الختان من الموضوعات التى اجتذبت أنظار العلماء والفلاسفة منذ أقدم العصور إلى الآن، بل لم يقتصر هذا الاهتمام من جانب العلماء بل تعدى ذلك إلى ما جاء فى بعض الكتب السماوية بشأن هذا الموضوع، ونستعرض عبر التقرير التالى موقف الديانات من ختان الإناث، حيث يحتفل العالم اليوم الموافق 6 فبراير، باليوم العالمى لمناهضة ختان الإناث، تلك العادة السيئة التى تسبب أضرارا نفسية وجسدية للإناث فى الصغر وقد تؤدى إلى الوفاة، والتى أصبحت مجرمة وفق القانون المصرى منذ عام 2008.
فى كتاب "الختان فى الشرائع السماوية والوضعية" للباحث السيد عاشور، يقول: يتضح موقف الشريعة اليهودية من ختان البنت من خلال نصوص التوراة التى لم يرد بها ما يشير إلى ختان البنت مطلقًا بل إن كل نصوص التوراة التى تدعو الشعب إلى ختان الأطفال إنما كلها تشير إلى الذكور منهم دون الإناث.
"وختن إبراهيم إسحق ابنه وهو ابن ثمانية أيام كما أمره الله"، تكوين 21/4"/ وجاء أيضا وفى اليوم الثامن يختن لحم غرلته "سفر اللاويين"، وجاء أيضا "وإذا نزل عندك نزيل وصنع فصحا للرب فليختن من كل ذكر "سفر الخروج 12/48".
أما فيما يختص بختان البنت فى الشريعة المسيحية، فجاء فى كتاب "الختان فى الشرائع السماوية والوضعية"، لم يرد فيها شىء عنه وتقول الباحثة الأولى بمركز البحوث الاجتماعية مارى أسعد، إن ختان البنت لم يرد فى المسيحية ولا فى اليهودية كأديان، وتقول أيضًا إن هناك أبحاث تثبت أنها عادة أفريقية وفرعونية.
ويقول الكاتب هناك بعض البلاد الإسلامية تمنعه ويؤيد الدين والطب أهمية عدم ختان البنت من حيث إنها عملية تحرم البنت حقًا من أخص حقوقها الإنسانية أو البشرية فى الحياة الزوجية الطبيعية.
واستند الكاتب إلى دراسة أن الختان انتهى بكشف النقاب عن خطورة ختان البنت اجتماعيا وطبيا، كما ثبت أن الدين الإسلامى برىء من نسبة شرعية ختان البنت إلى أوامره وأنه لم يرد في القرآن الكريم بصفة قاطعة، كما أنه في السنة لم يجمع عليه الفقهاء وأن الأحاديث التي رويت مؤيدة لختان البنت إنما هي مشكوك في صحتها ثم أكدت على أنه مكروه للأنثى تتزين به لزوجها على أن ختان الأنثى شرعا أمر متروك لما تفرضه المصلحة العامة إذ تبين أن الاعتبارات الصحية تدعو إلى تحريمه ولا يتعارض ذلك مع أحكام الدين.
وقد أكدت دار الإفتاء المصرية فى فتوى سابقة عبر موقعها الإلكترونى، أن قضية ختان الإناث ليست قضية دينية فى أصلها، لكنها قضية ترجع إلى العادات والتقاليد والموروثات الشعبية، حيث أصبح لها مضار كثيرة جسدية ونفسية؛ مما يستوجب معه القول بحرمته والاتفاق على ذلك، دون تفرق للكلمة واختلافٍ لا مبرر له.