علي هامش افتتاح مهرجان دندرة للموسيقي والغناء بالتعاون مع وزارة الثقافة، افتتح منذ قليل الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار، ثلاثة سراديب وبانوراما (سطح) معبد دندرة بمحافظة قنا، وذلك بعد الانتهاء من مشروع ترميم وتطوير المعبد، بحضور الدكتورة ايناس عبد الدايم وزيرة الثقافة و اللواء أشرف الداوودي محافظ قنا، والدكتور مصطفي وزيري الأمين العام للمجلس الأعلي للآثار.
وخلال كلمته، أعرب الدكتور خالد العناني عن سعادته لرؤية أكثر من 8000 شخص من أبناء محافظة قنا، جاءوا خصيصا ليحضروا المهرجان لافتا إلى أن معبد دندرة يعتبر واحد من أجمل معابد الصعيد.
وأشار الدكتور خالد العناني الي أن مهرجان دندرة للموسيقي والغناء يعد الاول من نوعه في صعيد مصر، مضيفا الي انه سيتم اطلاق مهرجان اخر للموسيقي والغناء بمحافظات الوجه البحري وذلك لتقديم فن راقي لأبنائنا في صعيد مصر وفي الوجه البحري.
و اكد الدكتور خالد العناني أن التعاون بين وزارتي السياحة والاثار، والثقافة لتقديم الخدمات والأنشطة الثقافية فى المواقع الأثرية يبرز الوجه الحضارى لمصر، كما يعمل على جذب اهتمام المواطن الى الفن والإبداع وتراثه الحضارى مما يساعد على تنشيط السياحة الثقافية، مثمناً دور الثقافة فى تقديم خدماتها وأنشطتها بكافة المحافظات، متمنيًا للحضور مهرجان سعيد يتمتعوا خلاله بالجمال والفن الراقي لبلادهم، ويتعرفوا على آثار بلدهم.
واكد الدكتور خالد العنانى علي أن افتتاح بانوراما (سطح) معبد دندرة يعد نقطة جذب سياحي جديده،
ومن جانبها توجهت الدكتورة ايناس عبد الدايم وزيرة الثقافة، بالشكر للدكتور خالد العناني تقديرا لدعمه ومساندته لهذا المهرجان.
وأوضح وزير السياحة والاثار ان السراديب الثلاثة الذي تم افتتاحهم اليوم للزيارة هي ضمن 12 سردابا كانوا مغلقين بالمعبد ماعدا واحد منها فقط موجود خلف قدس الأقداس كان مفتوحا للزيارة أما الـ11 سرداب الباقية مغلقة وتم الانتهاء من ترميم ثلاثة منهم و افتتاحهم للزيارة ليرتفع عدد السراديب المسموح بزيارتها الى أربعة فى تلك المرحلة بالاضافه الى بانوراما (سطح) المعبد الذى تم الانتهاء من ترميمه وافتتاحه ايضا للزائرين اليوم بعد غلقه لسنوات طويلة.
وعن أعمال الترميم اشار الدكتور مصطفى وزيري الآمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن المجلس الأعلى للآثار بدأ مشروع أعمال ترميم وصيانة المعبد منذ عام 2005 ثم توقفت عام 2011 ثم استأنفت عام 2017، بـعــد الانتهاء من الدراسات العلمية والاثرية الأزمة بالإضافة الي الدراسات التجريبية المتأنية باستخدام افضل الاساليب والتقنيات الحديثة، حيث كان يعاني المعبد من تدهور للنقـوش الجـدارية وما تحملها من الوان نتيجة لطبقات السناج الناتجة من تصاعد الادخنة بسبب عوامل عديدة منها استخدام المعببد للسكن في عصــور سابقه جراء طهـي الطـعام، وحرق الاخشاب واستخدامها للإضاءة بالإضافة الي الأتربة والعـوالق السطحـية التى تحدثها الــرياح .
وتضمنت أعمال الصيانة والترميم إزاله الســناج مـــن على الأسطح الأثرية المشيدة من الحجر الرملى، عن طريق استخدام الكــمادات الورقية لإزالـتها بالإضافة إلى مرحله الترميم الميكانيكي الدقيق لإزاله ما تبقى منها وتـثـبــت الالــوان واستكمال الـفـجـوات المتواجدة بالـجـدران والاسـقـف واستبدال الاستكمالات القديمة.
