أعد مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية لحزب مستقبل وطن، برئاسة محمد الجارحى، الأمين العام المساعد بالحزب، دراسة حول تأثير فيروس كورونا علي الرياضة العالمية، حيث قالت الدراسة، أن مخاطر فيروس كورونا المستجد والمرتبط بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، ازدادت حتى إلى خارج الأراضي الصينية، فالمرض لم يعد مصدراً للخطر فقط في دور جنوب شرق أسيا بعد أن توالت ظهور إصابات في العديد من دول العالم، وتحديداً في إيطاليا التي أعلنت حالة الطوارئ، لاحتواء خطر العدوى داخل حدودها، وزاد القلق بعد التأكيد على صحة خبر وفاة أول إيطالي بالفيروس.
وعلى الصعيد الرياضي، أشارت الدراسة، إلي ظهور أثار واضحة سلبية، بسبب الخوف من كورونا وأحد مظاهر التأثير هو إعلان الحكومة الإيطالية في بيان تأجيل مباريات من دوري الدرجة الأولى في منطقتي لومبارديا وفينيتو الشمالتين يوم الأحد الماضي، بسبب مخاوف من انتشار الفيروس وتتعلق المباريات الثلاث بمواجهة انتر ميلان أمام سامبدوريا، واتلانتا أمام ساسولو، وإيلاس فيرونا أمام كالياري، ولم يتحدد بعد الموعد الجديد لإقامة المباريات.
واستعرضت الدراسة، محاولات الحكومة الإيطالية لمكافحة انتشار المرض، حيث أغلقت السلطات المدارس ومنعت التجمعات العامة، وأبلغت الشركات العاملين في المناطق الأكثر تضرراً بالبقاء في منازلهم، ووصل تأثير الفيروس، وحتي علي مستوي التعاقدات مع اللاعبين في القارة الأوروبية، فالمهاجم النيجيري أوديون إيغالو تم حرمانه من الانضمام لفريقه الجديد مانشستر يونايتد الإنجليزي في معسكره بإسبانيا، بسبب وضعه في الحجر الصحي لمدة 14 يوماً، للتأكد من سلامته، خاصة إنه جاء من الصين حيث كان يلعب في صفوف نادي تشانغشون ياتاي الصيني.
وأشارت الدراسة إلى تسبب فيروس كورونا بشكل كبير في الصين في الآونة الأخيرة في التأثير علي كرة القدم، حيث تم تأجيل عدد كبير من المباريات، وإلغاء البعض الأخر، فعلي سبيل المثال، تم تأجيل مباراة السوبر الصيني بين شانجهاي شينوا وجوانزو إيفرجراند لأجل غير مسمى بعد أن كان من المقرر إقامتها يوم 5 فبراير 2020، بينما طالب أيضا خبراء كرة القدم العالمية، الإتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا"، بتأجيل البطولة إما لشتاء 2021، أو إلغاء تلك النسخة في حالة تفشي المرض بشكل أكبر، خوفاً من أن يصبح فيروس عالمياً، وتزيد حالات الوفاة، وسبق لـ"جياني إنفانتينو"، رئيس الفيفا أن أعلن رفضه فكرة إلغاء أية بطولة لأنها ستكون مدمرة لاقتصاد الاتحاد القاري المنظم للبطولة وللدولة التي انفقت الملايين لحصد ما صرفته بعد ذلك بحقوق الرعاية والتذاكر.
ورصدت الدراسة، حالات الإصابة بفيروس كورونا في ملاعب كرة القدم، وكانت البداية في إيطاليا حيث كشفت صحيفة لاجازيتا ديلو سبورت، عن مفاجاة كارثية وهي إصابة 4 مشجعين لنادي فالنسيا الإسباني، بالفيروس وذلك من خلال تواجده مع فريقهم الأسبوع الماضي في إيطاليا، بينما كشفت السلطات الإسبانية في يوم 25 فبراير 2020 بشكل رسمي عن أولى حالات الإصابة بفيروس كورونا داخل إقليم كتالونيا، وأما في إيران فسجلت أول حالة وفاة لاعبة كرة قدم بفيروس كورونا، والذي انتشر بشكل كبير خلال الأيام القليلة الماضية، حيث توفت إلهام شيخي لاعب كرة القدم للصالات النسائية عن عمر يناهز 23 عاماً.
واستكملت الدراسة تناولها برصد بطولات عالمية مهددة بالإلغاء بسبب فيروس كورونا، وهي الدوري الإيطالي "الكالتشيو"، وكأس الأمم الأوروبية يورو 2020، ودورة الألعاب الأولمبية طوكيو 2020، ودوري أبطال آسيا.
وحول تأثير فيروس كورونا على اقتصاد كرة القدم في الصين، أشارت الدراسة، إلي إنها من المحتمل أن يتأثر الجانب الاقتصادي في الرياضة الصينية بشدة من توقف الإعلانات وعوائد البث وغيرها، وفي ظل الأزمة الصحية هناك، وحالة التوقف الجبري الذي أصاب كرة القدم، أصبح يلقي بظلاله على نجوم الدوري الصيني، وبدأت التوقعات تصب في مصلحة رحيل أغلب نجوم الدوري الصيني إلي دوريات أخري، وهي الخطة التي اتخذها بالفعل البلجيكي يانيك كاراسكو الذي عاد مرة أخري إلي صفوف اتلتيكو مدريد على سبيل الإعارة، حيث أصبحت الصين وجهة جديدة لنجوم الكرة العالميين، فالدوري الصيني يلعب به، علي سبيل المثال، لاعبون من البرازيل والأرجنتين وبلجيكا وإيطاليا وسلوفاكيا.
ورصدت الدراسة أبرز الدول التي أوقفت النشاط الرياضي بسبب فيروس كورونا، وهي كوريا الجنوبية واليابان وهونج كونج، وسنغافورة، وكوريا الشمالية، وإيطاليا، والكويت، كما جاء تأثير فيروس كورونا على الرياضة الصينية بشكل عام، من حيث التأثير الفوري ظهر في الدولة صاحبة نصيب الأسد من الإصابات، وهي دولة الصين، فقد بدأت السلطات في أخذ خطوات جادة، للسيطرة على الفيروس وإعادة الحياة إلى سابق عهدها، ليتم فرض حجر صحي في الدولة بأكملها مع منع السفر إلى مقاطعة ووهان، ومع هذا الحجر الصحي، تم إصدار قرار بإيقاف النشاط الرياضي، تأجيل كل مباريات الدوري الصيني.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة