يعمل فريق من العلماء على دراسة موقع نيزك قديم فى ألمانيا لمساعدتهم فى تطوير فهم أفضل لكيفية وجود حياة ماضية على المريخ، وقام فريق بحث دولى بتحليل عينات من Nordlinger Ries، وهى فوهة صدمية بعرض 15 ميلا (نحو 24 كم)، فى جنوب ألمانيا، وتحمل الجيولوجيا والكيمياء فى الموقع أوجه تشابه مع سطح المريخ، لا سيما حفرة "جيزرو"، شمال خط الاستواء على الكوكب الأحمر.
وعرض كل من حفرة "جيزرو"، وموقع Nordlinger Ries، وجود الماء السائل فى ماضيها البعيد، ما جعل تركيباتهما الكيميائية قابلة للمقارنة.
وتتضمن فوهة Nordlinger Ries، التى بنيت فوقها مدينة بأكملها منذ أكثر من ألف عام، طبقات من الصخور والمعادن المحفوظة بشكل أفضل من أى مكان آخر تقريبا على الأرض.
وعلى وجه التحديد، تقوم نظائر النيتروجين فى عينات الصخور من فوهة Nordlinger Ries، بتقدير درجة الحموضة فى المياه القديمة على المريخ.
ومن المقرر أن يهبط مسبار Mars 2020 فى حفرة "جيزرو" القديمة المحفوظة جيدا على سطح المريخ، فى العام المقبل.
وستساعد المقارنات بين العينات الأرضية وعينات المريخ، العلماء، على فهم كيفية استضافة الكوكب الأحمر للمحيطات والحياة منذ مليارات السنوات التى مضت.
وقال البروفيسور تيموثى ليون فى قسم علوم الأرض بجامعة كاليفورنيا فى ريفرسايد: "السؤال الذى يحفز اهتماماتنا ليس ما إذا كانت هناك حياة على المريخ الحالي".
وتابع: "إننا مدفوعون بدلا من ذلك، بالسؤال عما إذا كانت هناك حياة على كوكب المريخ منذ مليارات السنين، وهو ما يبدو أكثر ترجيحا".
ومن المعروف أن المريخ حاليا بارد جدا، حيث يبلغ متوسط حرارة سطحه نحو 63 درجة مئوية. وأظهرت أبحاث ناسا بالفعل أن المريخ كان لديه محيط مائى سائل منذ نحو 4 مليارات سنة مضت، ولكن ما يزال من غير الواضح كيف كان ذلك ممكنا.
وعندما تعاد العينات المريخية إلى الأرض، سيكون بمقدور العلماء تحليلها للكشف عن إمكانية تكوين ثانى أكسيد الكربون فى الغلاف الجوى للكوكب، والذى يوحى بدوره إلى إمكانية وجود الحياة الميكروبية على المريخ منذ فترة طويلة.
وأشار فريق العلماء إلى أن إعادة العينات إلى الأرض قد تستغرق ما بين 10 إلى 20 سنة.