ومن جانبها قالت د. نيفين نزار معاون الوزير للعرض المتحفي أنه تم عمل كتيب عن معبد دندرة، يهدف إلى ربط طلاب المدارس والأسر المصرية بالمواقع الأثرية، وتعريفهم بمعبد دندرة وتنمية قيم الحفاظ على الآثار من خلال دمج الزوار بمناخ تفاعلي يدعم رفع الوعي الأثري بالبيئة المحيطة بهم أثناء الزيارة، وأضافت ان الكتيب يصطحب الزائر في رحلة استكشاف داخل المعبد يتعرف فيها على معلومات تاريخية عن المعبد وتاريخ إنشاؤه، وأيضًا التكوين المعماري الفريد للمعبد، ويعتمد الكتيب على تقديم المعلومات بشكل مبسط عن طريق بعض الأسئلة والأنشطة التفاعلية التي ينفذها الطفل داخل المعبد بصحبة أسرته او أصدقاءه.
ويقع معبد دندرة على الشاطئ الغربي من نيل مصر، وشيد لعباده الإلهة حاتحورالهه الحب والجمال والأسره عند قدماء المصريين، حيث يرجع تاريخ المعبد للعصر اليونانى الرومانى بناه الملك بطليموس الثالث من الحجر الرملى، واضاف إليه الكثير من أباطره الرومان إستمرت عملية بناء المعبد الجديد نحو 200 سنة ، ويتميز بفن معماري فريد وغني باللوحات والنقوش . كما توجد على جدرانه كتابات هيروغليفية . وتغطي الجدران والأعمدة تماثيل محفورة بالغة الدقة والجمال .
وتبين النقوش الموجودة على الجدران الداخلية للمعبد القياصرة الرومان أغسطس ، تبريوس و نيروو هم يقدمون القرابين إلى الآلهة على النحو الذي كان يتبعه قدماء المصريين كما تميزالمعبد بمناظره الفلكيه التى تزين أسقفه التى تعتبر تحفه إبداعية تخلب ألباب السائحين فهو من أبرز التحف المعمارية في تاريخ مصر القديمة ، يمكن الوصول إلى السقف العلوي عن طريق سلالم مزينه بمناظر لموكب الكهنوتية وهم صاعدين على السلالم حاملين تماثيل حتحور في نقوش فرعونية رائعة.
يحاط معبد دندره بسور خارجي كبير من الطوب اللبن ومقصوره ترجع للاسره 11 ، وبيت الولاده من الاسره 30 ومقصوره بطلميه ومعبد ايزيس من عصر اغسطس ومعبد كـبير لحتحور من اواخر العصر البطلمى الي بداية العصرالروماني وبيت الولاده من العصر الروماني وبحيره مقدسه ومقصوره للزورق بالقرب من البحيره ومصحه.
وتعد واجهة معبد حتحور من أروع الواجهات الفرعونية القديمة الخاصة بالمعابد يبلغ عرضها 35 مترا وارتفاعها 12.5 متر يتصدر واجهة المعبد أعمدة ضخمة رائعة أعلاها متوج برسومات لرئوس الإله حتحور ، وكذلك معبد الولادة الإلهية الثاني الذي شيد في عهد أغسطس والذي يحتوي على نقش بارز، يجسد بوابة وهمية تصل إلى العالم الآخر، يعلوها ثلاث أقراص للشمس المجنحة، ثم صفًا من أفاعي الكوبرا المتوجة بأقراص الشمس ويبلغ عددالاعمدة التي تحمل سقف قاعة المعبد 24 عمود، علاوة على عدد كبير في باقي المعابد من الداخل وتحاط هذه الأعمدة مجموعة من الغرف لتقديم القرابين.
السراديب بمعبد دندرة:
هي المكان المخصص للاحتفال بالأعياد في مصر القديمة، وتخرج منه تماثيل المعبودات الذهبية والادوات الطقسية اللازمة لاقامة الشعائر الدينية، ويحفظ بداخلة التماثيل الثمينة والادوات ذات القيمة، وهو يضم مجموعة هامة من النقوش والمناظر ومنها منظر فتح الباب الحجري، وخبي المجنح الذي يدفع قرص الشمس المجتح أمامه بين علامتي الشرق والغرب، وطقسة تقدين الخبز للمعبودة حتحور سيدة دندرة بالاضافة إلى طقسة طعن التمساح امام حور بحدتي والمنظر الحتحورات السبعة.