لا تقتصر أساليب القمع التي يمارسها الرئيس التركى رجب طيب أردوغان على المعارضين الأتراك فقط، بل أيضا يحارب المثقفين والكتاب، في الوقت الذى انخفض فيه مؤشر المستهلك التركى بشكل كبير ليكشف حجم معاناة الأتراك.
وفى هذا السياق أكدت صحيفة زمان، التابعة للمعارضة التركية، أن الكتب وقراءها لم يفلتا من حالة القمع الأمني الواسعة التي تشهدها تركيا بشكل موسع منذ انقلاب عام 2016 المزعوم ولما باتت حيازة بعض الكتب تهمة توصل إلى السجن، كانت صناديق النفايات والمحارق بمثابة المثوى الأخير لآلاف الكتب والمؤلفات التي لا يرضى عنها حزب العدالة والتنمية الحاكم، موضحة أن الحكومة قامت -على غرار ما حدث في ثلاثينيات وأربعينيات القرن العشرين- بالتخلُّص من أعداد هائلة من الكتب والمنشورات والمطبوعات التي لها صلة بحركة الخدمة، وامتلأت صناديق القمامة العامة، والغابات والشوارع في الأحياء بأطنان من الكتب التي ألَّفها فتح الله كولن أو نُسبت إليه، وقد بلغ القمع حدًّا جعل حيازة كتاب من تأليف “كولن” أمرًا كافيًا لإيداع حائزه في السجن.
وأضافت الصحيفة التركية المعارضة، أن هذه النظرة العدائية لمؤلفات كولن، أجبرت الأكاديميين والباحثين الدارسين لحركة الخدمة ومؤسسها أن يتخلصوا على الفور من هذه الكتب، ففي إحدى الحوادث المعروفة، تمّ اعتقال مؤرخ في جامعة تونجيلي بعد أن عثرت الشرطة على كتاب لكولن في مكتبه الجامعي. ورغم أن هذا الأكاديمي نفسه مناهض لكولن ومعلن لإلحاده، فقد وُجِّهت له اتهامات بالعضوية في حركة الخدمة.
وفى إطار متصل ذكر موقع تركيا الآن، التابع للمعارضة التركية أن عامل تركي يدعى عوني.ش، اقدم على الانتحار، في ظل تزايد معدلات الانتحار في تركيا خلال الفترة الراهنة، ويعمل هذا العامل التركى في غسل المركبات الثقيلة بأحد المواقع الصناعية بمدينة بوردو، حيث تم العثور على جثة عوني الذي يبغ من العمر 46 عامًا، بأحد الغابات الموجودة بمدينة بوردو، معلقًا بأحد الأشجار، واتضح أن عوني متزوج وأب لطفلين وتم نقل الجثمان لمشرحة مشفى مدينة بوردو.
ولفت الموقع التابع للمعارضة التركية، أن العامل أقدم على الانتحار بسبب الفقر وتدهور أوضاعه المادية، حيث يأتي ذلك في ظل استمرار الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي تمر بها تركيا في الفترة الراهنة، وتفاقم الديون على المواطنين الأتراك مما يدفع كثير منهم للانتحار.
وأكد موقع تركيا الآن، انخفاض مؤشر ثقة المستهلك التركي بنسبة 2.7% في شهر فبراير، مقارنة بالشهر السابق له وأصبح 57.3%، كما انخفض مؤشر التوقعات لعدد العاطلين عن العمل لمدة 12 شهرًا المقبلة بنسبة 5.3% وأصبح 53.8%، حيث إنه وفقا لبيانات معهد الإحصاء التركى انخفض مؤشر ثقة المستهلك بنسبة 2.7% فى شهر فبراير 2020 مقارنة بشهر يناير الماضى.
وبحسب الموقع التابع للمعارضة التركية، فإن مؤشر توقعات الوضع الاقتصادى انخفض لـ12 شهرًا المقبلة، حيث كان في يناير 77.4% وانخفض بنسبة 1.9% فى فبراير إلى 75.9%.، وكذلك انخفض مؤشر التوقعات لعدد العاطلين عن العمل خلال الـ12 شهرًا المقبلة حيث كان 56.8% في شهر يناير وانخفض إلى 53.8% فى فبراير بنسبة 5.3%.