مع دخول عام 2020 حقق مشروع "تجفيف الطماطم" فى القرى والنجوع المختلفة بمحافظة الأقصر، خطوة كبيرة ناجحة بالحصول على الدعم من وزارة الزراعة بصورة أكبر لتوفير كافة مستلزمات مناشر تجفيف الطماطم بعد نجاح المشروع فى فتح أسواق عالمية حقيقية تنجذب لتلك المحاصيل الغنية بالخيرات من جنوب الصعيد، حيث أنه خلال السنوات الماضية لاقت مناشر "تجفيف الطماطم" بمحافظة الأقصر نجاحاً كبيراً، وذلك بعد حصول المزارعين على مكاسب وأرباح مميزة من تلك الخطوات الناجحة، حيث ساهمت تلك المشروعات الجديدة زيادة الصادرات من الطماطم المجففة لمختلف دول العالم، وحالياً أصبح ملاذ جميع المزارعين التفكير فى تلك الخطوة وإقامة منشر لتجفيف الطماطم لوضع جزء من محصوله فيها لتحقيق التوازن المادي بين بيعه جزء من المحصول للأهالى بالشوادر والشوارع وبيع جزء آخر من المحصول للأجانب وتصديره للخارج بعد تجفيفه.
وفى هذا الصدد تلقى مؤخراً السيد القصير وزير الزراعة واستصلاح الأراضى، تقرير من الدكتور على حزين رئيس الجهاز التنفيذى لمشروعات التنمية الشاملة بالوزارة حول مشروع تجفيف الطماطم بالأقصر، بأن المشروع يأتى فى إطار سعى وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى إلى تعزيز سلاسل القيمة للحاصلات البستانية لتعظيم العائد الاقتصادي بما يخدم صغار الحائزين فى المناطق الجغرافية الأولى بالرعاية فى صعيد مصر، وذلك تماشياً مع خطة الدولة فى توفير فرص عمل المجتمعات الريفية مع التركيز على السيدات، حيث أنشأ الجهاز التنفيذى لمشروعات التنمية الشاملة من خلال مشروع التغيرات المناخية بالتعاون مع برنامج الأغذية العالمى سبعة مناشر شمسية لتجفيف الطماطم لإنتاج طماطم مجففة وتصديرها للأسواق الأوروبية.
ومن ناحيته قال الدكتور على حزين، رئيس الجهاز التنفيذى لمشروعات التنمية الشاملة، إن محافظات الصعيد تمتاز بإنتاج الطماطم المجففة شمسيا فى فصل الشتاء وقد تم تجهيز المناشر بالمعدات اللازمة وكذلك تدريب السيدات والفتيات بالإضافة إلى ربط المنتجين بالأسواق العالمية وتذليل العقبات التسويقية، مضيفاً أن هذه الجهود تأتي ضمن التعاون الوثيق بين المشروع والجمعيات الشريكة فى صعيد مصر والتى لها الدور الرئيسى فى إدارة وتشغيل الوحدات المذكورة، حيث ساهمت هذه الوحدات فى زيادة قيمة الطماطم المنتجة بنسبة 100% ، بالإضافة إلى توفير 200 فرصة عمل فى الموسم للسيدات الريفيات فى صعيد مصر.
وعن الدعم ونجاحات مشروع "تجفيف الطماطم" فى محافظة الأقصر، يقول المهندس محمود عبد الراضى خبير زراعي وأحد المشرفين على مشروعات تجفيف الطماطم فى جنوب الصعيد، أنه أصبحت حالياً مشروعات تجفيف الطماطم للمزارعين كنز كبير لكافة المزارعين، وذلك بعد مرور 5 سنوات من النجاح لهذا المشروع، حيث تم فتح الباب فى 2015 باب العمل فى مشروعات تجفيف الطماطم بجنوب الصعيد بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية، وتم دعم المزارعين وتدريبهم على أعمال التجفيف للطماطم، وانتشرت مؤخراً عشرات المناشر لتجفيف الطماطم فى مختلف أنحاء مدن وقرى الأقصر لتصديرها للخارج والحماية من خسائر تقلب أسعار الطماطم في الأسواق بصورة دائمة.
ويضيف المهندس محمود عبد الراضي لـ"اليوم السابع"، أن فكرة الطماطم المجففة تتلخص فى تجفيف الطماطم التى تتميز بخفض العصارة وزيادة نسبة اللحم بها في الشمس لمدة 7 أيام أو اكثر، وذلك بعد تقطيعها نصفين وإضافة الملح للتخلص من الرطوبة، ليحدث تركيز للمادة الصلبة فقط، وكل 10 كجم طماطم طازجة تعطى كيلو طماطم جافة، ويمكن استخدامها فى الصلصة أو يمكن إضافتها إلى البيتزا أو يتم تعبئتها فى عبوات صغيرة بعد إضافة زيت الزيتون وتوابل أخرى، حيث أنه يتم التجفيف للطماطم عبر استخدام منشر تم تصنيعه، بعد استلام المنتج يجري عليه عمليات تبخير وتعقيم للتخلص من أى أتربة أوتلوث، وهى طريقة انتشرت على مستوى العالم وخصوصا أوروبا إيطاليا وإسبانيا تحديدا للاستفادة من الطماطم بصورة جيدة، ومصر بدأت تدخل حديثا فى هذا المجال لتقليل الفاقد وتحقيق مكاسب للمزارعين.
