يربط البعض بين ما يحدث فى الصين من انتشار لفيروس كورونا وبين كائن الخفاش، الكائن الغريب الذى لا نحبه، والذى تختلف الحضارات قديما وحديثا فى التعامل معه، الكائن الأعمى الذى لا يطير محلقًا إلا ليلا.
فى الحضارة الفرعونية
لم يكن الخفاش من الكائنات التى تفضلها الحضارة الفرعونية، ومع ذلك وجد نقش لخفاش فى أحد المقابر الأثرية بمنطقة بنى حسن فى المنيا، ومع ذلك يذكر أن الأطباء القدامى توصلوا لأدوية عن طريق دم الخفافيش.فى الصين واليابان
الخفاش يرمز إلى الخير والشر معًا فى معظم أساطير العالم، ففى الصين واليابان يرمز الخفاش إلى الحظ السعيد، وخمس منه ترمز فى الاعتقاد الصينى إلى النعم الخمس وهي: الثروة، والصحة، والعمر المديد، وحب الفضيلة والموت الطبيعى.الخفاش فى الكتاب المقدس
وعلى العكس من ذلك ظل الخفاش طوال العصور الوسطى المسيحية مخلوقا شيطانيا بتجسد فى الساحرات، والشيطان. وهذا الاعتقاد ترتد جذوره فى جانب منها إلى ما جاء فى العهد القديم على لسان النبى أشعيا من أنه سيأتى يوم: فى ذلك اليوم يطرح الإنسان أوثانه الفضية، وأوثانه الذهبية، للجرذان والخفافيش، (أشعيا 2: 20) ويعتقد الناس فى بعض الحضارات أن الخفاش يحمل أرواح الموتى.دراكولا
دراكولا أسطورة تلفها جوانب كثيرة من الغموض وفيها تختلط الحقيقة بالخيال.. ارتبطت هذه الشخصية بالخفاش كونها تبث الرعب وتعيش على مص الدماء، هذا الارتباط بين الشخصية والحيوان ليس هو كل شىء فالحقيقة التى لا مناص منها هى وجود خلط كبير عند الناس عن هذا الحيوان العجيب الذى يعتبر الثديى الوحيد القادر على الطيران فى الوقت الذى يوجد فيه خلط حقيقى بين دراكولا مصاص الدماء الذى ابتدعه الرواة والكتاب ومخرجو السينما وذلك الأمير الرومانى المدعو فلاد تيبس الذى عاش فى القرن الخامس عشر.
أسطورة الرجل الخفاش
فى الأساطير القديمة لأمريكا الوسطى يوجد مخلوق أسطورى يماثل الرجل الخفاش تماماً ويسمى " Camazotz " أى خفاش الموت فى لغة شعب الكيتشا من المايا فى منطقة وسط أمريكا التى تعرف حاليًا بجواتيمالا.
نشأت أسطورة كامازوتز فى أساطير أمريكا الوسطى باعتبارها مخلوقاً خطيراً يسكن كهوف الخفافيش، ثم بدأت عبادة ذلك المخلوق من قِبل هنود الزابوتيك فى أواكساكا بالمكسيك، ثم ظهرت تلك الأسطورة لاحقاً فى قبيلة الكيتشا، وتم تسجيل ذلك المخلوق كإله الخفافيش فى أدبيات المايا .