يبدو أن الأزمة العراقية تتعقد كل يوم خاصة فى ظل دعوات من جانب المتظاهرين لمنظمة الأمم المتحدة بالتدخل للضغط على حكومة محمد علاوى لمنع نظام المحاصصة، حيث ذكر موقع العربية، أن ساحة التحرير وسط العاصمة بغداد، شهدت السبت، فعاليات طلابية عدة، وسط استمرار الاعتصام الرافض لتكليف، وزير الاتصالات السابق، محمد علاوى، تشكيل الحكومة، ورفضاً للانتهاكات التى تعرض لها المتظاهرون فى النجف وكربلاء خلال الأيام الماضية على أيدى ما يعرف بأصحاب "القبعات الزرقاء" أنصار زعيم التيار الصدرى، مقتدى الصدر.
وقال موقع العربية، إن عدد من المتظاهرين في العاصمة العراقية طالبوا الأمم المتحدة بالضغط على الحكومة العراقية من أجل إلغاء نظام المحاصصة، وتجميد الدستور، وتشكيل حكومة انتقالية بسرعة، كما دعا المتظاهرون فى رسالة وجهوها إلى الأمين العام للأمم المتحدة بالتدخل لوقف العنف، الذي تسبب بمقتل أكثر من 800 شخص وأكثر من 25 ألف جريح، بحسب إحصائية للمتظاهرين، فى حين أفادت مفوضية حقوق الإنسان العراقية أمس إلى مقتل أكثر من 500 شخص.
وتابع موقع العربية، أنه فى محافظة بابل، شهدت مدينة الحلة تظاهرات جديدة رفضاً لتكليف علاوى، إلا أن القوات الأمنية اشتبكت مع عدد من المحتجين قرب مبنى المحافظة، وأقدمت على ضربهم، مشيرا إلى اعتقال 3 متظاهرين كانوا يرابطون أمام ديوان المحافظة، من ضمنهم الناشط المدنى ميثم عايد، كما تم الاعتداء على مخيمات كانت منصوبة قرب المحافظة.
ولفت موقع العربية، إلى أن مدينة القادسية شهدت تظاهرات وهتافات ضد الأحزاب، وشهدت ميسان استمرار التظاهرات الرافضة لسياسة الأحزاب القمعية، فيما جدد المحتجون في ساحة الحبوبي، بذي قار رفضهم تكليف محمد علاوي، هاتفين "محمد توفيق علاوي مرفوض باسم السيستاني مرفوض"، وفي البصرة، تواصلت التظاهرات العشائرية الداعمة لموقف المحتجين الرافضين لتكليف علاوي.
وأوضح موقع العربية، أن مدينتي النجف وكربلاء شهدتا خلال اليومين الماضيين، اشتباكات دامية بين أنصار الصدر والمحتجين، أدت إلى وقوع عدد من القتلى، حيث إن العراق يشهد منذ الأول من أكتوبر تظاهرات انطلقت في البداية للمطالبة بتحسين الوضع المعيشي ومكافحة الفساد والبطالة، لتتحول لاحقاً إلى المطالبة بتغيير سياسي، وتشكيل حكومة مستقلة بعيداً عن الأحزاب، وإجراء انتخابات نيابية مبكرة، وتخللت تلك الاحتجاجات الواسعة التي عمت العاصمة ومحافظات الجنوب، محطات عنف متعددة، أدت إلى مقتل أكثر من 550 متظاهرا، بنهم 276 في بغداد وحدها، منذ بداية التظاهرات، بحسب آخر إحصائية لمفوضية حقوق الإنسان في العراق.
بدورها أكدت شبكة سكاى نيوز العربية، أن ناشطين بارزين في الاحتجاجات الشعبية فى العاصمة العراقية بغداد وبعض المحافظات، اتفقوا مع ممثل عن التيار الصدرى على التهدئة، بعد أيام من الصدامات بين الطرفين، حيث اتفق المحتجون فى ساحة التحرير فى بغداد مع ممثل زعيم التيار الصدرى أبو دعاء العيساوى، على نقاط عدة، بعد اجتماع استمر حتى وقت مبكر من فجر السبت.
وتعهد العيساوى خلال الاجتماع بانسحاب أصحاب "القبعات الزرق" من أنصار التيار الصدرى من ساحات الاحتجاج، وترك مهمة تأمينها إلى قوات الأمن العراقية، كما أكد العيساوي التعهد بالسماح بعودة المتظاهرين إلى المطعم التركى المطل على ساحة التحرير وجسر الجمهورية، والذي يعد معقلا ورمزا للمحتجين فى بغداد، فيما تم إبلاغ المتظاهرين بأن "تحالف سائرون"، المدعوم من زعيم التيار مقتدى الصدر، يدرس إمكانية عدم منح الثقة لرئيس الوزراء المكلف محمد توفيق علاوي في مجلس النواب العراقى، إذا استمرت ساحات الاحتجاج فى رفضه.