نشر البهجة والفرحة فى النفوس، هذا ما يمكن أن يلمسه أى شخص بمجرد الدخول إلى استوديو الفنانة السريلانكية، صفاء منفر، فى مدينة دبى، حيث ستجد مجموعة من الرسومات المختلفة، التى عُلقت على جدرانها البيضاء الصارخة، حاملة وراء إطاراتها رسائل تبعث بالأمل والسعادة والحرية.
وبعيدًا عن عالم البيزنس وجنى المكاسب المالية والثروات، لطالما أرادت صفاء أن تترك بصمة خير فى هذا العالم، حتى قررت أخيراً أن تستخدم قدراتها الفنية لتحسين حياة المصابين بمرض السرطان، لذلك، ترسم صفاء "تيجان الحناء" للأشخاص الذين يشعرون بعدم الثقة بسبب فقدان شعرهم نتيجة إصابتهم بمرض السرطان، ما يضفى عليهم صبغة جمالية تساعدهم على اكتساب مزيد من الثقة لمواجهة المجتمع دون خجل.
الرسم لإحدى المصابات
وفى حديثها مع شبكة "CNN" بالعربية، قالت صفاء: "عادة تضع النساء وشاحاً أو شعراً مستعاراً لدى زيارتهن لى، وبمجرد رسم "تيجان الحناء" على رؤوسهن، تشعرن بالحرية والرضا"، ويقول تقرير الشبكة الإخبارية، واليوم، تسعى صفاء إلى صنع تيجان الحناء مجاناً لـ100 مريض سرطان.. ليس ذلك فحسب، وإنما أيضاً السفر حول العالم بهدف نشر هذه الرسالة، وجعل كل امرأة، تخضع للعلاج الكيميائي، متألقة بهذه التيجان.
صفاء
ويشار إلى أن اللجوء للفن أصبح وسيلة منتشرة بشكل واسع على مستوى العالم لإضفاء الشعور بالراحة والبهجة على مرضى السرطان، فقبل عدة أيام، وبمناسبة ذكرى مرور 250 عامًا على ميلاد الموسيقى الألمانى بيتهوفن، خففت موسيقاه ولو قليلاً من أوجاع مرضى السرطان فى لبنان، فكان المرضى يتمايلون فرحاً فى استبدال مؤقت للتلوى من الألم فى حفل موسيقى حمل عنوان "حيث ينمو الأمل".
محاولة لإدخال البهجة والسرور على المرضى
وضمن فعاليات مهرجان البستان فى لبنان، أقيم، الأسبوع الماضى، حفل استضافه مركز السرطان فى الجامعة الأمريكية ببيروت، شهد حضوراً كبيراً من المرضى وذويهم والأطباء والممرضات ومتذوقى الموسيقى الكلاسيكية، ونظم الحفل بالتعاون مع صندوق دعم مرضى السرطان وجمعية "سينج فور هوب" الأمريكية، وأقيم مجاناً، وقدمته عازفة البيانو الإيطالية العالمية جلوريا كامبانير، التى عزفت مقطوعات للموسيقى الألمانى الراحل لودفيج فان بيتهوفن (1770 - 1827)، وذلك وفقًا لما نشرته وكالة "رويترز" للأنباء.
نموذج من الرسم
وصندوق دعم مرضى السرطان هو مبادرة خيرية ضمن مركز سرطان البالغين التابع للمركز الطبى فى الجامعة الأمريكية فى بيروت، ونائبة رئيس مهرجان البستان الدولى، لورا لحود، قالت فى كلمة ألقتها قبل العرض: "اعترف بأننى اخترت الفنانة جلوريا كامبانير من دون أن أسألها سلفاً ومن دون أن أعرف بأنها تشارك كثيراً فى الأعمال الخيرية من خلال عزفها، ولكنها وافقت بسرعة وكانت كريمة جداً وقد اختارت لنا اليوم برنامجاً مشوقاً مليئاً بالمقطوعات الانتقائية لبيتهوفين أبرزها سوناتا ضوء القمر ولغيره من المؤلفين كمفاجأة للحضور الغفير".
وأضافت: "فى هذا المكان ينمو الأمل بالفعل، والموسيقى لها قوة علاجية هائلة كما تبث فى قلوبنا الأمل"، وقالت مؤسسة الصندوق، هلا دحداح: "اليوم نكافح المرض من خلال الموسيقى، اليوم نقهر المرض من خلال الفن، اليوم معركتنا نغمية، وهى مناسبة جميلة أن نختار المؤلف الراحل بيتهوفن الذى لم يعزف خلال حياته للنبلاء فقط بل أيضا لمختلف الجمعيات الخيرية"، أما الموسيقية كامبانير، فقالت إنها "لا يمكن أن تتخيل حياتها من دون الأعمال الخيرية التى تأخذها إلى كل أنحاء العالم".
وأشارت إلى أنها تأثرت كثيرا بالعدد الكبير من الناس الذين حضروا لدعم الفن والعمل الخيرى فى انصهارهما مع الطب، وولدت كامبانير فى فيينا عام 1986 وقدمت حفلتها الموسيقية الأولى وهى فى عمر 12 سنة مع أوركسترا فيينا السمفونية وحازت على الجائزة الأولى فى أكثر من مسابقة محلية وعالمية.