"مكة عبد اللاه عبد المولى" واحدة من السيدات المصريات اللاتى وهبت حياتها فى خدمة المجتمع وقضاء حوائج النساء فى المجتمعات الفقيرة التى تكون فى أمس الحاجة إلى مساعدة فى ظل نقص الخدمات ببعض المجتمعات النائية ومنها الصعيد، وتعمقت هذه السيدة المصرية فى هذا المجال حتى استحقت لقب "أكبر رائدة ريفية فى مصر".
"مكة" التى تبلغ من العمر 66 عاماً، هى من مواليد قرية العدوة بمركز كوم أمبو محافظة أسوان، استطاعت أن تنال ثقة العديد من الناس فى محافظة أسوان وخارجها، ووصلت هذه الثقة إلى رئاسة الجمهورية، واختارها الرئيس عبد الفتاح السيسى ضمن الأعضاء الثلاثين الذين يتم تعينهم فى المجلس القومى للمرأة من قبل رئيس الجمهورية فى شهر يناير عام 2016.
تحكى أكبر رائدة ريفية قصتها لـ"اليوم السابع": "بدأت العمل فى مجال الرائدات الريفيات قبل أكثر من 35 سنة، عندما كان رئيس وحدة الشئون الاجتماعية بمجلس قروى أقليت بمركز كوم أمبو محافظة أسوان، يبحث عن سيدة من نساء القرية تنفذ مشروع يتم عمله بالتعاون مع هيئة اليونيسيف الدولية، وكان وقتها العمل فى هذا النشاط ليس من عادة النساء فى المجتمعات القبلية بالصعيد، ولكنى تشجعت وتطوعت للعمل بترشيح كبير من معظم أهالى قريتى، وخاصة أنى كنت أساهم فى أعمال مجتمعية دون الانتماء لمؤسسة أو جمعية خيرية".
وتابعت "عبد اللاه" الحديث قائلةً: "بعد انفصالى عن زوجى اشتريت ماكينة خياطة وكنت أساهم بها فى إيجاد دخل لى ولابنتى وساعدت عدد كبير من جيرانى السيدات فى هذا المجال بتدريبهم وتعليمهم الخياطة وتشجع عدد منهن على ذلك، وعندما اختارونى لمهمة الرائدة الريفية تبرعت بغرفتين وصالة من منزلى الخاص لإقامة مشغل للخياطة وحضانة للأطفال، واهمت فى العديد من الأدوار الاجتماعية فى مجال توعية المرأة، وقدت الكثير من حملات التوعية، بعد أن سافرت إلى القاهرة والإسكندرية لخوض دورات تدريبية بمجالات المشغولات اليدوية والخياطة وتنظيم المعارض والمشاركة فى إثقال مهارات الرائدة الريفية، ثم عدت إلى أقصى جنوب مصر لتنظيم دورات تدريبية للسيدات فى محافظة أسوان وامتدت هذه الدورات لمحافظات شمال سيناء ودمياط والفيوم والقاهرة.
وأوضحت ابنة محافظة أسوان، بأنها نظمت العديد من الندوات لتوعية السيدات بموضوعات ختان الإناث والعمل الاجتماعي وتنظيم الأسرة والصحة الإنجابية معاشات الأرامل والمطلقات ومعاش العجز لكبار السن ومعاش تكافل وقانون الطفل، وذلك بالتعاون مع وحدة إقليت بإدارة كوم أمبو، وحظيت بتكريم العديد من الجهات ومنها تكريم الجامعة البريطانية فى مصر.
وأضافت الرائدة العجوز، أنها فى إحدى الأيام تلقت اتصالات عديدة من شخصيات مسئولة فى مصر، تسأل عنها وعن أحوالها، وعجبت فى بداية الأمر وانتابها شعور من الخوف أيضاً فى هذه اللحظة وأكدت لهم أنها لا تملك أرصدة فى البنوك أو ليس لديها تعاملات مع أى جهات رسمية حتى يسأل عنها هذا العدد الكبير من المسئولين، ولكن طمأنها بعضهم وقال لها: "أنتى عشان إنسانة كويسة وبتساعدى الناس فأنتى مرشحة لعضوية المجلس القومى للمرأة باختيار من رئيس الجمهورية شخصيا".
وقالت "مكة": قابلت هذا الأمر بالزغاريد والفرحة الممزوجة بالبكاء وأخذت أدعوا للشخص الذى هنأنى وأكدت له أن الجميع فى أقصى الصعيد يؤيدون ويدعمون الرئيس عبد الفتاح السيسى ووقفوا بجانب مصر معه فى اللحظات الصعبة التى مرت علينا كلنا كمصريين، وأنه يستحق هذا الدعم من الشعب لأنه بنى ولا زال ينبى فى مصر ويشيد المشروعات القومية التى تخدم مستقبل أولادنا المشرق ويجلب الخير لمصر فى كل اتجاه.
وعلقت: "أتمنى لو كنت أتطوع فى القوات المسلحة لمساعدة أبنائى وأحفادى فى التصدى للإرهاب ودحره للحفاظ على مستقبل وأمن وسلامة هذا الوطن".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة