لا يختلف الرئيس التركى رجب طيب أردوغان ، عن جماعة الإخوان كثيرا، فكلاهما لا يؤمن بالأوطان أو الجيوش الوطنية، وكما سعت جماعة الإخوان لتدشين حرس ثورى ، خلال فترة حكمها لمصر، فإن أردوغان أيضا يسعى لتدشين حرس ثورى لحمايته ورجاله، وتنفيذ مخططه فى دعم الجماعات الإرهابية فى المنطقة.
وقال موقع تركيا الآن، التابع للمعارضة التركية، أن أي تنظيم دولي لا يعترف بالجيوش الوطنية، بل يسعى إلى تمزيقها، لذلك يعتمد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في تنفيذ سياساته الاستعمارية بدول شرق المتوسط، على الشركة الأولى من نوعها في العالم، في استشارات الدفاع الدولية والتدريب العسكري، وتدعى شركة "صادات" ويديرها أعضاء سابقون بالقوات المسلحة التركية، تقدم خدمات استشارية وتدريبية في مجال الأمن الداخلي والعسكري، وتقدم العديد من الدورات التدريبية في المجالين العسكري والأمني، ومنها على سبيل المثال، دورات في الحرب غير النظامية، ودورة قناص المهام الخاصة.
وقال الموقع التابع للمعارضة التركية، إن صادات هى شركة الاستشارات الدفاعية الدولية الأمنية التركية الخاصة، حيث نشأت بالتزامن مع تشكيل جماعات شبابية مؤهلة لحمل السلاح، وخوض المعارك والحروب النظامية وغير النظامية بهدف تحصين السلطة الحاكمة بدعم من حكومة حزب العدالة والتنمية الحاكم، الذي يرأسه الرئيس التركى، حيث تأسست الشركة في عام 2011 من قبل 23 ضابطًا وصف ضباط متقاعدين من مختلف وحدات القوات المسلحة التركية، برئاسة عدنان تانري فيردي، الذي استقال من منصب المستشار العسكري للرئيس التركي أردوغان منذ فترة قريبة، بهدف تنفيذ عمليات بعضها مُعلن والآخر سري في مناطق عديدة من العالم.
وأوضح موقع تركيا الآن، أنه وفقا الموقع الرسمي للشركة فإن استراتيجية الشركة الأولى والوحيدة في تركيا التي توفر الخدمات الاستشارية والتدريبات العسكرية في مجال الدفاع الدولي، وهي تقدم خدمات عسكرية وأمنية ودفاعية واستشارية.
فيما أوضحت صحيفة زمان التركية المعارضة ، أن هذه الشركة تشكل الحرس الثوري الخفي لنظام أردوغان، وحزبه، مؤكدةً أن اسم شركة صادات، التي تصفها المعارضة بالميليشيات المسلحة التي يديرها حزب العدالة والتنمية الحاكم، برز عقب صدور مرسوم العفو عن غير العسكريين المتورطين في قتل الجنود الأتراك ليلة المحاولة الانقلابية من الملاحقة القضائية، كما تضم شركة صادات في هيئتها العليا عددًا من المفكرين الإسلاميين، وقيادات تنتهج أفكارًا إسلامية يصفها بعضهم بالمتشددة، ومن المتداول إعلاميًا أن عدنان تانري فيردي، المؤسس الرئيسي لها، ذو فكر جهادي متطرف.
وقالت الصحيفة التركية المعارضة، أن أردوغان يعتبر صادات بديلة للاستخبارات والجيش التركي في تأمين حمايته الشخصية في قصره، فهو قد أوكل إليها مهمة إعادة هيكلة الجيش التركي، حيث تم تقليص عدد أفراده نحو 200 ألف عسكري من مختلف الرتب العسكرية، لينخفض العدد من حوالي 561 ألف إلى 351 ألف، وفقاً للبيان الصادر عن هيئة الأركان التركية في 10 سبتمبر 2016، كما حدد عدنان تانري فيردي مهمات الشركة بكونها شركة دولية للاستشارات العسكرية تهدف إلى إعادة تنظيم الجيوش والقوات المسلحة في الدول الإسلامية التي تتعرض لتغييرات إدارية أو هيكلية، وتقديم الاستشارة الدفاعية لها، وتدريب الأفراد الأمنيين والعسكريين في مستوى القيادات، وتوفير المعدات والأسلحة والآليات اللازمة في المجالات العسكرية.
وأوضحت صحيفة زمان، أن العميد عدنان تانريفردي، الذي تقاعد في 30 أغسطس 1996 من منصب رئيس قسم الصحة بالقوات البرية، أصبح كبير المستشارين الجدد لأردوغان، وبعد تقاعده، تولى منصب رئيس جمعية محامي العدل لمدة 5 سنوات، ثم أسس شركة استشارات الدفاع الدولية صادات، بهدف تنفيذ مهام في خدمات الصيانة والإصلاح، وتأمين الأسلحة والمركبات، واستشارات استراتيجية وتنظيم قوات مسلحة للدولة الإسلامية.
