تقع العشيقات أحيانا فى شر أعمالهن، عندما يحببن رجالا تتملكهم السلطة أو عدم المسئولية أو حتى الشغف بشيء آخر، ومن ذلك ما حدث مع حبيبات هتلر وموسولينى والفنان التشكيلى "رودان".
هتلر وإيفا براون.. دفعها إلى الانتحار
كانت العلاقة بين هتلر وإيفا، موضوعا للعديد من الدراسات، وبحسب المؤرخ توماس لوندمارك، الذى دون السيرة الذاتية لإيفا براون، فإنها عانت حتى انتحارهما سويا بالرصاص فى أبريل 1945.
ولدت إيفا براون فى الـ6 من فبراير عام 1912 لأسرة متوسطة الحال سكنت مدينة ميونخ، التحق للدراسة فى دير كاثوليكى جنوب ألمانيا عام 1928، غير أن نمط حياة الأديرة لم يكن ملائما لشخصيتها.
بحلول عام 1929 وبحثا عن فرصة عمل وصلت "براون" والتى لم تكن تتخطى الـ17 من العمر، لمتجر المصور النازى الشهير "هاينريش هوفمان"، لتعمل لديه فترة قبل أن يطرق بابه فى أحد الأيام أهم زبائنهم وأكثرهم نفوذًا، زعيم الحزب النازى الذى لم تتعرف على ملامحه المراهقة الشقراء ليتندر منها "هوفمان" ويعرفها بالسيد "وولف" أو "أدولف هتلر" حاد الملامح شديد التأثر والبالغ من العمر آنذاك 40 عاما.
وفى أعقاب انتحار رفيقة هتلر الأولى "روايال" فى سنة 1931 أصبحت "إيفا" الوجه الأبرز عند الزعيم النازى.
فى عام 1936 وبعد فترة من تخصيصه شقة خاصة بها فى ميونخ قرر "هتلر" حجب رفيقته عن الأنظار تماماً فى قصر خاص، وتحت مُسمى "سكرتيرة خاصة" أبعدها تماما عن الشائعات والسياسة سواء المحلية المتعلقة بحملات «هتلر» للتخلص من معارضيه، أو عالميًا بظهور بوادر حرب جديدة، كان أحد أهم أسباب اشتعالها.
وبين السباحة ومشاهدة الأفلام الأمريكية الممنوعة، وانتظار زيارة مفاجأة من "الفوهرر"، أمضت "إيفا" أوقاتها فى القصر، بصفته سرية غير مُحددة تربطها برجل يوشك على قلب العالم رأس على عقب، باحداث دامية لم تغير ما حملت الشابة التى لم تكن تبلغ من العمر آنذاك 24 عام الكثير من عاطفة تجاه الحبيب الغامض.
وفى أبريل عام 1945، بعد سقوط الفوهرر اتجه للاختباء فى سراديب مُؤمنة وسرية أسفل مبنى مستشارية الرايخ بالعاصمة برلين قررت إيفا الانضمام لحبيبها السرى ثم انتهى كل شيء.
موسولينى يستغل حبيبته وينكر ابنها
فى عام 1914، كان موسولينى فى سن الحادية والثلاثين وعضوا فى الحزب الاشتراكى ومديرا لصحيفة "افانتى!" ورغم كونه متزوجا أقام علاقات غرامية عديدة إحداها كانت مع "إيدا إيرين داسلر" صاحبة صالون تزيين نسائى وتكبره بثلاث سنوات.
ظلت "إيدا" وفية لموسولينى حين طرده الحزب الاشتراكى بعد دعمه دخول إيطاليا فى الحرب العالمية الأولى، حتى أنها باعت صالونها لمساعدته على تأسيس صحيفته الخاصة، "شعب إيطاليا".
وكانت "ايدا" حاملا فى شهرها السابع، حين تركها موسولينى متوجها إلى الجبهة فى أغسطس 1915، ثم وضعت مولودهما فى 11 نوفمبر واسمته بينيتو البينو، وراسلت موسولينى لتبلغه بالنبأ من دون أن تتلقى جوابا.
وقد وعدها موسولينى بأنه سيعترف بطفله منها، وكرر تعهده خلال الأشهر القليلة التى سبقت عودته الى الجبهة، كما ارسل لها نفقة شهرية للطفل، لكنه سرعان ما أدار ظهره لها متجاهلا رسائلها، وبلغ الأمر أن وضعها تحت رقابة الشرطة.
وحين وصل موسولينى الى الحكم فى نوفمبر 1922 شدد الرقابة عليها خشية أن تثير مزيدا من الجلبة ضده، وفى العام 1926، حين أصبح الدوتشى دكتاتورا لا ينازعه احد، تم اعتقال داسلر وألقى بها فى مصح عقلى، وانتزع بنيتو الصغير منها ووضع تحت رعاية وصى.
وبعد نقلها الى مصحين آخرين، ومنعها طيلة اعوام من تلقى أى زوار، لفظت داسلر أنفاسها فى العام 1937 عن 57 عاما.
اما الصبي، الذى كان فى الحادية عشر من عمره حين انتزع من امه، فادخل مدرسة داخلية حتى سن الثامنة عشرة، ثم انخرط فى سلاح البحرية.
ومع أن موسولينى لم يكن على اتصال به، لكنه كان يراقبه عن كثب، وقد انزعج من أنه ظل على اتصال بأسرة والدته، فأرسله من دون إنذار إلى آسيا فى العام 1934.
وفى العام التالي، عاد بنيتو الابن إلى إإيطاليا مصابا، وعولج فى المستشفى قبل أن يودع هو الآخر فى مصح نفسى فى العام 1936 وتوفى عن عمر يناهز الـ 26 عاما.
رودان يدفع مساعدته لـ الجنون
يعد أوجست رودان، أحد أبرز النحاتين فى العالم ولد فى 12 نوفمبر 1840، وهو فنان ونحات فرنسى مشهور، من أشهر أعماله تمثالى القبلة والمفكر، لكن حياة "رودان" الشخصية كان لها حال مختلف يدل على فنان لا يمنح الكثير لمشاعره، ولا يهتم بقلبه.
فى عام 1864 تعرف أوجست رودان، إلى عاملة الخياطة روز بوريه، التى كان عمرها آنذاك عشرين عامًا، فعملت لديه كموديل، ثم أصبحت عشيقته، ورافقته طوال حياته، واقترن بها رسميًّا فى 29 يناير من العام 1917، أى قبل أشهر من وفاتهما، وقد أنجب منها ابنه غير الشرعى الوحيد الذى ولد فى عام 1866، إلا أنه لم يعترف به.
أما قصته مع الفنانة كاميل كلوديل (8 ديسمبر 1864 – 19 أكتوبر 1943) فهى فنانة ونحاتة فرنسية، وشقيقة الشاعر والكاتب والدبلوماسى بول كلوديل، وكان رودان يكبرها بأربعة وعشرين عاماً، انتهت علاقتهما باحتجازها فى مصح نفسى عام 1913 بعد إصابتها بنوبات صرعية وانفصام فى الشخصية.
كانت كاميل كلوديل مساعدته، البعض يتهم رودان بأنه استفاد من عملها، والأكثرية يتهمونها بأنها أخذت من أفكاره، لكن الأخطر كانت علاقتهما الشخصية، فقد رفض "رودان" الانفصال عن "عشيقته" الأولى روز بوريه، مما أثار " كاميل كلوديل" وعند ذلك راح رودان يتهمها بالجنون، وبالفعل انتهى بها الحال فى مصحة نفسية.