تتصاعد الهجمات التركية والإسرائيلية على الأراضى السورية بالتزامن مع تقدم قوات الجيش العربى السورى لتحرير مدينة إدلب شمال البلاد من قبضة الإرهابيين المسيطرين على تلك المنطقة، وهو ما دفع النظام التركى لإطلاق تهديدات ضد دمشق ومنحها مهلة حتى نهاية فبراير الجارى للانسحاب من الأراضى التي سيطر عليها الجيش السورى في إدلب مؤخرا.
وأكدت وسائل إعلام سورية سيطرة قوات الجيش السورى على بلدة افس شمال سراقب بريف إدلب الشرقى وسط تقدمها لتحريرها من سيطرة الإرهابيين.
وحررت وحدات الجيش السورى أمس بلدة تل طوقان الاستراتيجية وقريتى إسلامين والريان، بعد القضاء على آخر تجمعات الإرهابيين فيهما، وفرضت سيطرتها ناريا على الطريق الدولي حلب-سراقب.
التقدم الذى أحرزه الجيش السوري، الأسبوع الماضي، خلف وراءه نقاط المراقبة التركية محاصرة، ليصل عددها إلى 4 نقاط، مع عدد من قتلى الجيش التركي ( 5 قتلى عسكريين و3 مدنيين )، فقد سيطر الجيش السوري على نقطة مورك ومعر حطاط والراشدين والصرمان، وأتبعها اليوم بالسيطرة على تل طوقان.
كان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمهل دمشق يوم أمس، حتى نهاية فبراير الحالى، للانسحاب إلى ما وراء نقاط المراقبة التركية فى إدلب، مهدداً بشن عملية عسكرية شاملة فى شمال غربى سوريا.
وقال أردوغان: إذا لم تنسحب القوات الحكومية السورية إلى ما وراء خطوط نقاط المراقبة التركية بحلول نهاية فبراير الحالي سنتصرف، وإذا تطلب الأمر فإن القوات المسلحة التركية سوف تعمل جواً وبراً وستنفّذ عملية عسكرية إن لزم الأمر في إدلب."
بدورها أصدرت وزارة الخارجية السورية بياناً استهجنت فيه إصرار الرئيس التركي على الاستمرار بـ"الكذب والتضليل" إزاء سلوكياته في سوريا، خصوصاً ادّعائه فيما يتعلق بدخول قواته إلى شمال حلب بموجب "اتفاق أضنة" لمكافحة الإرهاب، الذي يفرض التنسيق مع الحكومة السورية، باعتباره اتفاقاً بين دولتين، وبالتالي لا يستطيع أردوغان وفق موجبات الاتفاق التصرف بشكل منفرد.
وتعد مدينة سراقب التي دخلها الجيش السورى نقطة مفصلية، في حسم معارك الشمال بين القوات الحكومية وفصائل المعارضة المسلحة.
بدوره أكد المرصد السوري أن القوات السورية تمكنت من السيطرة على المدينة الاستراتيجية، كما تمكنت من السيطرة على مناطق أخرى عدة، بما فيها قرية تل الطوقان التي توجد فيها نقطة تركية.
لكن المعارضة المسلحة قالت إن فصائلها شنت هجوما معاكسا، وتمكنت من استعادة السيطرة على المدينة.
وتعتبر مدينة سراقب الواقعة في الريف الشرقي لمحافظة إدلب عقدة طرق هامة تربط بين دمشق والعاصمة الاقتصادية حلب، وهي أيضا تربط بين حلب ومدينة اللاذقية التى يوجد فيها أكبر موانئ سوريا.
ويمر عبر سراقب جزء من طريق دمشق حلب الدولى المعروف باسم إم فايف، الذى يربط مدن الشمال بالجنوب، وصولا للحدود مع الأردن.
وتشكل سراقب نقطة التقاء بين هذا الطريق الدولى، وطريق استراتيجي ثان يُعرف باسم إم فور، يربط محافظتى حلب وإدلب باللاذقية غرباً.
وبالتزامن مع تقدم قوات الجيش السورى في إدلب، أعلنت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة السورية أنه بتزامن فاضح مع العدوان الجوي الإسرائيلي على سوريا وبغطاء منه دخل رتل عسكري تركي يضم عددا من الآليات والمدرعات وتم العبور من منطقة أوغلينار باتجاه الداخل السوري.
وقالت القيادة العامة للجيش السورى في بيان لها إن الرتل العسكري التركي انتشر على خط بين بلدات بنش معرة مصرين تفتناز بهدف حماية الإرهابيين وعلى رأسهم "جبهة النصرة" وعرقلة تقدم الجيش السوري ومنعه من إكمال القضاء على الإرهاب المنظم الذي يحاصر المدنيين في محافظة إدلب ويتخذهم رهائن ودروعا بشرية لديهم.
وأضاف البيان: لن تفلح المحاولات الإسرائيلية والتركية المتزامنة وكل من يدعم الإرهاب التكفيري المسلح في ثني جنودنا الميامين عن متابعة مهامهم الميدانية حتى يتم تطهير كامل التراب السوري من رجس التنظيمات الإرهابية المسلحة.
إلى ذلك، يعقد مجلس الأمن جلسة مفتوحة، اليوم الخميس، بالإضافة إلى الجلسة المغلقة المجدولة سابقاً حول الأسلحة الكيمياوية في سوريا، وذلك لبحث الأوضاع الحالية في شمال سوريا.
وسيقدم وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية خلال الجلسة إحاطة حول الأوضاع الإنسانية والنازحين جراء القتال في المنطقة وتصاعد حدة التوتر بين القوات التركية والسورية فيها.