فيما يقول جمال أبو البلم مسئول بجمعية تنمية المجتمع بعزبة توماس وعافية والمشارك بمشروع التغيرات المناخية بمنشر لتجفيف الطماطم، أن المشروع أصبحت هدف كبير لكافة المزارعين وذلك نظراً للعائد الجيد الذى يتلقونه من تجفيف الطماطم ولا يحتاج لجهد ضخم بعد إنتهاء زراعة محصول الطماطم، مؤكداً أنه يتم تجهيز الطماطم فى الأقفاص لتنقل إلى المزرعة ومكان وجود المنشر في الهواء الطلق ليحصل على كميات من الهواء والشمس، كما يتم جمع الفتيات بعد تدريبهن على كيفية التقطيع والتجهيز للطماطم ووضعها على المناشر حتى تحصل على دورتها لأسابيع محددة حسب المحصول ومتابعته بصورة يومية لحين إنتهاء التجفيف وتوريد المحصول للحاصلات المتخصصة فى التصدير للخارج.
ويضيف الحاج جمال أبو البلم فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، أنهم يقومون بعمل تدريبات مكثفة لكل الفتيات اللاتي يتم اختيارهن للعمل فى المشروع بأجرة يومية، مؤكداً على أنه بعد هذه النجاحات التي حققتها المناشر مؤخراً، أصبح هناك طلب كبير على عمليات إنشاء المناشر الخاصة بالطماطم المجففة فى قرى جنوب وغرب الأقصر، وتقدم الجمعيات الكبرى العالمية العاملة بمصر وفى مشروع التغيرات المناخية بدعمهم وتعليمهم وتدريبهم على تلك المشروعات الناجحة التي تحقق عائد مادى جيد بالعملة الصعبة جراء التصدير لدول الاتحاد الأوروبى وفى آسيا وأمريكا الجنوبية وغيرها من الدول التى تهتم بالطماطم المجففة، وخصوصاً التى تزرع بمصر لكفاءة التربة والطقس الذى يساعد فى إخراج أفضل محصول الطماطم.
ومن جانبه كان قد صرح المهندس خالد عبد الراضى وكيل وزارة الزراعة بمحافظة الأقصر، بأن مصر تنتج محصول الطماطم بكميات كبيرة حيث تبلغ مساحة الطماطم المزروعة تصل لـ357 ألف و627 فدان، وذلك بمتوسط إنتاجية تصل إلى 40 طنا للفدان، تنتج 14 مليون و280 ألف طن، منها مساحة 29 ألف فدان يتم زراعتها بالطماطم للعروة النيلي، و141 ألف فدان للعروة الشتوى، و188 ألف فدان للعروة الصيفية لزراعة الطماطم، موضحاً أن بعض الشركات تعاقدت على تصدير 30 ألف فدان طماطم يتم تصديرها إلى دول الاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة وفقا للمعايير التى تطلبها الدول المستوردة للطماطم المجففة من مصر، وهذه الدول طلبت استيراد 12 ألف طن من الطماطم المجففة من مصر والتى تتميز بها مناطق الزراعة فى الصعيد.
وأضاف المهندس خالد عبد الراضى لـ"اليوم السابع"، أن طريقة تجفيف الطماطم هي أحد وسائل زيادة العائد من القيمة المضافة للطماطم بدلا من تصديرها كطماطم طازجة، وكذلك دورها فى تقليل الفاقد من الطماطم خلال مراحل التداول، موضحا أن هذه الطريقة انتشرت على مستوى العالم وخصوصا أوروبا إيطاليا وإسبانيا تحديدا للاستفادة من الطماطم بصورة جيدة، خاصة فى ظل الميزة النسبية لتصدير الطماطم المجففة فى الصعيد، موضحاً أنه مؤخراً قام بتنفيذ مشروع مشترك بين مصر ومنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية "اليونيدو"، لتجفيف الطماطم ضمن مشروع مبادرة التجارة الخضراء مع ايطاليا، والذى يستهدف التوسع فى التصنيع الزراعى وزيادة دخل المزارعين من إنتاج الطماطم، مع التوسع فى منظومة الزراعة التعاقدية، رغم أن صادرات مصر من الطماطم لا تشكل سوى 1% من الصادرات الزراعية المصرية، وأن قطاع الزراعة يشهد اهتماما ملحوظا وتطورا كبيرا بالمحافظة، موضحاً إنشاء مركز إعادة التأهيل الوظيفى بمديرية الزراعة بالأقصر، وإنشاء وحدة لإعداد دراسات الجدوى الاقتصادية والفنية للمشروعات الزراعية والتى تقدم خدماتها مجانا، وذلك بالإضافة إلى مشروع تطوير الرى الحقلى لمساحة 4000 فدان بمركز الطود بتمويل قدره 60 مليون جنيه.
وأكد وكيل زراعة الأقصر، على أنه تم خلال الشهور الماضية تشغيل محطة تعبئة وفرز وتدريج الصادرات الزراعية بطفنيس، والتى تشرف على أعمال بتصدير حاصلات زراعية مثل الطماطم المجففة، والكنتالوب ، والقرع العسلى، والبطيخ، والبطاطا، والعنب، والمانجو، والتمور، إلى دول الاتحاد الأوروبى وأمريكا الجنوبية وبعض الدول العربية والأسيوية، وذلك إلى جانب إنشاء 8 مناشر تجفيف للطماطم، كما واصلت الجمعية الأهلية للتنمية الزراعية بإسنا توزيع شتلات الطماطم على مجموعة من المزارعين لزراعة ما يقرب من مساحة 95 فدانًا، وتصديرها مجففة للسوق الأوروبية بعد حصادها، وكل شخص يزرع على مساحة فدانين ويتم تجفيف الطماطم بعد جمعها عن طريق الشمس والملح، وتقوم شركات إيطالية باستيراد الإنتاج المشروع من الطماطم المجففة، وهناك شركات ألمانية تستورد المحاصيل أيضا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة