رسائل وتطمينات حاسمة أطلقها السفير الصيني لدى القاهرة لياو ليتشيانج، حول ما آلت إليه جهود الحكومة الصينية لمكافحة فيروس كورونا، متوجهاً بالشكر إلى مصر شعبا وقيادة على الدعم الذى تقدمه لجهود الصين فى مواجهة فيروس كورونا الجديد.
وقال السفير فى المؤتمر الثالث الذى تعقده السفارة بشأن مكافحة تفشى الالتهاب الرئوى الناتج عن فيروس كورونا، إن الرئيس عبد الفتاح السيسى أرسل برقية لنظيره الصينى، شى جين بينج، أكد فيها على أن الجانب المصرى لاحظ انتشار الفيروس بكل حزن وأكد على قدرة الصين على التغلب على هذه الصعوبات لأن الصين كدولة عريقة الحضارة ولديها الإمكانيات لاحتواء هذا الفيروس، مشددا على دعم مصر للصين، ورغبتها فى المساعدة.
السفير الصينى يشارك فيديو لطفل مصر يدعم الصين
وأضاف أن السفارة حصلت على الكثير من الدعم من أبناء المصريين، متقدما بالشكر للأصدقاء المصريين.
وشارك فيديو لطفل اسمه أحمد يعرب عن دعمه للصين باللغة الصينية، وكذلك لقطات فيديو لعدد من المصريين أمام الأهرامات.
وأوضح أن فيروس كورونا كما قال الرئيس الصينى "شيطان"، ويجب تضافر الجهود لمواجهته.
وقال إنه أمام انتشار الفيروس ما نحتاج إليه هو الثقة، وليس المخاوف، مضيفا: المحن تعزز قوتنا، فالصين مرت بالكثير من الصعوبات على مدار تاريخها، ولكن الشعب الصينى يتمكن من تجاوزها جميعا. وفى السنوات الماضية، كان هناك فى 2003 وباء سارس، كما تعرضت بعض المقاطعات لزلازل عنيفة، ولكن كل مرة نتغلب عن الصعاب. وأمام انتشار فيروس كورونا، لا يوجد سوى نتيجة حتمية واحدة، وهى انتصار إرادة الشعب الصينى فى التغلب على هذا الفيروس، ولا يوجد اى احتمال آخر.
وأكد أنه حتى الآن لم يتم تسجيل إصابة أى مصرى بفيروس كورونا فى الصين، ولا أى إصابة لصينى بالفيروس فى مصر، لذا لا داعى للقلق.
وشدد على أن الحكومة الصينية والسفارة الصينية تولى نفس درجة الاهتمام لدعم السلامة الصحية للمصريين وللصينيين على حد سواء.
السفير الصينى
وأكد أن هناك تبادل للمعلومات بين السفارة فى القاهرة، وبين كافة الجهات المعنية فى مصر، مثل وزارة الصحة، للوقوف على آخر تطورات انتشار الفيروس.
وأضاف أن الرئيس الصينى يقود معركة مواجهة الفيروس بنفسه، كما أن رئيس الوزراء زار مدينة ووهان، مكان انتشار الفيروس، كما أن الرئيس وجه بانتشار الجيش ومشاركته بـ1400 فرد طبى مزود بالخبرات اللازمة للتعامل مع هذا الفيروس، فى المستشفى الجديد التى تفتح اليوم.
وأوضح أنه منذ بداية تفشى الفيروس، اتخذت الحكومة الإجراءات اللازمة لاحتواء الفيروس، مؤكدا أن السلطات الصينية تتشارك المعلومات مع الجهات العالمية المعنية مثل منظمة الصحة العالمية.
جانب من المؤتمر
وأوضح أنه يجب اتخاذ توصيات منظمة الصحة العالمية فى الاعتبار وعدم الاستماع للشائعات، لافتا إلى أن عقد مؤتمر فى القاهرة للمكتب الإقليمى لمنظمة الصحة العالمية. وفى المؤتمر الذى عقد فى 30 يناير لمنظمة الصحة العالمية، والذى أعلنت فيه حالة الطوارئ، شدد مدير عام الصحة العالمية، أن المنظمة أعلنت الطوارئ ليس لما يحدث فى الصين، وإنما لما قد يحدث فى الدول الفقيرة التى لا تستطيع مواجهة الفيروس، مؤكدا الثقة بقدرة الصين لمواجهة الفيروس. واعتبروا أن الصين وضعت معيار نموذجى بموقفها الشفاف من الأزمة للتصدى لانتشار الفيروس.
وأضاف أن مصر هى أول دولة عربية وإفريقية تقيم علاقات دبلوماسية مع الصين، ومنذ ذلك الحين، من قبل 64 عاما، شهدت العلاقات تطورا سريعا لاسيما فى ظل القيادة الحالية للبلدين، وشهدت الشراكة الشاملة تطورا سريعا وحققت إنجازات كبيرة بل أنها تمر بالعصر الذهبى، وأكثر من يدل على ذلك هو البرقية الموجهة من الرئيس السيسى للرئيس الصينى شي جين بينج، للتأكيد على استعداد الجانب المصرى لتقديم كل ما فى وسعه لدعم الجهود الصينية. وأكد أن الصداقة بين الصين ومصر ثابتة، وخلال التاريخ لطويل بين البلدين، دائما نوفر الدعم لبعضنا البعض خاصة عندما يمر أحد منا بالتحديات أو الصعاب، والنماذج على ذلك كثيرة.
وقال إن الصين تعانى الآن من نقص المستلزمات الطبية، متقدما بالشكر لمصر لإرسالها 10 أطنان من المستلزمات الطبية.
وأوضح أن الجانب الصينى كذلك تلقى الكثير من الدعم من المجتمع الدولى، منتقداً في الوقت نفسه رفع الولايات المتحدة تحذير السفر إلى أعلى مستوى مثل ذلك الذى تطبقه مع العراق ، وحتى الآن الحكومة الأمريكية لم توفر أى دعم لمواجهة فيروس كورونا، معتبرا أنه واشنطن تتصرف بشكل متعارض مع مواقف الدول الصديقة فى المجتمع الدولى.
وقال إن الولايات المتحدة كانت الدولة الأولى التى تجلى رعاياها من ووهان ، وأعضاء السفارة فى بكين، وتعمل حاليا على تطبيق الحظر الشامل على دخول المواطنين الصينيين إلى الولايات المتحدة، معتبرا أن هدف ذلك هو إثارة الخوف والقلق.
وقال إن هذه الإجراءات منافية تماما لتوصيات منظمة الصحة العالمية، معتبرا إلى أنها تنشر الخوف خلافا لحقيقة الموقف. وأشار إلى أن الأنفلونزا الموسمية فى الولايات المتحدة تصيب الآلاف، ولم يتم تسجيل سوى 11 حالة إصابة فقط بكورونا هناك.
وأعرب عن أمله أن تأخذ الدول فى الاعتبار توصيات منظمة الصحة العالمية قبل اتخاذ قرارات تتعلق بتقييد السفر أو التجارة.
من جانبه، قال شياو جين نشانج، نائب السفير الصينى بالقاهرة، إنه من 2 فبراير وحتى 3 فبراير، هناك زيادة 2329 فى حالات الإصابة بفيروس كورونا وزيادة فى حالة الوفيات 57 شخص، وعدد المتعافين 147 ، وبلغ إجمالى عدد الإصابة فى البر الصينى الرئيسى 17 ألف و205 بينما بلغ عدد الوفيات 361 وعدد المتعافين 475، وعدد الإجمالى من حالات الإصابة فى منطقة هونج كونج وتايوان 33 شخص.
وأضاف فى المؤتمر أنه فى الفترة من بين عام 2019 و2020 هناك انتشار لفيروس الأنفلونزا الموسمية فى الولايات المتحدة والتى تسفر عن وفيات تصل إلى 10 آلاف شخص، مضيفا أن هذه الأرقام توضح أن فيروس كورونا قابل للاحتواء وللعلاج وللسيطرة عليه، ويجب النظر إليه من وجه نظر منطقية، ولا داعي للقلق.
وانطلاقا من مسئولية الحكومية الصينية تجاه الصينيين، أضاف نائب السفير أن السلطات اتخذت إجراءات حاسمة لاحتواء الفيروس منها بناء مستشفى خلال 10 أيام فقط، مخصصة لعلاج مصابى فيروس كورونا فقط وتصل قدرتها الاستيعابية إلى 1000 سرير مزودة بأحدث الأجهزة الطبية، وتكون تحت قيادة الجيش الصينى.
وقال السفير الصينى بالقاهرة، لياو ليتشيانج إن السلطات الصينية تقدر الحاجة إلى إجراءات الحجر الصحى للمواطنين العائدين من الصين مؤكدا أن الصين لديها إحساس كبير بالمسئولية تجاه السلامة الصحية حول العالم.
وأضاف أن السفارة فى القاهرة قامت بنشر نصائح السفر إلى الصينيين الذين زاروا مصر ونطلب من السياح المصابين بأعراض مشابهة لأنفلونزا أو كورونا بعدم السفر إلى مصر.
وتابع: "نرجو من السائحين الآخرين التعاون مع الإجراءات المتخذة فى المنافذ المصرية البرية والجوية والبحرية، والخضوع للحجر الصحى فى المطار، وملأ الاستمارات، ونطلب من الصينيين الذين يواجهون أى مشكلات صحية الاتصال بالسفارة فورا لمساعدتهم فى الحصول على المساعدة الطبية".
وأكد أن السفارة تعمل على اتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع انتشار فيروس كورونا فى مصر.
وتعليقا على وصول الطائرة الخاصة لإعادة المصريين الذين يرغبون فى العودة من ووهان، قال إنه يتفهم للغاية قرارهم، موضحا أن هناك عدد من المصريين الذين فضلوا البقاء، وأكد أنه لا يوجد أى حالات إصابة بين المصريين، معتبرا أن هذا يدل على فاعلية الإجراءات التى تطبقها السلطات لاحتواء الفيروس.
وأكد أن السلطات ستستمر فى بذل الجهود للتأكد من سلامة جميع المواطنين المصريين وغيرهم.
وحول التقارير التى تقول إن هناك دول هى وراء انتشار هذا الفيروس، قال السفير إن فيروس كورونا الجديد، تم اكتشافه مؤخرا، وفى 2003، انتشر وباء السارس، وهذه الفيروسات عدو للبشرية كلها بغض النظر عن العرق واللون والدين، ومكافحة الفيروسات مهمة مشتركة أمام كافة دول العالم.
وحول موعد إنتاج اللقاح، قال إن العلماء الصينيين يعملون على مدار 24 ساعة للتوصل إلى علاج، فضلا عن وجود تعاون بين العلماء من مختلف الدول لتطوير علاج.
وبسؤاله عن مدى تأثر التجارة بانتشار الفيروس، قال السفير إن تأثير الفيروس على الملاحة البحرية محدود للغاية.
وقال: "بالنسبة للتعاون بين الصين ومصر، فهذا تعاون طويل المدى، فضلا عن وجود تعاون وتنسيق كامل مع الجهات المصرية المعنية، ولدينا كل الثقة في قدرتنا على احتواء الفيروس".
أما عن السياحة، ففى الفترة الحالية فمن أجل السلامة الصحية لكافة دول العالم، هناك تقليل لعدد السائحين الصينيين بشكل مؤقت. وبعد النجاح فى التغلب على الفيروس، فستعود الأرقام إلى الزيادة.
وحول التقارير التى تقول إن حربا بيولوجية وراء انتشار الفيروس، قال السفير إذا هناك دولة معينة لديها الجرأة على تصنيع فيروس كورونا ، مضيفا: هذا تصرف ضد البشرية وضد الضمير الإنسانى.