"العالم الذى نريده" هكذا أطلق تلاميذ مدرستين أحدهما فى مصر وتحديدا بمحافظة أسوان، والأخرى فى اليابان وتحديدا فى طوكيو، على اسم اللوحة التى اشتركوا فى رسمها وتنفيذها لتعبر عن الحضارتين المصرية واليابانية والثقافات والتعليم الموجود فى البلدين، ودمج هذه الثقافات والحضارات فى لوحة فنية واحدة تخدم أهداف التنمية المستدامة بالبلدين.
"اليوم السابع" استمع إلى قصة هذه اللوحة التى تم رسم جزء منها فى مصر والجزء الآخر فى اليابان، وسيتم عرضها فى أولمبياد طوكيو 2020.
قالت الدكتورة مرفت السمان، منسق المدارس المنتسبة لليونسكو، ومنسق أيضا مدن التعلم بمحافظة أسوان التابعة لليونسكو، أن هذه اللوحة تأتى ضمن أنشطة مختلفة تناول فيها طلاب مدرسة اوريو الابتدائية طوكيو اليابان ومدرسة السلام اكاديمى بمدينة أسوان المنتسبة لليونسكو تم عمل تؤمة بين المدرستين، فى إطار التعاون المشترك بين مصر واليابان من خلال شبكة المدارس المنتسبة لليونسكو، والتى ارتبطت بأهداف التنمية المستدامة، وأوضحت فيها مدرسة السلام رؤية مصر لاجندة التنمية ٢٠٢٠ وتناول الطلاب الانشطة التى تعزز الهدف الرابع للتنمية التعليم الجيد والشامل واهداف المساواة والمؤسسات القوية.
وأضافت منسق المدارس المنتسبة لليونسكو، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع "، أن الأنشطة اختتمت برسم جدارية مشتركة تعبر عن التواصل المشترك قام خلالها طلاب اليابان برسم نصف الجدارية وارسلوها لطلاب مدرسة السلام لاستكمال النصف الآخر، ثم عودتها مرة أخرى لطوكيو بعد انتهاء العمل فيها وسقام لها احتفالية بطوكيو ثم يتم تعليقها فى ألعاب الأولمبياد وألعاب الأولمبياد الخاص ٢٠٢٠ بطوكيو، موضحة بأن الجدارية تحمل رسائل المستقبل المشترك.
وأوضحت الدكتورة مرفت السمان، بأن مقاسات اللوحة بلغت نحو 150 سنتيمتر × 360 سنتيمتر حجم اللوحة، مشيرة إلى أن اللوحة تتضمن الحضارتين المصرية واليابانية، ففى الجزء الخاص بمدرسة أوريو اليابانية فإنها تشمل التقنيات العلمية الموجودة فى اليابان والفنون التى تتميز بها اليابان وما يميز المدرسة اليابانية من ابتكار ريبوت، أما الجزء الخاص بمحافظة أسوان ومصر فإنه يتضمن بعض المعالم المصرية مثل الاهرامات والتراث النوبى فى أسوان جنوب مصر، والبيوت النوبية الجميلة بكل ألوانها المبهجة، بجانب رسم السد العالى الذى يعتبر من رموز الصناعة والتنمية والرى والزراعة والتأكيد على أن المياه هى مصدر كل شيء، علاوة على رسم أكبر مشروع فى الشرق الأوسط لإنتاج الطاقة الشمسية وإبراز التقدم المصرى فى مجال الصناعة مع الحفاظ على البيئة والتراث الحديث والقديم والجمع بينهما.
وأشارت إلى أن اللوحة تعد مزجا بين الحضارتين المصرية واليابانية، والتاريخ الممتد فى العلاقات بين البلدين، وتهدف لتدريب الطلاب وإثقال مهاراتهم التدريبية والتعليمية والإطلاع على خبرات الدول الأخرى فى التعليم خاصة دولة كبيرة بحجم اليابان والتى لها تجربة داخل مصر فى إنشاء المدارس المصرية اليابانية، وتعد فرصة لإبراز ثقافة أسوان واعتبارها علامة بارزة بين الدول، خاصة أن اسم أسوان أصبح يتردد ليس على المستوى القطرى ولكن على المستوى الدولى سواء من ناحية التنشيط السياحى أو التنمية وجلب الاستثمار والتنمية لمحافظة أسوان.
ولفتت إلى أن الجزء الأول تم رسمه فى اليابان داخل مدرسه اوريو الابتدائية بطوكيو، وسبق ذلك وضع رؤية مشتركة فى إعداد اللوحة، واشترك فى رسم اللوحة من الجانب اليابانى 45 تلميذا، واستغرقت فى رسمها باليابان نحو شهر تقريبا ما بين الإعداد والفكرة والتنفيذ ثم قاموا بإرسال اللوحة من طوكيو إلى أسوان، ثم تم عمل إعداد معسكر تنفيذى لمدة أسبوع لإنهاء الجزء المتبقى من اللوحة، مع مراعاة تنسيق الألوان حتى تتناسب وتتناسق مع الجزء الأول وتظهر وكأنها لوحة واحدة أو من قام برسمها شخص واحد، موضحة أن عدد من شاركوا فى رسم اللوحة من مصر نحو 25 طالب وطالبة بالمرحلتين الإعدادية والثانوية داخل مدرسة السلام بمحافظة أسوان.
وأكدت أن هذا التنوع يشير إلى أنه مهما اختلفت الثقافات واللغات إلا أن الأصل واحد والهدف واحد، ومن المقرر أن يتم إرسال اللوحة مرة أخرى إلى طوكيو تمهيدا لعرضها خلال دورة الأولمبياد الخاصة 2020 بطوكيو، وهذه الخطوة جيدة ليست لأسوان فحسب ولكن لمصر عامة سواء سياحيا ومد جزور التنمية لخدمة أهداف التنمية المستدامة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة