حبيبة الملايين ومعبودة الجماهيرالتى وقع فى غرامها الكثيرون، وكانت ولا تزال نموذج الجمال والحب وفتاة أحلام الملايين من كل الأجيال، فمن الذى لا يحب شادية التى غابت بجسدها حتى قبل وفاتها ولكنها ظلت ولا تزال وستبقى قمر لا يغيب وشمس تنشر نورها ودفئها فى قلوب المحبين.
ورغم كل هذا كانت قصص الحب فى حياة شادية التى تحل ذكرى ميلادها اليوم الموافق 8 فبراير حكايات لم تكتمل، ذاقت خلالها مرار الفراق والهجر والحسرة، ولم تصادف حبا يليق بها سوى حب الله الذى تفرغت لحبه وعبادته ومناجاته لأكثر من ثلاثين عاما حتى وفاتها.
وصادفت شادية فى حياتها أكثر من قصة حب، وجمعتها بعض هذه القصص بعدد من الفنانين بينما ارتبطت فى البعض الأخر بشخصيات بعيدة عن الوسط الفنى.
وكان أول حبيب للدلوعة عرفت معه معنى الحب، شاب أسمر من الصعيد كان يعمل ضابطا فى الجيش المصرى وخطبت له وهى فى عمر 19 عاما وأحبتها حباً كبيرا وكانت صدمتها كبيرة عندما استشهد حبيبها أحمد في حرب فلسطين عام 1948.
وذكرت شادیة في حوار قديم مع مجلة "سیدتي"، أنها علمت بخبر استشهاد أول حب فى حياتها عندما كانت عائدة من العرض الخاص لفیلمھا الأول، وأصيبت بانهيار عصبى ورفضت بعد وفاته الارتباط من كل من تقدموا إليها، وقررت التفرغ بشكل كامل للفن.
وكان من بين الذين أحبوا شادية فى بداية حياتها الفنية الفنان محمد فوزى، الذي تعاون معها فى أول بطولة لها بفيلم "العقل في إجازة"، وكان عمرها سبعة عشر عامًا، وقرر فوزى أن يتقدم لطلب يدها من والدها الذي رفض الفكرة بشدة لأنه رجل متزوج، بحسب ما نشرت مجلة "الكواكب" عام 1977، وبعد أن ثار الأب أصر على توقف التصوير وعدم استكمال ابنته للفيلم إلا بعد أن تعهد المخرج حلمي رفله، بأن يصرف فوزي نظر عن الفكرة تمامًا.
بينما كانت أول زيجات شادية من الفنان الكبير عماد حمدى الذى كان متزوجا قبلها من الفنانة فتحية شريف وأنجب منها ابنه نادر، وتعرف على شادية خلال قطار الرحمة الذى شارك فيه الفنانين لجمع التبرعات عام 1953، ورغم فارق السن الكبير بينهما إلا أن شادية وافقت على الزواج وشعرت بالحب تجاه عماد حمدى، ولكن علاقتهما سادتها الكثير من المشكلات بسبب غيرته الشديدة ، حتى أنه تشاجر معها فى إحدى الحفلات بكازينو أنشاص وقيل أنه صفعها بالقلم أمام زملائها الفنانين ومنهم تحية كاريوكا التى تشاجرت معه وكان ذلك لمجرد حديثها مع أحد الحاضرين، وبالرغم من أن شادية أدلت بحوار لمجلة الكواكب بعد طلاقها مع عماد حمدى تحدثت فيه عن ملابسات هذا الطلاق تحت عنوان:" طلبت الطلاق فى كازينو أنشاص"، إلا أنها تحدثت عن عماد حمدى بكل احترام وتقدير، وأكدت أن الود بينهما لازال موصولا كزملاء وأن الطلاق تم بهدوء وكل منهما طبع قبلة الوداع على جبين الأخر فى نهاية علاقة الزواج، بل وشاركت شادية عماد حمدى فى عدد من الأعمال بعد طلاقهما.
وبعد طلاقها من عماد حمدى نشأت قصة حب بين الفنانة شادية الفنان فريد الأطرش وأحبها وأوشكا على الزواج واستعدت الدلوعة لهذا الزواج فاشترت فستان الزفاف ولكن فريد سافر وأخبرها قبل سفره بتأجيل موعد الزفاف لأنه لا يعرف ظروفه وهو ما دفع شادية للاتصال بالمهندس عزيز فتحي الذى كان يرغب في الزواج منها وأخبرته بموافقتها على الزواج فوراً، واستمر ذلك الزواج ٥ أشهر، لتثأر لكرامتها من فريد الأطرش.
وبالرغم من أن شادية كانت قد اتخذت قرارا بعد الزواج من أى فنان بعد طلاقهما من عماد حمدى إلا أنه جمعته قصة حب بالفنان صلاح ذو الفقار أثناء تصويرهما فيلم "أغلى من حياتى" عام 1965 ، وتوّجا قصة حبهما بالزواج بعد هذا الفيلم، وعاشا حياة سعيدة، وتشاركا معا بطولة عدد من أنجح الأفلام في مشواريهما، منها: عفريت مراتى، ومراتى مدير عام، وكرامة زوجتى، وغيرها.
وشعرت شادية بالحنين للإنجاب، وحملت وكان هذا الحمل الثالث لها، ومكثت في البيت لا تتحرك حرصا على هذا الحمل، لكنها فقدت الجنين، ما أثّر على نفسيتها بشكل كبير، وعلى حياتها الزوجية، فازدادت الخلافات بين الحبيبين اللذين ارتبط بهما الجمهور، ووقع الطلاق بينهما في العام 1969، وحينها سعى بعض المقربين لإعادة المياه إلى مجاريها حتى لا تنتهي قصة الحب التي كانت مضرب الأمثال في الوسط الفني.
بالفعل نجحت وساطة الأصدقاء في إعادة الزوجين إلى عش الزوجية مرة أخرى، لكن لم يصمد الحب أمام الخلافات التي تجدّدت، فوقع الطلاق بينهما مرة ثانية في العام 1973، وبعده لم تتزوج شادية وعاشت وتفرغت لفنها وعائلتها حتى فكرت فى الاعتزال قبل مسرحية ريا وسكينة وعاشت فى معية وحب الله حتى وفاتها.