جوزيه مورينيو.. عندما تكون الخبرة سلاحا يقتل إبداعك

الإثنين، 03 فبراير 2020 05:00 ص
جوزيه مورينيو.. عندما تكون الخبرة سلاحا يقتل إبداعك مورينيو
كتب سيد حسنى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

احتفل البرتغالي جوزيه مورينيو بعيد ميلاده الـ 57 مؤخرا، فى المباراة التى ضمن خلالها فريقه توتنهام هوتسبير عدم الخروج من بطولة كأس الإتحاد الإنجليزي بعد التعادل ضد ساوثهامبتون، ومع امتلاكه لـ25 ببطولة في رصيده كان ذلك السبب الرئيسي لتعاقد السبيرز معه، ولكن النادي اللندني حدد مدة زمنية لقياس مدى نجاحه مع الفريق، والحقيقة هي أن شخصية مورينيو مؤخرا لا تناسب ذلك، فهي بعيدة كل البعد عن الشخصية الجائعة لتحقيق النجاح والتى ظهرت فى إنجلترا عام 2004.

بعض المحللين تنقسم آرائهم حول تقييم مورينيو فى كرة القدم الحديثة، لقد حقق البرتغالي نجاحا كبيرا في مسيرته وتم تكليفه الآن بمشروع إعادة توتنهام لخريطة الكرة العالمية ونقلهم إلى مستوى جديد ولكن الوضع الحالي للسبيرز يتطلب نجاحا فوريا، وقد قدم مورينيو مع العديد من الاندية التى أشرف عليها إنجازات كبيرة على الصعيدين المحلي والأوروبي ، لكن مجده الماضي لا يضمن الإنجاز المستقبلي.

مورينيو يرجع إلى الخلف

 

أفضل فترات مورينيو مع تشيلسي فى المرحلة الأولى
أفضل فترات مورينيو مع تشيلسي فى المرحلة الأولى

 

 

أجاب مورينيو على منتقديه على الفترة التي قضاها في مانشستر يونايتد دون العودة إلى نجاحه في الماضي خلال عدة مؤتمرات صحفية لا تنسى، لقد أصيب سبيشال وان بالفعل بإحباط شديد بعد إقالته من قلعة "أولد ترافورد"، فى واحدة من أسوأ فتراته التدريبية على الإطلاق.

 

حقق مورينيو أداءً لم يكن من المنتظر في مانشستر يونايتد، حيث كان أسلوب الفريق مملا لأبعد الحدود، لكن فى المقابل نجح فى الظفر بلقب كأس اليوروباليج عام 2017 واحتل المركز الثاني في جدول الدوري الإنجليزي الممتاز في عامه التالي، ويبدو أن مثل هذه الإنجازات أصبحتحلم بعيد المنال عن الشياطين الحمر في الوقت الحالي.

وفي الوقت نفسه، فشل الأرجنتيني موريسيو بوتشيتينو في الفوز بأى لقب خلال فترة توليه مسئولية توتنهام لمدة خمس سنوات، وعلى الرغم من قيادة النادي إلى نهائي دوري أبطال أوروبا في عام 2019، فقد تم إقالته في وقت لاحق، ولكن للإنصاف فقد نجح بوتشيتينو في مواجهة قيود مالية صارمة لأن مشروع الاستاد الجديد كان مفضلا من إدارة النادي على شراء لاعبين وصفقات جدد ولم يتعاقد النادي مع أى لاعب خلال فترتين انتقالات متتاليتين.

قليل من المدربين يوافقون على ذلك، لكن الأرجنتيني كان يقدّر رؤية النادي على المدى الطويل.

مورينيو وبوتشيتينو لديهما تاريخ مختلف للغاية، شخصياتهما العامة متناقضة، حتى فى الظهور الإعلامى نجد المدرب الأرجنتيني لا يتحدث إلا عن المباراة فقط دون الخروج فى اى تفاصيل أخرى وغالبية أحادثيه لا تخرج عن النص وتتسم بالموضوعية، فى المقابل مورينيو شخصية مختلفة عن الصورة الاحترافية التي يصورها ، وقد تحقق نجاحه بعقلية "نحن ضد العالم" التي غرسها داخل الفرق التى أشرف عليها.

أقيل بوتشيتينو من تدريب توتنهام في 19 نوفمبر 2019 ، وأعلن مورينيو بديلاً له في صباح اليوم التالي،  لكن القرار كان مثيرا للجدل بالنسبة لكثيرين كونه بعيدا عن المنطق بسبب اختلاف أسلوب المدربين، إلى جانب أن الأرجنتيني كان يجذب انتباه كبار أندية، في حين أن مورينيو وجد نفسه عاطلاً عن العمل لمدة عام تقريبًا بعد مغادرته مانشستر يونايتد.

الشغف لتحقيق الإنجازات

 

اختلاف كبير بين نهج مورينيو وبوتشيتينو
اختلاف كبير بين نهج مورينيو وبوتشيتينو

بالنسبة لمورينيو، فإن اكتشاف نفسه من جديد هو غايته، لأنه حتى الأن توليه أكثر من ناد فى الفترة الاخيرة جاء بناء على قدمه عندما جاء إلى إنجلترا مدربا شابا، لذا فهو عليه إثبات خطأ بعض الأشخاص من أجل مواصلة الطريق.

إن النقد الأخير لأسلوب لعبه كان من شأنه أن يؤذيه، وعجزه عن التغيير هو ما سيمنعه في النهاية من تحقيق النجاح في توتنهام، ومع مرور عيد ميلاد آخر على مورينيو، جرده مرور الوقت من الحماس الذي أبداه عندما صنع اسمه في مرحلة الشباب مع بورتو وتشيلسي.

وصل نجاح مورينيو إلى ذروته خلال فترة وجوده في إنتر ميلان، حيث قاد العملاق الإيطالي إلى الثلاثية التاريخية في موسم 2009/2010، في تلك المرحلة من مسيرته المهنية كان فى عمر بوتشيتينو الآن ، وسوف تنعكس الرغبة التي كان لديه بعد ذلك على مدرب السبيرز السابق، مما يضمن أنه سوف يستفيد من فرصته القادمة عندما يتولى تدريب أحد الأندية.

طموح جديد
 

من الصعب فهم منطق تعيين مورينيو لقيادة مشروع يتطلب نجاحًا قصيرًا وطويل الأجل في هذه المرحلة من مسيرته المهنية، تسببت إصابة هاري كين بالفعل في العودة إلى الشخصية المحبطة التى ظهر عليها مورينيو في السنوات الأخيرة، وسوف يتأثر تقدم النادي ككل بشكل مباشر حيث يغيب المهاجم الدولي لفترة كبيرة عن النادي، هذا إلى جانب رحيل كريستيان إريكسن إلى إنتر ميلان، وداني روز إلى نيوكاسل.

توتنهام هوتسبر هو نادٍ يعيد اكتشاف نفسه في كرة القدم الحديثة، هذه حقبة جديدة للنادي ، وستشكل الإيرادات الإضافية للنادي جزءا كبيرا من نجاحه في الفترة المقبلة بعد اجتياز عقبة بناء الاستاد الجديد ، استحق بوتشيتينو الفرصة لتأسيس هذا المشروع.

غرس عقلية الفوز يقابله مشاكل بالجملة

 

وقع مورينيو فى أزمات عديدة فى مسيرته التدريبية
وقع مورينيو فى أزمات عديدة فى مسيرته التدريبية

إذا أردت أن تشاهد صعود وهبوط مورينيو، والتحول من النجاح إلى الفشل بشكل رئيسي فعليك مشاهدته في فترة توليه ريال مدريد، لقد دخل فى منافسة مباشرة مع مدرب برشلونة بيب جوارديولا في ذروة قوته ، لم يتمكن مورينيو من تكرار النجاح المهيمن الذي تمتع به مع إنتر ميلان كانت هناك العديد من الحجج أبرزها الاختلاف مع لاعبيه، والمشجعين ووسائل الإعلام وكان لذلك بالغ الأثر خلال فترة 3 سنوات في النادي، وعلى الرغم من فوزه بلقب الدوري الاسباني عام 2012 ، إلا أن وقته في سانتياجو بيرنابيو انتهى بخيبة أمل.

وبعدما عاد إلى تشيلسي فى فترته الثانية، دخل فى خلاف مع طبيبة الفريق إيفا كارنيرو خلال المباراة التي أقيمت ضد سوانسي سيتي في أغسطس 2015 وقد أظهرت الجانب المظلم لشخصيته، فقد شوه الاضطراب داخل صفوف تشيلسي سمعته وكانت هذه هي المرة الثانية، بعد حادثة سابقة ضد برشلونة عندما سخر من مساعد جوارديولا ، الراحل تيتو فيلانوفا، مثل هذه الأحداث تشير إلى مدى إحباط مورينيو ، وكيف تحول تركيزه بعيداً عن اللعبة.

كان مورينيو قد تحدث في الماضي عن رغبته في إدارة مانشستر يونايتد يومًا ما ، حيث كان يتمتع بعلاقة وثيقة مع السير أليكس فيرجسون، وفي مايو 2016 ، وقع صفقة مدتها ثلاث سنوات مع أولد ترافورد ، ووجد نفسه مرة أخرى فى منافسة ضد جوارديولا فى مانشستر سيتي، ومع ذلك كان من الواضح أن مهمة الحلم جاءت متأخرة للغاية بالنسبة لمورينيو، ولم يكن الطموح والرغبة في الفوز اللذان كان سيحضرهما إلى مانشستر يونايتد واضحًا أبدًا خلال فترة وجوده في النادي.

إشراقة أمل

 

مورينيو مع مساعده الجديد
مورينيو مع مساعده الجديد

لكن إحدي التغييرات المثيرة للاهتمام لمورينيو هذه المرة هو أن جواو ساكرامنتو سوف يساعده بدلاً من ذراعه الأيمن السابق روي فاريا، يبلغ سكرامنتو عامه الحادي والثلاثين هذا الأسبوع ، وهو يجلب حماسًا شبابيًا يقدره مورينيو نظرًا لماضيه، جلس فاريا إلى جانب مورينيو لمدة 17 عامًا ، وسيكون من المثير للاهتمام أن نرى كيف تتطور العلاقة بين ساكرامنتو ومورينيو في الأشهر المقبلة، يمكن أن يكون صوت الشباب والحماس المحفز لإعادة الروح فى جهاز مورينيو.

لكن في الوقت الذى قد يجلب فيه الراحة مع التغيير حافزان إضافيان لمورينيو، فإن أسلوبه ونهجه ببساطة لا يتناسبان مع الرؤية التي طرحها توتنهام هوتسبير للمستقبل، سيحقق أسلوبه التكتيكي بعض النتائج، لكن الإحباط والسلبية التي لازمته في السنوات الأخيرة لن تتماشى مع صورة وطموح ناديه الجديد، مسيرة مورينيو المهنية تستحق الاحترام ، لكن إنجازاته الماضية لن تلهم النجاح في المستقبل.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة