محمود معتمد، شاب فى مقتبل العمر يبلغ 22 عامًا، ويعمل ممرض، لكن إلى جانب عمله فى مداواة جراح وأمراض الناس له نشاطه الآخر فى تطييب الخواطر والنفوس عن طريق الإنشاد والابتهال، حيث ينشد محمود الذى سمى نفسه "ممرض بدرجة منشد"، الابتهالات والأناشيد الدينية للمرضى داخل قسم الصدر الذى يعمله فيه بمستشفى صيدناوى بالزقازيق، فى محافظة الشرقية.
الممرض الشاب هو خريج معهد تمريض دفعة 2019، والتحق بالعمل فى المستشفى منذ 7 أشهر فقط، لكن لم تكن هذه هى بداية رحلته مع الإنشاد، ويقول محمود معتمد، فى حديثه لـ"اليوم السابع"، "أنا ممرض وعمرى 22 سنة.. والإنشاد بدأته من مرحلة الابتدائية وكان سنى صغير وقتها قرابة 10 سنوات.. وكنت بتدرب فى البيت وأمى وأبويا بيحفزونى وكمان أصحابى، وشاركت فى حفلات بالمدرسة مثل يوم اليتيم والإذاعة المدرسية.. وكنت بقول ابتهالات وبنشد وبتلو القرآن الكريم.. أنا مش حافظ القرآن الكريم كله، بس لأن صوتى كويس كنت بشارك فى الحفلات والإذاعة المدرسية".
وأضاف منشد المرضى، "أنا حابب الإنشاد ومحدش دربنى ولا روحت مدارس للتدريب ولا درست الإنشاد ولم يكتشفنى أحد.. كل ما فعلته كان بمجهود وهو الاستماع للقراء والمبتهلين الكبار العظماء مثل الشيخ سيد النقشبندى، والشيخ نصر الدين طوبار، والشيخ طه الفاشنى، والشيخ محمد عمران، سمعتلهم كتير وبحاول أجيب طبقات الصوت وأتدرب هما بيطلعوا وبينزلوا ازاى بطبقات صوتهم .. وهحاول أجتهد أكتر وأدرس الإنشاد"، وأشار إلى أن والدته التى أنهت بالكاد المرحلة الابتدائية من تعليمها، ووالده الحاصل على دبلوم زراعة، كانوا أكثر المشجعين له ليكون أفضل حالًا منهما.
وفيما يخص الإنشاد مع المرضى فى المستشفى، قال "بدأت أنشد للمرضى لأنى بعتبرهم أهلى وأنا فى قرية تابعة لمركز الزقازيق بمحافظة الشرقية، وكنت حاسس آلامهم ومعاناتهم وبشوفهم بيتألموا من المرض، فكنت بنزل أقعد معاهم وأحاول أخفف عنهم بالإنشاد، ولما كانوا بيطلبونى كنت بنزل أنشد ليهم، ولم أتقاضى يومًا أى أموال عن هذا العمل، لأنى بعمل ده للمساعدة، ومن أول يوم ليا فى المستشفى كنت بنشد للمرضى".
ولفت محمود معتمد، إلى كيفية معرفة العاملين والمرضى بالمستشفى لإجادته الإنشاد، بقوله: "كنت فى البداية بدندن مع نفسى وبسلى وقتى.. والناس كانوا بيسمعونى وطلبوا منى فى البداية أعلى صوتى عشان يسمعوا بشكل أوضح، وبعد كده أصبحت أنشد لهم بصوت عالى فى الغرف أثناء تلقى العلاج.. والمرضى كانوا بيقولولى احنا مش بنرتاح إلا لما بتنشد لينا، وإن العلاج بيرهق ويتعب الجسم، لكن بنحس إن جسمنا بيستريح وبنسترخى على صوتك فى الإنشاد، وللأسف مش كل الجلسات اللى أنشدت فيها للمرضى تم تصويرها".
وعن تأثر المرضى بصوته، أضاف المنشد الشاب: "المرضى كانوا بيرتاحوا بعد إرادة ربنا سبحانه وتعالى، على صوتى، عشان كده كانوا بيتجمعوا فى الطرقة على أبواب الغرف الأخرى ليستمعوا لصوت الإنشاد، ولما حسيت بفرحتهم كنت بخلى جلسات الإنشاد للمرضى أكتر عشان عايزهم يرتاحوا أكتر وبحاول أديلهم كل طاقتى من شهر 7 لغاية 15 يناير 2020، ودلوقتى وقفت لأنى سيبت المستشفى لأداء الخدمة العسكرية، لكنى فقدت الالتحاق بدفعتى بسبب مرض والدى، وسوف التحق بالخدمة العسكرية فى الدفعة القادمة".
وتابع:"التواضع والتقرب من الناس والتطييب بالخواطر كان هدفى من الإنشاد للمرضى ومرافقيهم فى المستشفى وربنا قدرنى وخلتهم فى حالة نفسية حلوة وهما بيتعالجوا.. ومرض والدى وتعب أهلى واحنا ناس على قدنا.. كان سبب إن يكون عندى حافز كبير لرعاية المرضى لأنى شايف والدى عامل إزاى فى مرضه وهو مازال تعبان، فمرضه كان بيحفزنى أكتر لأنى بشوف فى تعبهم وآلامهم، نفس التعب والآلم اللى بيمر بيه والدى".
واختتم الشاب الشرقاوى حديثه: "أنا حلمى أكون منشد كبير لأنى بحب الإنشاد والابتهال مش عشان الشهرة والفلوس، لكن لحبى للمجال وحابب كمان لو ربنا كرمنى وكسبت فلوس من المجال ده أساعد بيها الناس لأن رغم سنى 22 سنة لكن عانيت فى حياتى كتير وشوفت بعينى إزاى الناس بتكون تعبانة ونفسها حد يساعدها، وكمان عشان أحسن من وضع أهلى".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة