قدم الروائى الأمريكى ويليام فوكنر (1897 – 1962) والحائز جائزة نوبل للآداب سنة 1949 روايته "بينما أرقد محتضرة" فى عام 1930 ورسم فيها صوراً للحياة فى الريف الأمريكى النصف الأوّل من القرن العشرين، وتعد من أبرز روايات القرن العشرين.
وقال "فوكنر" إنه كان يكتب الرواية منذ منتصف الليل وحتى الساعة الرابعة فجرًا على مدى ستة أسابيع، وإنه لم يغير كلمةً فيها، كتبها فوكنر عندما كان يعمل فى محطة توليد كهرباء، ووصفها بأنها "عمل يدل على البراعة" وهى الرواية الخامسة لفوكنر.
عنوان الرواية مُستمد من الكتاب الحادى عشر لملحمة الأوديسة لهوميروس (ترجمة ويليام ماريس لعام 1925)، حين يقول أجاممنون إلى أوديسيوس: "بينما أرقد محتضرة، لم تغلق المرأة ذات عيون الكلب عيونى عندما نزلت إلى العالم السفلى".
يروى الكتاب بواسطة 15 شخصية مختلفة على مدى 59 فصلًا، قصة موت آدى بوندرين وسعى عائلتها الفقيرة والريفية ودوافعها – نبيلة أو أنانية - للوفاء بأمنيتها فى أن تُدفن فى مسقط رأسها فى جيفيرسون، مسيسيبى.
يحاول جوّيل، وهو طفل آدى الأوسط ترك عائلته المُختلة بعد بيع آنس لأثمن مقتنيات جوّيل، وهو حصانه، ومع ذلك لا يمكنه أن يتخلى عنهم خلال المشقات، يكسر كاش ساقًا وينتهى به الأمر راكبًا فوق التابوت، يرفض الاعتراف بأى انزعاج، ولكن العائلة تضع له فى النهاية جبيرة مؤقتة من الأسمنت على رجله، كادت العائلة تفقد تابوت آدى مرتين – الأولى، خلال عبور النهر من على الجسر المُنجرف (ضاع منهم بغلين وقتها)، والثانية، عند نشوب حريق من مصدر مجهول فى الحظيرة حيث يُخزَّن التابوت فى إحدى الليالي.
بعد تسعة أيام، تصل العائلة أخيرًا إلى جيفيرسون، حيث تُشَم الرائحة النتنة من التابوت بسرعة من قبل سكان المدينة، وفى المدينة، لدى كلٍ من أفراد العائلة أعماله التى عليه القيام بها هناك، تحتاج رجل كاش المكسورة إلى عناية، تذهب ديوى ديل للمرة الثانية فى الرواية إلى صيدلية، محاولةً الحصول على عملية إجهاض لا تعرف كيفية السؤال عنها. ويريد آنس استعارة بعض المعاول لدفن آدى، لأن هذه كانت غاية الرحلة وعلى العائلة فعلها سويةً.