فيروس كورونا يواصل تأثيره على الأسواق.. استمرار ارتفاع الطلب على الملاذات الأمنه تخوفا من امتداد الفيروس لدول أخرى.. الذهب يعاود الصعود مجددا وتوقعات باستمرار ارتفاع المعدن النفيس
واصل فيروس كورونا الذى ظهر في الصين وامتد إلي حوالي 20 دولة أخري، تأثيره على الأسواق العالمية ورفع الطلب بصورة ملحوظة خلال الأسبوعين الماضيين علي الذهب بصفته الملاذ الآمن وقت الاضطراب الاقتصادي، وتزايدت توقعات المحللين بشأن استمرار ارتفاع الطلب على المعدن النفيس خلال الفترة المقبلة.
وسجلت أسعار الذهب عالمياً ارتفاعا ملحوظا على مدار جلسات الأربعاء والخميس، لتصعد أوقية الذهب بنسبة 0.47% مسجلة 1565 دولاراً حتي صياغة هذه السطور، مع اتجاه صعودي للذهب مع تنامي الطلب جراء انتشار الفيروس القاتل وتسببه فى مقتل 490 حالة في الصين وحدها، بحسب نادي نجيب عضو شعبة المعادن الثمينة في الغرفة التجارية.
وأضاف فى تصريحات خاصة، أن أسعار المعدن النفيس ترتفع بوصف الذهب ملاذا آمنا، على الرغم من أن شهية المستثمرين حيال الرغبة في المخاطرة كانت مدعومة بجهود الصين للتخفيف من آثار الفيروس على الاقتصاد، وجاءت مكاسب الذهب رغم صعود قوي للدولار والأسهم الأمريكية خلال التعاملات.
وكانت بيانات اقتصادية كشفت عن تراجع عجز الميزان التجاري الأمريكي لأول مرة في 6 سنوات خلال العام الماضي، فيما ارتفع النشاط الخدمي في الولايات المتحدة لأعلى مستوى في 5 أشهر، وهو ما ساهم في الحد من ارتفاع المعدن النفيس بصورة أكبر.
وفى سياق متصل، قال إيهاب واصف نائب رئيس مجلس إدارة شعبة المعادن الثمينة في الغرفة التجارية، أنه رغم الهبوط الملحوظ للذهب خلال تعاملات صباح الأربعاء، لتسجل هبوط كبير تجاوز ال 15 دولارا، نتيجة اتجاه الصين لبيع جزء من الاحتياطي الذهب لديها لدعم اليوان والذى تضرر كثيرا جراء انتشار الفيروس القاتل، إلا أن الذهب عاد للصعود خلال جلسات التعامل اليوم، مع توقعات باستمرار الزيادة في الطلب على المعدن النفيس.
وعلى الصعيد المحلي، ارتفعت أسعار الذهب فى التعاملات اليوم الخميس 6 فبراير، بقيمة 3 جنيهات، مسجلة 686 جنيها للجرام بالنسبة لعيار 21 وهو العيار الرئيسى لسوق الصاغة فى مصر، بعد أن شهد السعر العالمى لأوقية الذهب ارتفاع ملحوظ من 1550 دولار إلي 1565 دولار حتي الآن.
وعن وضع مبيعات الذهب في مصر، أكد إيهاب واصف، أن مبيعات الذهب خلال يناير 2020 سجلت هبوط ملحوظ، بسبب ارتفاع أسعار المعدن النفيس باكثر من 4% منذ مطلع العام الجارى، نتيحة الاضطرابات بالشرق الأوسط، وتفشي فيروس كورونا، الأمر الذى سبب فى صعود الذهب عالمياً.
وأشار إلى أن التوترات التى شهدها الشرق الأوسط بشكل مستمر تدفع فى اتجاه زيادة أسعار الذهب، ومن ثم من لدية فوائض مالية يمكنه شراء الذهب الآن، وكذلك مع استمرار انتشار فيروس كورونا فإن الأسعار مرشحة للارتفاع ما لم تتمكن الصين من السيطرة على الفيروس القاتل.
وأضاف لـ"اليوم السابع"، أن الذهب منذ عام 1981 يرتفع سنويا بنسب متفاوتة لتتراوح بين 20 إلى 36 % سنويا، إذن فالمعدن طوال الوقت فى ارتفاعات متتالية، وعام 2016 شهد زيادة غير مسبوقة للذهب فى مصر بنسبة 256 %، فالذهب مرتبط بأسعار عالمية وكذلك سعر الدولار أمام الجنيه فى مصر، وكذلك عوامل العرض والطلب ".
وأكد واصف، أن شراء الذهب مناسب فى كافة الأوقات لأنه ملاذ استثمارى آمن، خاصة فى ظل اضطراب العملة بصورة مستمرة، لافتا إلى أن ارتفاع البترول وانخفاض الدولار عالميا وكذلك الاضطرابات السياسية والأمنية فى المنطقة، كلها تدفع فى اتجاهات زيادة أسعار الذهب، لذلك إذا كان مواطن لدية فائض مالى فإن الذهب مناسب له.
وتابع واصف، أن الأسعار العالمية للذهب ارتفعت 4 % منذ مطلع العام الجارى، لكنها أخذت طريقها للتراجع فى ظل اتجاه البعض لجني الأرباح ومع بيانات اقتصادية ايجابية لدى الولايات المتحدة الأمريكية، لكن هناك ترقب مستمر لما تسفر عنه التطورات التى يشهدها الاقتصاد الصيني، جراء تفشي فيروس كورونا.