مرسى علم منطقة سياحية واعدة لازالت بكرا تتحسس طريقها لتضع نفسها على خريطة السياحة العالمية، ورغم حداثاتها إلا أنها وجدت لها عاشقين بين دول العالم يأتون من أجل هدوئها والاستجمام على شواطئها وفى منتجعاتها.
وتتميز مدينة مرسى علم السياحية بطبيعتها الخلابة التي تتميز بها المدينة والجو الجميل طوال العام والوديان والشواطئ والرحلات البحرية، والمحميات الطبيعية ورحلات السفارى والاستمتاع بمشاهدة الطيور المهاجرة والحيوانات البرية، حتى أنها احتلت قوائم نصائح السفر العالمية لأفضل الشواطئ فى 2020.
تحركات رسمية وبرلمانية بدأت خلال الفترة الآخيرة لبحث المعوقات التي تواجه المستثمرين السياحيين فى مرسى علم، وخلال الشهر الماضى قامت لجنة السياحة بمجلس النواب بجولة ميدانية واستمعت على أرض الواقع إلى المعوقات، ثم قامت بنقلها للمسئولين بحثا عن حل لها مما يؤدى إلى دفع الحركة السياحية للمدينة.
4 أزمات أساسية تم طرحها على طاولة واحدة جمعت المستثمرين ونواب البرلمان والمسئولين في عدد من الوزارات المعنية في مقدمتهم السياحة والأثار والمالية والطيران، وقال طارق شلبى رئيس جمعية مستثمرى مرسى علم، فى تصريحات لليوم السابع إن هناك عددا كبيرا من المشكلات التى تواجه المستثمرين مع الوزارات المختلفة، فى مقدمتها أسعار الطيران الداخلى لمرسى علم، حيث إنها مرتفع جدا، وهذا يعوق تدفق الوفود السياحية للمقصد، كما أنه يحد من حركة السياحة الداخلية أيضا، أما القضية الثانية فهى الكهرباء وهى مشكلة كبيرة تواجه المستثمرين وأصحاب الفنادق والمنتجعات، قائلا:" المستثمرون تحملوا تكلفة توصيل الكهرباء لفنادقهم، ولكن مع ارتفاع أسعار السولار أصبحت التكلفة مضاعفة".
ولفت رئيس جمعية مستثمرى مرسى علم إلى أن المستثمرين فى مرسى علم لديهم أزمة مع الأسعار التى يتم بيع الغرف الفندقية بها، لأن أغلب شركات السياحة ومنظمى الرحلات الأجانب يأخذون الدخل بالكامل ويتركون للفنادق نسبة قليلة وهذا يؤثر على الدخل الخاص بهم، ولذلك نطالب بتعزيز التسويق الرقمى والأون لاين حتى يمكننا من تحرير سعر البيع بما يتناسب مع التكلفة التى نقوم بدفعها للخدمات من كهرباء ومواد غذائية وغيرها، وأشار إلى أن مبادرة البنك المركزى خطوة جيدة لدعم قطاع السياحة، ويمكن لفنادق مرسى علم الاستفادة منها، مشيرا إلى أن مرسى علم تمتلك مايقرب من 30% من الطاقة الفندقية فى مصر.
وأوضح أن الضرائب العقارية تعد إحدى المعوقات أيضا، مشيرا إلى أن معظم مرسى علم خارج كردون المدينة ومشروعات هيئة التنمية السياحية خارج المدن، وبالتالى تلك المشروعات تتحمل جميع تكاليف البنية التحتية، من كهرباء وتوصيل مياه وصرف صحى، وتوفير الاتصالات كذلك، فى حين أن المادة 13 من قانون الضرائب العقارية يشترط لتطبيق الضريبة أن تكون المنشأة تتمتع بخدمات الدولة، وهو ما لا ينطبق على جميع المشروعات.
وتقدم المستثمرون في مرسى علم بعدد من المقترحات لتنمية المدينة، فمرسى علم تتميز بطول شواطئها الكبيرة لمسافة 450 كيلومترا وعلى الرغم من ذلك إلا أن المستغل من تلك الشواطئ نسبة قليلة، وبالتالي بتيسير إجراءات التنمية السياحية في تلك المنطقة سيتم استغلال هذه المساحة من الشواطئ في إقامة المنتجعات السياحية والترفيهية، ومن خلال التنسيق مع وزارة البيئة من خلال استخدام تكنولوجيا حديثة يتم تطوير الشواطئ وتهذيبها دون التأثير على الشعاب المرجانية الحية والحياة البحرية.
واقترح عاطف عبد اللطيف عضو جمعية مستثمرو مرسى علم التنسيق مع محافظة البحر الأحمر لإنشاء داون تاون لمدينة مرسى علم ليكون عنصر جذب وترويج قوى للسياحة هناك، موضحا أن هذا سيعمل على توفير فرص عمل ويُحدث رواجا للمنتجات المصرية التي يفضلها السائح الأجنبي خاصة في ظل افتتاح مطار برنيس جنوب مرسى علم الذي سيساهم أيضا في زيادة معدلات السياحة.
كذلك طالب بتوفير الخدمات الغائبة عن بعض الشواطئ الهامة في مرسى علم منها صمادي مرسى سيفين، من خلال توفير مطاعم سياحية وكافيتريات وغرف لتغيير الملابس والتي ستنعكس إيجابا على الحركة السياحية هناك.
وأكد عضو مستثمرو مرسى علم أن إعادة النظر في أسعار رحلات الطيران المرتفعة إلى مرسى علم وزيادة عدد الرحلات بين القاهرة ومرسى علم ضرورة ملحة، كذلك لابد من بحث إمكانية ربطها بالمقاصد السياحية الأخرى في الأقصر وشرم الشيخ والغردقة، وإمكانية تشغيل خطوط ملاحية تربط بين مرسى علم وجنوب سيناء والغردقة، على غرار الخط الملاحى الذى يربط بين شرم الشيخ والغردقة والذى تم افتتاحه مؤخرا.