رغم نفيها المتكرر باحتواء مساحيقها على مادة الاسبستوس المسببة للسرطان، فإن آلاف من الدعوات القضائية تطارد شركة "جونسون آند جونسون" من قبل متضررين استخدموا منتجات الشركة الشهيرة، ما دفعها لدفع ملايين من الدولارات في صورة تعويضات على مدار السنوات الماضية.
جونسون اند جونسون
وكشفت وكالة "رويترز" للأنباء، الجمعة أن هيئة محلفين بولاية نيوجيرزي أمرت شركة جونسون آند جونسون بدفع تعويضات عقابية بقيمة 750 مليون دولار لأربعة مدعين يزعمون أن مسحوق (بيبي باودر) الذي تنتجه الشركة للأطفال تسبب في إصابتهم بالسرطان.
وقالت الشركة ومحام عن المدعين إن مبلغ التعويض سينخفض إلى حوالي 185 مليون دولار بسبب قوانين الولاية.
وخلال مرحلة سابقة من المحاكمة، حملت هيئة محلفين مختلفة شركة جونسون آند جونسون المسؤولية عن إصابة المدعين بالسرطان ومنحتهم 37.2 مليون دولار كتعويض، بحسب رويترز، التي كشفت أنها نشرت في 14 ديسمبر 2018، تقريرا أظهر أن شركة جونسون آند جونسون تقاعست عن الكشف عن رصد كميات صغيرة من الأسبستوس، وهي مادة مسرطنة معروفة، في بعض عينات المسحوق الذي تنتجه منذ عقود. وبعد نشر التقرير، أدى تهافت على بيع أسهم الشركة إلى خفض قيمتها السوقية بأكثر من 40 مليار دولار.
وتنفي شركة جونسون آند جونسون أن يكون مسحوقها يسبب السرطان وتقول إن العديد من الدراسات والاختبارات التي أجرتها الجهات التنظيمية في جميع أنحاء العالم أظهرت أنه آمن وخال من مادة الأسبستوس، بحسب رويترز.
وأكدت الشركة في بيان إنها ستستأنف على وجه السرعة مرحلتي المحاكمة مشيرة إلى وجود "العديد من الأخطاء القانونية التي قدمت لهيئة المحلفين معلومات غير ذات صلة وحالت دون سماعها أدلة مهمة".
وأوضحت الوكالة أن الشركة تواجه أكثر من 16000 دعوى قضائية تزعم أنها باعت مساحيق ملوثة بمادة الأسبستوس وتقاعست عن تحذير المستخدمين. وتواجه الشركة أيضا تحقيقا جنائيا اتحاديا يتعلق بمدى شفافيتها فيما يتعلق بسلامة المنتجات.
محكمة أمريكية تلزم "جونسون أند جونسون" بدفع تعويضات لمصابات بالسرطان
ولكن هذه ليست المرة الأولى التي تتورط فيها الشركة في مزاعم مشابهة، ففي يوليو 2018، أمرت هيئة محلفين فى ولاية ميزورى الأمريكية الشركة بدفع تعويضات قدرها 4.69 مليار دولار إلى 22 سيدة أصبن بسرطان المبيض بعد استخدام منتجات للشركة أساسها مادة التلك ومن بينها بودرة الأطفال.
وكان الحكم الصادر ضد جونسون أند جونسون هو الأكبر منذ ظهور المزاعم بتسبب منتجات للشركة أساسها مادة التلك فى الإصابة بالسرطان.
وحينها وصفت جونسون أند جونسون الحكم بأنه "جائر" وقالت إنها ستطعن عليه.
وجاء الحكم بعد ما يزيد على خمسة أسابيع من الاستماع إلى شهادات نحو 12 خبيرا من أطراف الدعوى.
وتقول السيدات وأسرهن إن استخدامهن على مدار عقود لبودرة التلك وبعض المنتجات الأخرى التى تدخل فى تركيبها هذه المادة سبب إصابتهن بالسرطان.
وكانت محكمة فى نيوجرسى حكمت في إبريل 2018 بتغريم شركة جونسون آند جونسون ومورديه مبلغ قدره 80 مليون دولار إلى رجل يزعم أن بودرة الأطفال قد أصابته بالسرطان. وكان "ستيفن لانزو"، 46 عاما، أقام دعوى قضائية ضد شركة جونسون آند جونسون بعد أن تم تشخيصه بورم في عام 2016، وقال إنه كان سببه منتجات بودرة التلك التي استخدمها لأكثر من 30 عاما.
وفى أغسطس 2017، أمرت لجنة المحلفين في لوس أنجلوس أمس شركة "جونسون آند جونسون" بدفع 417 مليون دولار إلى امرأة مصابة بسرطان المبيض، وادعت فى دعوى قضائية أن مسحوق بودرة التلك من منتجات الشركة يسبب سرطان المبيض عندما يطبق بانتظام للنظافة الأنثوية.
ووفقاً لموقع صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، رفعت الدعوى "إيفا إشيفيريا" من كاليفورنيا ، التي زعمت أن "جونسون آند جونسون" فشل في تحذير المستهلكين بشكل كاف حول مخاطر السرطان المحتملة من مسحوق التلك.
وفى أكتوبر 2016، تكبدت شركة "جونسون آند جونسون" 70 مليون دولار، دفعتها الشركة العالمية تعويضا لامرأة أمريكية، بحكم قضائى بسبب ادعائها الإصابة بسرطان المبيض، نتيجة استخدامها "بودرة التلك" الخاصة بالشركة.
وبحسب صحيفة "ديلى ميل" ، فإن "ديبورا جيانشينى"، الحاصلة على حم التعويض ، قد أصيبت بالمرض فى عام 2012، ورفعت دعوى قضائية فى مقاطعة "موديستون" بولاية كاليفورنيا.
وبعيدا عن مزاعم تسبب منتج البودرة في الإصابة بالسرطان، قررت محكمة أمريكية في أغسطس 2019 تغريم شركة الأدوية العالمية "جونسون أند جونسون" 572 مليار دولار لدورها فى تصاعد أزمة إدمان الأفيون فى ولاية أوكلاهاما، بحسب ما ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية "بى بى سى".
وتعد هذه أول قضية تحال إلى المحكمة بين آلاف الدعاوى القضائية المرفوعة ضد الشركة المصنعة والموزعة للمواد الأفيونية، وفقا لبى بى سى.
وكانت سلطات ولاية أوكلاهاما قد توصلت إلى تسوية مع شركة بوردو فارما فى الولاية، والتى تنتج عقار الأوكسيكونتين، وشملت التسوية سداد 270 مليون دولار، بالإضافة على تسوية قيمتها 85 مليون دولار معر شركة تيفا فارما كيوتيكال، لتصبح جونسون أند جونسون المتهمة الوحيدة التى فرض عليها غرامة بحكم محكمة.
جونسون آند جونسون
وقال القاضي ثاد بولكمان إن النيابة أوضحت للمحكمة أن "جونسون آند جونسون" أسهمت فى "الإضرار بالمصلحة العامة" من خلال ترويجها المخادع لبعض وصفات المسكنات المسببة للإدمان. وأضاف: "هذه الإجراءات أدت إلى أضرار لحقت بصحة وسلامة الآلاف من سكان أوكلاهاما. وتشكل أزمة الأفيون خطرا كبيرا وتهديدا لسكان الولاية."
وأشار إلى أن الغرامة الموقعة على جونسون آند جونسون سوف تنفق على علاج حالات إدمان الأفيون.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة