يبدو أن عوائق زيادة الصادرات المصرية إلي الأسواق الخارجية، لم تعد مرتبطة بالاسباب المعلنة من المصدرين، والتي على رأسها صعوبة الوصول إلي بعض الأسواق ومشكلات تكلفة الشحن بالنسبة للأسواق الإغريقية، وزيادة التكلفة الإنتاجية، وتأخر دعم الصادرات، لكن هناك أسباب متعلقة بمشكلات الصناعة نفسها وتقفيل المنتج النهائي، وهي أسباب ليس للحكومة دخل فيها.
وعلي ما يبدو أن المصنعين والمصدرين أنفسهم لم يعترفوا حتي الآن بوجود مشكلة في الشكل النهائي للمنتجات المصدرة، أو ما يسميه أهل التجارة عيوب " الفينيش" النهائي للمنتج، الأمر الذى يجعل المنتجات ذات الجودة العالية أقل تنافسية، بسبب شكلها النهائي فى عملية التقفيل، وهو ما يعترف به مستوردين مصريين في بعض الدول الأفريقية.
" الحقيقة الإنتاج الصناعي المصرى جيد جدا وله قابلية لدى الدول الأفريقية لكننا نعاني من عيوب مرتبطة بالشكل النهائي للمنتج، أو بالمعني الدارج"تفنيش" المنتج والسلعة"، كلمات قليلة عبر بها وليد سالم والذى يعمل في مجال التجارة بدولة أوغندا لمدة عامين، وكذلك عمله تجاريا مع دول أخري منها الكونغو وتنزانيا وكينيا
وخلال لقاء معه فى أوغندا، يقول سالم، إن مصر لديها قدرة على الوجود بقوة والمنافسة في افريقيا، فلنا ميزات نسبية، لكننا في حاجة إلى معالجة العيوب، وعلي رأسها تقفيل المنتجات بصورتها النهائية، فجودة المنتج المصرى أفضل بكثير من الصيني، لكن البعض هنا يفضل الاستيراد من الصين، بسبب عيوب في فينش السلع والمنتجات المصنعة في مصر".
وتابع، أن الشحن من مصر إلي أوغندا عبر ميناء ممباسا يجعل البضاعة المصرية حاضرة هنا فى 20 يوم تقريبا، مقارنة بمدة اطول بالنسبة للصين، إذن لدينا ميزة لكن تدارك المصانع المصرية أزمة الفينش سيمكنا من الارتقاء بالصادرات، فالسوق الافريقي متقبل المنتج المصري، وله ميزات نسبية، لكن علينا التخلص من هذه المشكلة.
وأشار إلى أن قطاع الصناعات الغذائية والأجهزة المنزلية والأسمدة والكيماويات عليها طلب في السوق الأوغندي، موضحاً" الفترة الحالية تشهد تراجعا في التواجد الصيني، فهي فرصة جيدة للترويج لمصر هنا، الأمر لا يحتاج إلا مزيد من التنسيق بين القطاع الخاص والحكومة ممثلة في وزارة الصناعة والتجارة وقطاع الأعمال وكافة الوزارات التي يمكن أن يكون لها تواجد هنا، فوزارة الزراعة لها أراضي هنا وتجري عمل مشروع المزرعة النموذجية، الأمر الذى يعطي أولوية لنا هنا.
وبشأن عيوب التقفيل والفينيش، يقول أحمد جابر رئيس غرفة الطباعة والتغليف باتحاد الصناعات، " هذا ما تحدثنا عنه مراراً وتكراراً أن الاهتمام بتقفيل المنتج وشكله النهائي يمثل حوالي 20% من تسويقه، لذلك لابد أن تدرك جميع الشركات والمصانع هذه النقطة، ونحن في قطاع التغليف والطباعة نشهد تطور ملحوظ ولابد التنسيق في هذه المشكلة، حتي تعود المنتجات المصرية للمنافسة خارجيا في جميع الأسواق".
وأضاف، أن التراجع الصيني بالسوق الافريقي حالياً يعتبر فرصة مناسبة للتواجد بقوة، ومسألة عيوب التقفيل يمكن تداركها في ظل تطور صناعة الطباعة والتغليف، واعتمادها على أفضل وأحدث الوسائل التكنولوجية، لكن لابد لكل قطاع تصنيعي الاعتماد على المختصين في هذا الشأن، لافتاً إلى أن غرفة التغليف والطباعة لن تتخلي أو تتراجع عن دورها في تقديم يد العون للمصانع المختلفة.
محمد الشيخ مدير شركة شحن مصري إلي افريقيا، يرى أن مصر الأقرب لدول افريقيا ومنتجها رغم كونه مرغوب الا أن المنتجات بالمواصفات المطلوبة هنا قد يكون مرتفعا، لافتاً إلى أن الشحن من مصر إلي مموباسا في 17 يوم عبر مركب خاص يتبع شركة إيطالية والي الأسواق المجاورة 3 أيام أو أسبوع.
وأضاف فى حديثه لليوم السابع، أن ما تحتاجه مصر هو وجود مركب حكومي مصرية وليكن تتبع وزارة قطاع الأعمال العام، من أجل زيادة المتواجد، فالمركب الإيطالية التي نعتمد عليها تصل مرتين فقط في الشهر
فى سياق متصل، أكد عماد سلام رئيس شركة مصرية عارضة بالمعرض المصري في واغندا، أهمية تفعيل دعم الشحن النولون، وهناك دعم 50% إلي أفريقيا وهو ما يشجع الشركات ضمن برنامج دعم الصادرات، لكننا في حاجة إلى تفعيله الفترة المقبلة
عمرو البنا مستثمر مصري في اوغندا، منذ 15 سنة يقول، التواجد المصري للمستثمرين الأفراد قوى جدا، فى أكثر من 18 دولة أفريقية، لكننا نعتمد على الاستيراد من الصين ودبي بسبب ارتفاع أسعار الطلبيات من مصر، وهذه الزيادة تفرضها المصانع، وهذا الأمر يجعلنا نلجأ إلى الصين.
وأضاف، أنه حتي مع التوافق على بعض الطلبيات نجد تأخير من المصانع في الالتزام بالتوريد، لافتاً إلى أن تجار مصريين كبار فى زامبيا وكينيا وأوغندا والكونغو يستوردوا من الصين ودبي .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة