يصبح سمك السردين أصغر ويصل إلى الثلثين عما كان عليه قبل 12 عامًا، لأن المياه الدافئة الناتجة عن تغير المناخ تقتل العوالق التي تتغذى عليها، حيث يدرس الباحثون فى المعهد الفرنسي لعلوم المحيطات Ifremer ، أحجام السردين في البحر الأبيض المتوسط وخليج بسكاي في المحيط الأطلسي، فيدرس الباحثون حالة السردين في البحر الأبيض المتوسط منذ عام 2008، بعد أن لفت الصيادون انتباههم إلى الانكماش.
ووفقا لما ذكرته صحيفة "ديلى ميل" البريطانية، فقد تقلص سردين البحر المتوسط من متوسط طوله من 5.1 بوصة (13 سم) إلى 3.9 بوصة (10 سم) في العام الماضي، بينما ارتفعت نسب نظرائه في خليج بسكاي من حوالي 7.1 (18 سم) إلى 5.5 (14 سم).
واستبعد تحليل الفريق الافتراس والإفراط فى صيد الأسماك والمرض كسبب لهذه التغييرات في سكان السردين، مع تغير المناخ السبب المحتمل.
وقالت عالمة الأحياء كلارا أولريش: "بالنسبة للسردين والأنشوجة في خليج بسكاي وخليج الأسد، فإننا نميل إلى العوامل البيئية المرتبطة بارتفاع درجة الحرارة وانخفاض كمية الأغذية المتاحة".
وتتغذى السردين من العوالق المجهرية، وهو مصدر غذائي نما بطريقة أقل صحة مع ارتفاع درجات حرارة سطح البحر.
وأوضح الباحثون أن المشكلة تكمن في أن العناصر الغذائية التي تغذي العوالق لا ترتفع من المياه العميقة الباردة كما كانت في السابق.
ولاحظ الباحثون أيضا أنه إلى جانب تقليص حجمها، يبدو أن تناقص مخزونات الأغذية يقلل من عمر السردين أيضا، الذي انخفض من ثلاث سنوات منذ عقد مضى إلى عام واحد فقط اليوم.
ويذكر الخبراء أيضًا أن السردين المتقلص له تأثير غير مباشر على سلسلة الغذاء لديهم، حيث لم تعد الحيوانات المفترسة خاصة الطيور البحرية، تتلقى نفس مستويات التغذية التي اعتادوا الاستمتاع بها.
ولم يتأكد الانكماش المتتالى فى البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي، ولكن ظهرت اتجاهات مماثلة في أسماك بحر البلطيق والمحيط الهندي والمحيط الهادئ قبالة ساحل أمريكا الجنوبية.