استطاع هنرى جيمس بروايته "لوحة لوجه سيدة" أن يحجز لنفسه مكانًا فى سلسلة الكتاب الخالدين ضمن قائمة أفضل مائة رواية عالمية فى القرن الماضى، و"هنرى جيمس" روائى وناقد بريطانى من أصل أمريكى، يعد واحدًا من أعظم أساتذة النمط القصصى، فهو مؤسس وقائد المدرسة الأدبية الواقعية.
وتحكى رواية "لوحة لوجه سيدة" قصة امرأة أمريكية شابة مفعمة بالحياة والحيوية، تحاول أن "تتحدى مصيرها" ترث أموال تجعلها من ثرية لتصبح فيما بعد ضحية مكيدة من قبل اثنين من المغتربين الأمريكيين، تقع أحداث الرواية فى أوروبا، تحديدًا فى إنجلترا وإيطاليا.
وينظر إلى الرواية باعتبارها تحفة من فترات جيمس الأولى فهى تعكس اهتمام الكاتب بالاختلافات بين العالم الجديد والقديم فى كثير من الأحيان، وكذلك يعالج من خلال روايته بطريقة عميقة موضوعات الحرية الشخصية والمسئولية، والخيانة وغيرها، استمتع بقراءة كتاب صورة سيدة لوحة لوجه سيدة.
ولد هنرى جيمس عام 1843 فى مدينة "نيويورك" والتحق عام 1862 بجامعة "هارفارد" لدراسة القانون، إلا أنه فضَّل ميوله الأدبية فنشر عدة قصص ومقالات، وأقام عدة صداقات أدبية كانت أقواها صداقته مع الناقد والروائى الأمريكى "وليام دين هاولز" والذى كان مُحررًا فى مجلة "أتلانتيك" الشهرية؛ ففتح صفحات المجلة لمساهمات الناقد والمؤلف الشاب "هنرى جيمس"، ومن هنا كانت البداية.
كتب هنرى جيمس أكثر من 24 رواية طويلة وعددًا كبيرًا من القصص القصيرة والمسرحيات وعدة آلاف من الرسائل والمحاضرات الأدبية؛ ومنحته جامعتا "هارفارد وأوكسفورد" درجات فخرية عام 1910، وفى عام 1915م تخلى عن جنسيته الأمريكية واكتسب الجنسية البريطانية احتجاجًا على تردد الولايات المتحدة فى الانضمام إلى "إنجلترا" و"فرنسا" والدول الحليفة لهما فى الحرب العالمية الأولى، وتوفى عام 1916 م فى لندن بعد حياة أدبية وفكرية حافلة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة