مازال الإسباني بيب جوارديولا وفريقه مانشستر سيتي يشغل اهتمام وسائل الإعلام الإنجليزية، بعد هزيمته الأخيرة أمام توتنهام هوتسبير، والتى جعلت حامل لقب الدوري الإنجليزي يتأخر بفارق 22 نقطة خلف غريمه يورجن كلوب وليفربول، وبات السيتزنز بعيدا بشكل كبير عن الحفاظ عن لقبه.
جوارديولا غالبًا ما يشيد بفريقه حتى بعد الهزيمة، ولكن مع إحباط المشجعين فى الوقت الحالى بعد المعاناة من بعض المشاكل والأزمات الرئيسية، سيتعين على المدرب الإسباني إيجاد حل سريع من أجل العودة لطريق الانتصارات.
نرصد هنا ثلاثة أسباب رئيسية لسقوط السيتي هذا الموسم في الدوري الإنجليزي ..
1- غياب فرناندينيو فى خط الوسط
فرناندينيو
أكبر ثغرة فى تشكيل بيب جوارديولا الحالية لمانشستر سيتي هو مركز خط الوسط الدفاعى، كان البرزيلي المخضرم فرناندينيو، والذى وقع مؤخرًا على تمديد عقدا جديدا مع النادى، لاعبا محوريًا فى نجاحات السيتى بالدورى وانتصاره المحلى بالثلاثية فى الموسم الماضى، لكن لاعب خط الوسط البرازيلى أُجبر على اللعب فى مركز قلب الدفاع بسبب الإصابة طويلة المدى للمدافع الأساسى إيمريك لابورت.
وعلى الرغم من تميز فرناندينيو في دوره الجديد، لكن لا يزال مركزه الأساسى نقطة ضعف واضحة للفريق، فى الوقت الذى لم يقدم فيه الإسبانى الشاب رودرى كل ما كان يقدمه البرازيلي.
فرناندينيو ليس أجمل لاعب كرة قدم، وهذا هو السبب فى أن أداءه غالبًا ما يكون ظاهراً بين هذه المجموعة اللامعة من اللاعبين، حيث يتمتع كل لاعب خط وسط أساسيا فى تشكيل جوارديولا بمهارات فنية كبيرة، سواء الانطلاقات المذهلة لكيفن دى بروين، أو المهارات لديفيد سيلفا، أو إيلكاى جوندوجان أو سيطرة بيرناردو سيلفا المطلقة على الكرة، ولكن فرناندينيو ليس لديه لمسة "رائعة" ولا يمثل فلسفة "بيب جوارديولا" الجميلة فى كرة القدم، لكنه هو الذى يجعل الجميع يقررون.
طوال فترة جوارديولا مع السيتي وُصف فرناندينيو بأنه كبير مهندسيها، غالبًا ما شوهد رجل شاختار دونستك السابق الملقب بـ"القاتل المبتسم"، وهو يتفوق فى المواجهات المباشرة مع الخصم، ويتفوق على اللعب إلى الأمام أو يمر بمهارة، وليس هناك شك فى أن البرازيلى هو اللاعب الأكثر فاعلية فى الفريق فيما يتعلق ببداية الهجمات طوال فترة لعبه في مانشستر سيتي التى امتدت لست سنوات ونصف، شوهد وهو يحمى الدفاع، ويكمل خط الوسط، وينطلق إلى الهجوم ويحرز هدفًا غريبًا.
فى مركز المدافع أصبح فرناندينيو مقيداً بقدراته الهائلة، ليس هناك شك فى أنه مدافع جيد، يلعب برأسه بهدوء عند الحاجة، قوى عند الحاجة، لكن فى وسط الملعب يتحكم فيرناندينيو فى المباراة من خلال ردود أفعاله السريعة، والإحساس بالمباراة، والذكاء الانتقالى، والعبقرية الدفاعية تجعله من بين أفضل اللاعبين فى العالم.
