يواصل فيروس كورونا انتشاره بشكل متسارع فى إيران، وأعلنت وزارة الصحة الإيرانية على لسان متحدثها كيانوش جهانبور، السبت، ارتفاع حالات الوفاة بفيروس كورونا المستجد، في إيران إلى 43 شخصا وإصابة 593 حالة وشفاء 123 شخص، وفى رواية مختلفة لتعداد المتوفيين أعلنت بى بى سي على نسختها الفارسية وفاة 210 على الاقل بحسب مصادر طبية إيرانية وهو رقم رفضته الصحة الإيرانية، ورغم ذلك تواجة هذه الوزارة داخل إيران وخارجها اتهامات بعدم الشفافية بعد تفشي الفيروس فى 24 محافظة، وأصبحت إيران تتصدر إيران قائمة الدول التي شهدت حالات وفاة بعد الصين حيث منشأ الفيروس.
وأضاف متحدث الصحة فى إيران، أنه منذ ظهر أمس وحتى هذه اللحظة (ظهر السبت) كان لدينا 205 حالة جديدة ليضافوا إلى 388 حالة اصابة تم الاعلان عنها الجمعة، بينهم 52 شخص فى العاصمة طهران، و21 فى مدينة قم بؤرة تفشي الفيروس، و17 فى جيلان، و22 فى جلستان، و12 فى أصفهان، و18 فى مركزى، و12 فى مازندران، وشخص فى خراسان، وشخص فى إيلام، و8 فى فارس،و5 فى كردستام، و6 فى قزوين، و4 فى خوزستان و4 فى يزد.
وحذرت وزارة الصحة الإيرانية من "أسبوع صعب مرتقب"، ونصحت الوزارة المواطنين بالبقاء في المنازل والالتزام بالإرشادات الصحية، لأنها السبيل الأفضل للحد من تفشي العدوى.
ويتوغل فيروس كورونا فى إيران، بشكل مخيف، فى الأسبوع الثانى له منذ الاعلان عن تفشیه فى 20 فبراير الجارى، ویواصل انتشاره في مواقع حساسة فى هيكل السلطة بين المسئولين، حيث أعلن فريد الدين حداد عادل، نجل صهر المرشد (شقيقته متزوجة من نجل المرشد مجتبى خامنئى) اصابته بكورونا، وفريد الدين هو نجل غلام على حداد عادل عضو تشخيص مصلحة النظام مستشار على خامنئى.
وأكدت مواقع إيرانية إصابة مصطفى بور محمدى وزير العدل الأسبق ومستشار رئيس السلطة القضائية، بفيروس كورونا، ويخضع الآن للعلاج فى إحدى مستشفيات العاصمة طهران.
كما أشارت مواقع إيرانية إلى وفاة نائب منتخب فى البرلمان رمضانى دستك، وبذلك يرتفع عدد المسئولين المصابين والمتوفين بالفيروس القاتل لأكثر من 5.
وأكدت وسائل اعلامية الأسبوع الماضى إصابة كل من، نائبة الرئيس روحانى معصومة ابتكار، ونائب وزير الصحة ايرج حريرجي، ورئيس لجنة الامن القومى فى البرلمان مجتبى ذو النور، والنائب المعتدل محمود صادقى، فضلا عن وفاة سفير طهران الأسبق فى مصر سيد هادى خسرو شاهى (81 عاما)، ووفاة لاعبة كرة شابة الهام بخشي 23 عاما متأثرة باصابتها بالفيروس.
من جانبه، عقد المتحدث باسم الحكومة الإيرانية على ربيعي، مؤتمره الصحفي الأسبوعي على الإنترنت عبر "فيديو كونفرانس" بسبب بسبب تفشي فيروس كورونا في البلد وفقا لوكالة مهر.
وأمس ألغت السلطات الإيرانية صلاة الجمعة فى 23 محافظة، كاجراء احترازى للحد من تفشي الوباء، في مقدمتها طهران وقم بؤرة تفشي المرض في البلاد، ومشهد وتبريز وأصفهان والأهواز وشيراز وزاهدان وأردبيل وسمنان وخرم أباد وكرج. ويتفشي فيروس كورونا فى عدة مدن إيرانية بطريقة سريعة، منذ إعلان أول حالتى وفاة 20 فبراير الجارى، وكانت لمسنين اثنين فى مدينة قم جنوب العاصمة طهران.
وعلق البرلمان الإيرانى جلساته بدءا من السبت وحتى اشعار آخر، وقامت فرق طبية بتطهير الأضرحة وشوارع مدينة قم، حثي ظهرت فى مقاطع فيديو، تقوم بعملية تطهير الشوارع المحيطة لضريح فاطمة المعصومة، كما اتخذت قرار بخفض ساعات العمل فى جميع الإدارات الحكومية.
وبعد تسارع وتيرة انتشار الفيروس داخل إيران، كانت فرضت السلطات قيود على تنقلات الأشخاص الذين يعانون من حالات مؤكدة أو مشتبه بها بفيروس كورونا، وإلى جانب إغلاق المدارس، ألغت السلطات الإيرانية النشاطات الرياضية ونشرت فرقا من عمال النظافة لتطهير الحافلات والقطارات والأماكن العامة.
وكان أعلن وزير الصحة الإيرانى، سعيد نمكى، أنه "بدلا من فرض الحجر الصحي على المدن، سنطبق قيودا على حركة المشتبه في إصابتهم أو المصابين"، مشيرا إلى أن فرقا من المفتشين وضعت بالفعل عند مداخل المدن التي تشهد حركة نشطة، دون أن يسميها.
ولفت إلى أن هذه الفرق الطبية ستقيس درجات حرارة المواطنين، وتوقف المصابين أو المشتبه في إصابتهم بالعدوى، وهؤلاء سيتم عزلهم لمدة 14 يوما.وقال وزير الصحة، إن الوصول إلى العديد من الأماكن المقدسة الشيعية سيكون مقيدا، بما فى ذلك ضريح الإمام الرضا فى مشهد وضريح فاطمة فى قم.
وقال وزير الصحة الإيراني، إنه سيتم السماح للمواطنين بزيارة الأضرحة بشرط تزويدهم "بسوائل غسل اليدين والمعلومات الصحية والأقنعة"، مضيفا قوله: "عليهم ألا يتجمعوا في مجموعات وأن يصلوا ويغادروا".
علاوة على ذلك، أفاد نمكى بأنه سيتم تمديد إغلاق المدارس والجامعات لمدة أسبوع آخر يبدأ من اليوم السبت، لافتا كذلك إلى أنه فى تلك المناطق سيتم تعليق إقامة صلاة الجمعة، وشدد وزير الصحة الإيراني، على أن "كل هذه القرارات مؤقتة وإذا تغير الوضع، فقد نشددها أو نخففها".