما السبعين فى حالة من الحب غير المعقول.
وتسرد الرواية مجموعة من التغيرات الاجتماعية والسياسية والنفسية التى طرأت على حياتهما بسبب هذا الحب العنيف، إضافة إلى سرد تفاصيل الحرب الأهلية الدائرة فى منطقة الكاريبى ونهر مجدولينا فى قالب روائى شائق يجمع بين شجون العشق ولوعته، لعنة الحرب وقسوتها، انتشار وباء الكوليرا.
غسان كنفانى.. رجال فى الشمس
انتشرت فى السنوات الأخيرة حالات الموت الجماعى جراء الهجرة غير الشرعية، مثل أن يموت عدد من الناس داخل سيارة مغلقة أو داخل مخزن قارب مما يذكر الجميع برواية (رجال فى الشمس) التى صدرت عام 1963 للكاتب الفلسطينى الشهير غسان كنفانى (1936- 1972).
وتقدم الرواية صورة الفلسطينى اللاجئ التى قدمها غسان كنفانى فى رواياته اللاحقة وأهمها رواية عائد إلى حيفا، حيث تحاول شخصيات الرواية الهروب إلى الكويت عن طريق مهرب محترف يصر على أخذ خمسة عشر دينارا للفرد إلا أنهم يرفضون فى النهاية لمعرفتهم بأن الدليل سيتركهم فى منتصف الطريق.
يتعرفون بعد ذلك إلى "أبو الخيرزان" الذى سيهربهم عن طريق إخفاءهم فى الخزان، وتنحج الخطة أثناء المرور من نقطة التفتيش العراقية إلا أنها تفشل عند المرور من نقطة التفتيش الكويتية يتأخر عليهم أبو الخيرزان ليتسبب ذلك فى اختناقهم وموتهم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة