فى محاولة لحلحلة أزمات الشرق الأوسط ، تشهد المنطقة تحركات جادة ومكثفة ، خاصة وأن قادة الدول العربية على موعد من قمتهم العربية المقررة في شهر مارس المقبل بدولة الجزائر ، حيث زار الرئيس الجزائرى عبد المجيد تبون ، المملكة العربية السعودية ، يوم الأربعاء الماضى، تلبية لدعوة تلقاها من العاهل السعودى الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، حيث تزامنت هذه الزيارة مع وجود الرئيس الموريتاني، محمد الغزواني، ووفد مغربي رفيع المستوى ، في المملكة أيضا بدعوة من ملك السعودية.
وقالت الرئاسة الجزائرية في بيان سابق لها إن هذه "الزيارة ستسمح بإجراء محادثات حول سبل ووسائل تعزيز التعاون الثنائي والتنسيق والتشاور في القضايا التي تهم البلدين"، يعتقد أن على رأسها الأزمة الليبية.
وكان وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان قد زار الجزائر مطلع الشهر الجاري، وهي الزيارة التي تزامنت وإطلاق الجزائر مبادرة لجمع الفرقاء الليبيين، إلى طاولة الحوار.
وتتقاطع كل من الجزائر وموريتانيا والمغرب في قضية إقليمية قديمة، هي القضية الصحراوية، التي يعتبرها الكثير من المراقبين السبب الرئيسي في الموت الإكلينيكي لاتحاد المغرب العربي، حيث تصر المغرب على حل هذه القضية مقابل إعادة بعث هذا الاتحاد، في حين ترى الجزائر أن القضية الصحراوية مسألة موجودة بين أيدي الأمم المتحدة، ومن ثم يتعين عدم إقحامها في العلاقات الثنائية بين الجزائر والرباط.
من جهة أخرى ، يزور أحمد أبو الغيط ، الأمين العام لجامعة الدول العربية ، الجزائر اليوم السبت، في إطار الإعداد للقمة العربية الحادية والثلاثين المقبلة المنتظر عقدها في الجزائر.
وصرح السفير حسام زكي ، الأمين العام المساعد بجامعة الدول العربية، أنه من المقرر ان تشهد الزيارة - وهي الاولي التي يقوم بها أبوالغيط إلي الجزائر منذ توليه مهام منصبه - لقاء مع عبد المجيد تبون رئيس الجمهورية ، وجلسة محادثات مع صبري بوقدوم وزير الخارجية.
وأوضح السفر "زكى" أن المحادثات ستتركز حول عدد من الملفات الاقليمية الهامة في المنطقة العربية وفي مقدمتها الأزمتين في ليبيا وسوريا وآخر تطورات القضية الفلسطينية، كما ستتطرق الي موعد القمة المقبلة، بالاضافة الي عدد من الموضوعات المطروحة علي جدول أعمال المجلس الوزاري المقبل للجامعة العربية في ٤ مارس .
كما بحث صبري بو قادوم ، وزير الشؤون الخارجية الجزائري ، اليوم ، مع أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية ، ترتيبات القمة العربية المقبلة.
من جهة أخرى ، يرى مراقبون أن هناك احتمالية لتأجيل القمة العربية القادمة بالجزائر، نظرا لتفشى فيروس كورونا المميت في معظم دول العالم. فضلا عن ملفات أخرى ربما لم تحسمها الجزائر حتى الآن خاصة فيما يتعلق بالأزمتين الليبية والسورية.
ويسعى الرئيس الجزائرى الذى تستضيف بلاده القمة لعربية المقبلة، لتحقيق القمة الأهداف المرجوة منها حتى تكون نقطة إنطلاق جديدة للجزائر في المشهد العربي، حيث تقترح الجزائر إعادة مقعد سورية إلى الجامعة العربية، بعد ثماني سنوات من تجميد عضويتها في الجامعة العربية. فضلا عن مقترحه بإعادة الحوار بين الفرقاء الليبيون لكن لم تبلور الجزائر حتى الآن شكل هذا الحوار.