لجأ جوارديولا للاعتماد على كل من جوندوجان ورودرى كثنائى فى وسط الملعب عدة مرات هذا الموسم ولكن الثنائي لم يتأقلما معا، لذا ينبغى على جوارديولا إعادة لاعبه البرازيلى مرة أخرى لمركزه المعتاد.
2- عناد جوارديولا
جوارديولا
يعد بيب جوارديولا واحدا من أفضل المدربين في العالم وأحدث ثورة حقيقة فى مانشستر سيتي، ولكن يبقى عناده وإصراره على اللعب بتكتيك معين والإصرار على لاعبين بعينهم في بعض المباريات مثار جدلا كبيرا، وقد أثر ذلك بالسب على الفريق بلا شك.
فاجأ مدرب برشلونة السابق الكثيرين باختيارات التشكيل هذا الموسم، والتى شهدت فى بعض الأحيان عجائب، فمثلا لعب بيرناردو سيلفا فى مركز المهاجم الوهمى فى مباراة مانشستر يونايتد فى ذهاب نصف نهائي كأس الرابطة، وفي مباراة الإياب، رأينا كايل ووكر ورودري في مركز قلب الدفاع وجوا كانسيلو فى مركز الظهير الأيسر وهم في غير مراكزهم.
أجرى بيب جوارديولا 76 تغييرًا كبيرًا على تشكيل الفريق في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم، أكثر من أي مدرب آخر فى الدورى، لقد استمر فى تغيير التشكيلات والتكتيكات التى بدأت تؤثر على بعض لاعبي السيتي هذا الموسم.
3- إصابات اللاعبين الأساسيين
ليروى ساني
عانى مانشستر سيتي بشدة من كثرة الإصابات التي أثرت عليه بشكل سلبي في الدوري الإنجليزي هذا الموسم، على رأسهم المدافع الفرنسي إيمريك لابورت والجناح الألماني ليروي ساني، وهما أحد أهم العناصر الأساسية في صفوف الفريق، وعانى الثنائي من إصابات طويلة المدى.
يمكن مضاهاة استبعاد ساني ولابورت من مباريات ساني بإخراج الثنائي فيرجيل فان دايك ومحمد صلاح من ليفربول، فإذا لعب الريدز بدون هذا الثنائى فبالتأكيد لن يكون الفارق 22 نقطة كما هو موجود حاليا.
حصل لابورت على لقب لاعب العام فى مانشستر سيتي فى موسمه الأول، بعدما أظهر قدرته الهائلة، ولن ينسى الكثيرون أن هدفه فى برايتون قبل نهاية الشوط الأول فى اليوم الأخير من الموسم الماضي كان محوريًا في قيادة السيتي نحو اللقب.
كان على رحيم ستيرلنج أن يسد الفراغ في الجبهة اليسرى في غياب الألماني، وعلى الرغم من أنه ظهر هناك عدة مرات، فإن أكثر عروضه فعالية تأتي في الجناح الأيمن، وبينما كان رياض محرز واحدًا من أفضل اللاعبين في تشكيل جوارديولا هذا الموسم ، ولكن فعالية ساني منحت الفريق بعدًا مختلفًا الموسم الماضي.
وبخلاف هذين اللاعبين الأساسيين للغاية ، فإن اللاعبين الآخرين الذين لا يقل أهمية عنهم مثل ديفيد سيلفا وسيرجيو أجويرو ورودري وجون ستونز وبنجامين ميندي وأولكساندر زينشينكو وإدرسون قد سقطوا مصابين في العديد من مبارايات هذا الموسم.
يأتي هذا في الوقت الذى لم يتعرض نجوم ليفربول فيه للإصابات في لاعبيه الأساسيين مثل ساديو ماني وروبرتو فيرمينو ومحمد صلاح وفيرجيل فان ديك وجوردان هندرسون ظلوا جميعهم في حالة جيدة طوال الموسم.