ارتفع عدد الوفيات بفيروس كورونا المستجد في إيران الخميس، إلى 26، والإصابات إلى 245 شخصا، فيما تعافى 54 شخصا، وفقا لوزارة الصحة الإيرانية، وأظهر رسم توضيحي لوكالة إيرنا عدد الأشخاص الذين تأكدت إصابتهم، فضلا عن وفاة ممرضة شابة تدعى نرجس تبلغ من العمر 25 عاما فى إحدى مستشفيات محافظة جيلان شمال إيران.
وكشفت وزارة الصحة الإيرانية أمس عن اتساع رقعة تفشي الفيروس فى بعض المدن، وهى: مدينة قم، وأصيب فيها 15 شخصا، و9 أشخاص فى إقليم جيلان و4 فى العاصمة طهران، وشخص واحد فى إقليم مركزى و 3 فى خوزستان و2 فى سيستان وبلوشستان وشخص فى كرمانشاه، وشخص فى اردبيل، وشخص فى مازندران وشخص فى لرستان، وشخص فى سمنان، و2 فى كهجيلوية وشخص فى هرمزجان.
وتحاصر وزارة الصحة الإيرانية الاتهامات داخل إيران وخارجها بعدم الشفافية فى الإعلان عن إحصائيات ضحايا الفيروس القاتل، بعد تفشيه فى العديد من المدن، حيث تعد إيران البلد الثانى الذى أودى الفيروس بحياة أكبر عدد من الأشخاص فيه بعد الصين، حيث منشأ الفيروس.
وبعد تسارع وتيرة انتشار الفيروس داخل إيران، أعلنت سلطات إيران فرض قيود على تنقلات الأشخاص الذين يعانون من حالات مؤكدة أو مشتبه بها بفيروس كورونا، وإلى جانب إغلاق المدارس، ألغت السلطات الإيرانية النشاطات الرياضية ونشرت فرقا من عمال النظافة لتطهير الحافلات والقطارات والأماكن العامة.
ممرضة توفت جراء اصابتها بكورونا
وأعلن وزير الصحة الإيرانى، سعيد نمكى، أنه "بدلا من فرض الحجر الصحي على المدن، سنطبق قيودا على حركة المشتبه في إصابتهم أو المصابين"، مشيرا إلى أن فرقا من المفتشين وضعت بالفعل عند مداخل المدن التي تشهد حركة نشطة، دون أن يسميها.
ولفت إلى أن هذه الفرق الطبية ستقيس درجات حرارة المواطنين، وتوقف المصابين أو المشتبه في إصابتهم بالعدوى، وهؤلاء سيتم عزلهم لمدة 14 يوما.وقال وزير الصحة، إن الوصول إلى العديد من الأماكن المقدسة الشيعية سيكون مقيدا، بما فى ذلك ضريح الإمام الرضا فى مشهد وضريح فاطمة فى قم.
وقال وزير الصحة الإيراني، إنه سيتم السماح للمواطنين بزيارة الأضرحة بشرط تزويدهم "بسوائل غسل اليدين والمعلومات الصحية والأقنعة"، مضيفا قوله: "عليهم ألا يتجمعوا في مجموعات وأن يصلوا ويغادروا".
علاوة على ذلك، أفاد نمكى بأنه سيتم تمديد إغلاق المدارس لمدة 3 أيام، والجامعات لمدة أسبوع آخر يبدأ من يوم السبت، لافتا كذلك إلى أنه فى تلك المناطق سيتم تعليق إقامة صلاة الجمعة، وشدد وزير الصحة الإيراني، على أن "كل هذه القرارات مؤقتة وإذا تغير الوضع، فقد نشددها أو نخففها".
وإلى جانب إغلاق المدارس، ألغت السلطات الإيرانية النشاطات الرياضية ونشرت فرقا من عمال النظافة لتطهير الحافلات والقطارات والأماكن العامة، وتسبب الفيروس القاتل فى حالة هلع بين الإيرايين، وقامت السلطات الإيرانية بتعقيم الأضرحة الدينية، وتم تعقيم ضريح فاطمة الزهراء فى مدينة قم، كما قامت بعملية تعقيم، لوسائل النقل العام في العاصمة طهران، وسط هلع بين الإيرانيين من كورونا المستجد.
وأكد المتحدث باسم وزارة الصحة الإيرانية كيانوش جهانبور أن الوضع "يتحسن"، وقبل ذلك أعلن وحيد ماجد، رئيس وحدة شرطة الإنترنت، اعتقال 24 شخصا متهمين بالترويج على الإنترنت لشائعات حول انتشار الفيروس، مشيرا إلى أنه تم تسليمهم إلى القضاء، بينما جرى وفقا له، اعتقال 118 من مستخدمي الإنترنت لفترة وجيزة وتلقوا تحذيرات.
وفيما أعرب خبراء الصحة الدوليون عن قلقهم إزاء تعامل إيران مع هذا المرض، تصاعدت هذه المخاوف مع ارتفاع حالات الإصابة أيضا بين المسئولين الذين خرجوا واحدا تلو الأخر ليعلنوا على صفحاتهم الشخصية عبر مقاطع فيديو إيجابية تحاليل الفيروس التي أجروها.
وأعلن النائب الإيرانى مجتبى ذو النور، رئيس لجنة الأمن القومى والسياسة الخارجية بالبرلمان، إصابته بكورونا، ليرتفع عدد المسئولين المصابين إلى 3، وقبل أيام أكدت الصحة الإيرانية إصابة نائب وزير الصحة إيراج حريرجى، بعد ظهوره فى مؤتمر صحفى بجوار متحدث حكومة الرئيس حسن روحانى يتصبب عرقا، وأكد متحدث وزارة الصحة فى مقابلة مع التلفزيون الرسمى أن نائب وزير الصحة أصيب بالفيروس ويخضع الآن قيد الحجر الصحى.
وكان أعلن النائب الإيرانى، محمود صادقى إصابته بفيروس كورونا المستجد، على تويتر، وكتب "تحليل كورونا جائت نتائجه ايجابية"، أترك هذه الرسالة ولا أمل لى فى العيش فى هذه الحياة. وترك وصيته لرئيس السلطة القضائية محمود رئيسي، ودعا للافراج عن السجناء فى البلاد منعا لتفشي الفيروس فى السجون.
ومنحت السلطات السجناء أجازه كأجراء احترازي لمنع تفشي المرض داخل السجون، وقال غلام حسين إسماعيلي المتحدث باسم السلطة القضائية الإيرانية، خلال اجتماع مجلس القضاء الأعلى الذي عقد مطلع الأسبوع، "تقرر اتخاذ تدابير بخفض نسبة أحكام السجن بحق المدانين قدر الإمكان، وتجنب إصدار أحكام السجن باستثناء الحالات الضرورية، وكذلك منح إجازات للسجناء المتوفرة فيهم الشروط اللازمة".
وأضاف إسماعيلي "رئيس السلطة القضائية أمر بمتابعة خاصة لأوضاع السجناء من أجل الوقاية من فيروس كورونا ومواجهته .وأعلنت السلطة القضائية في إيران عن ترتيبات صحية وقضائية خاصة في السجون".
وامتدت الاصابات الى الجامعات، وكشف عبد المجيد خوشنود مساعد شئون الطلبة فى جامعة خواجه نصير طوسي فى طهران الثلاثاء الماضى، عن اصابة طالب فى هذه الجامعة بكورونا، ويخضع للحجر الصحى الان، وأكد على اخلاء جميع المساكن الطلابية لهذه الجامعة واخضاع المخالطين له فى غرفته للحجر الصحى.
وأجل جلس خبراء القيادة فى إيران جلسته الأولى التي كانت مقررة بعد الانتخابات بسبب فيروس كورونا، بحسب بيان أصدرته هيئة رئاسة المجلس، "سيتم تأجيل الجلسة في إطار العمل بالتوصيات الوقائية".
كما أجلت السلطات الإيرانية افتتاح معرض الكتاب فى دورته الـ 33 فى العاصمة طهران، إلى بعد شهر رمضان، بسبب مخاطر انتشار عدوى فيروس كورونا المستجد، كما أعلقت بلدية العاصمة طهران، حديقة الطيور، فى اطار الاجراءات الاحترازية.