ولفتت الصحيفة التركية المعارضة، إلى أن الشركة تولت مهمة إعادة هيكلة الجيش التركي، وبعدها تم تقليص عدد أفراده بنحو 200 ألف عسكري من مختلف الأسلحة والرتب العسكرية، لينخفض العدد من نحو 561 ألفًا إلى 351 ألفًا، حسب بيان صادر عن هيئة الأركان التركية في 2017، تحت مظلة قانون الطوارئ، فيما يقول هاقان توره ، رئيس جمعية أتاتورك القلعة الأخيرة والخطوة الأخيرة، إن أردوغان ساعد في تأسيس شركة صادات، لتكون بديلة للاستخبارات والجيش بتولي حمايته الشخصية في قصره.
ولفتت صحيفة زمان، إلى أن المعارضة التركية، تصف الشركة، بأنها تشكل الحرس الثوري الخفي لنظام أردوغان، وحزب العدالة والتنمية، أو بمثابة ميليشيات مسلحة يديرها حزب أردوغان، حيث يقول الكاتب والباحث التركي، بوراق بكديل، في دراسته التي نشرها المعهد الأمريكي جيت ستون للدراسات السياسية الدولية، إن مهمة شركة صادات هي تدريب قوات شبه عسكرية، موضحا أن المقصود بعبارة داخل تركيا هنا، قتال المنشقين في المستقبل، بينما يُقصد بالخارج على الأرجح تدريب جهاديين على القتال في حروب أردوغان الطائفية في دول مثل سوريا، وليبيا، ولافتا إلى أن أردوغان قد يلجأ إلى شركة صادات من أجل قتال المنشقين في المستقبل داخل تركيا، وتدريب جهاديين للقتال في حروبه الطائفية بسوريا وغيرها.
وكشفت تقارير للمعارضة التركية، أن صادات قدمت استشارات عسكرية وتدريب لميليشيات الإخوان في عدة دول عربية، منها: اليمن، وليبيا، وسوريا، وتونس، والسودان، والصومال، بينما فيما يتعلق بقطر، فقد دفع أردوغان بعدنان تانريفردي، لكي يكون مستشارًا عسكريًا لأمير قطر الشيخ تميم بن حمد بن خليفة، ويصبح صاحب الكلمة العليا على الجيش القطري، ويتحكم في تحركات أمير قطر ويحدد قائمة ضيوفه بحجة حمايته، ويشرف أيضًا على عمليات القمع الموجه للشعب القطري، وأشهرها المشاركة في قمع انتفاضة الشعب القطري في يونيو 2017، بالإضافة إلى تنفيذ خطة أردوغان بالتغلغل في مفاصل الجيش القطري المهلهل، عبر إسناد إدارة مقر القيادة التكتيكي المشترك بالدوحة لـصادات.
وتابعت صحيفة زمان: اعترف الجنرال عدنان تانري فيردي خلال مشاركته في أحد البرامج الإذاعية، أن شركة صادات، تولت تدريب وتأهيل عناصر الجيش السوري الحر وهى ميليشيات أردوغان في معسكرات داخل تركيا للمشاركة في الأعمال القتالية داخل سوريا، وقامت شركة صادات بدعم تنظيمين مسلحين في سوريا تربطهما علاقة بتنظيم داعش الإرهابي، أما بالنسبة لنشاط الشركة فى ليبيا، كشفت وكالة الأنباء الفيدرالية الروسية المعروفة بقربها من الكرملين، أن عملية نقل تركيا للمتطرفين من سوريا إلى ليبيا، لدعم حكومة الوفاق الليبية التى يرأسها فايز السراج، جرت من خلال شركة صادات الأمنية التركية الخاصة.
وحسب تقارير الوكالة الفيدرالية، فإن القوات المسلحة التركية أرسلت 50 مدربًا عسكريًا تابعين للشركة العسكرية الخاصة صادات إلى طرابلس، من أجل تدريب الجماعات المسلحة التابعة لفايز السراج. علاوة على ذلك، يوجد بين الجنود الذين أُرسلوا، 20 خبيرًا عسكريًا من القوات المسلحة التركية، الذين أبرموا عقودًا طويلة الأجل مع شركة صادات، بما في ذلك مهندسو اتصالات، ومبرمجون، وموظفون.
ووفقًا للنائب السابق فى حزب الشعب الجمهوري المعارض والكاتب الحالي بجريدة بيرجون التركية، فكري ساغلار، فإن شباب حزب العدالة والتنمية الحاكم، وما يُعرف بـجمعية الغرف العثمانية، أو فروع الشباب، يلتحقون بمخيمات سرية تنظمها شركة صادات، وهو ما يشكل نواة لتشكيل ميليشيات خاصة بأردوغان، وكان حزب العدالة والتنمية الحاكم هو من وراء فكرة تنظيم الشباب التركي، والعمل على إقامة ميليشيات عسكرية خاصة بهم، بحسب الصحفي والكاتب التركي جان آتاقلي، وذلك بهدف المحافظة على وجود الحزب وقادته، والعمل على تحقيق توازنات سياسية وعسكرية في المجتمع التركي، من أجل القضاء على أي تحرك قد تقوم به قوى خفية داخل المجتمع التركي ضد حزب العدالة وزعيمه أردوغان.
كما تعتقد المعارضة التركية أن تأسيس أردوغان لميليشيات خاصة به، عائد إلى عدم ثقته في الجيش التركي، وخوفه من احتمالات أن تقوم شخصية عسكرية في الجيش بتنفيذ عملية انقلاب عسكرية، أو خشية بروز أي أقطاب قوية داخل الجيش.