اجتماع موسع عقدته لجنة الشئون الأفريقية بمجلس النواب، برئاسة النائب طارق رضوان، اليوم الثلاثاء، لعرض رؤية واستراتيجية الوزارات المختلفة والقطاعات التنفيذية لتعظيم سبل التعاون لدعم التوجه المصرى تجاه أفريقيا، وسط انتقادات برلمانية حادة لتغيب الوزراء وغياب التناغم بين القطاعات المختلفة رغم توجهات القيادة السياسية بتعزيز التوجه نحو أفريقيا.
وقال النائب طارق رضوان، رئيس لجنة الشئون الأفريقية بمجلس النواب، إن هناك تحركات قامت بها الدولة المصرية في ضوء توجهات القيادة السياسة، لتعزيز التوجه المصرى نحو أفريقيا؛ لكننا نلمس حالة من عدم التناغم بين القطاعات المختلفة، مضيفاً: "نعم هناك جهود مضنية لكنها ليست كافية".
وأضاف رضوان، أن اللجنة عقدت سلسلة من اللقاءات مع السفراء الأفارقة المعتمدين لدى مصر، وكان لهم العديد من المطالب التى تعكس إرادة دولتهم، مضيفا: لكنى لا ألمس أن هناك لدينا مخطط عام عن "مصر - أفريقيا" يرصد كيفية تعظيم التواجد.. فى حين أن أفريقيا لمصر هى بمثابة منطقة عمق للأمن القومى، لذا يجب أن نتحدث بلغة واحدة جميعاً.
وأشار رضوان، إلى تنظيم مجلس النواب زيارات ميدانية لدعم العلاقات ثنائية مع الدول الأفريقية، وكانت رسالتنا أن الزيارات ليست مجرد زيارات بروتوكولية، وتم عقد لقاءات مع العديد من المسئولين الذين نقلوا تطلعاتهم لتعود مصر كما كانت فى سابق عهدها فى الستينات، وتعظيم دورها، منوها بالجهود التى قدمتها وزارة الخارجية لتوفير كل سبل المساعدة.
وفى ختام حديثه، أكد طارق رضوان، أن اللجنة ستنتهى فى أعقاب الاستماع إلى رؤية كل وزارة بإعداد استيراتيجية متكاملة للتحرك داخل أفريقيا الفترة القادمة، فى ضوء توجهات القيادة السياسة بتعزيز التوجة المصرى نحو القارة الأفريقية.
من جابنه، انتقد النائب سيد فليفل، تغيب الوزراء عن حضور هذا اللقاء الهام، مشيراً إلي أن التواصل المصرى افريقيا من خلال الزيارات التي قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسي لم يحدث في تاريخ مصر سابقاً، لكني استشعر أنه رغم تحرك القيادة السياسية بسرعة الصاروخ في هذا المجال لكن من يحيطون به لا يتعاونون.
ودعا فليفل جميع المسئولين إلي "المذاكرة في أفريقيا" من جديد علي حد وصفه، منتقداً ما وصفه بالاشارات الباهته عن أفريقيا في الكتب الدراسية، وما اعتبره تقصيراً إعلاميا تجاه أفريقيا، يقتصر علي إشارات باهته عاجلة.
كذلك أيدت النائبة مني منير، "فليفل" في نقده لعدم وجود أيا من الوزراء بقولها : " كنت اتمني أن يكون لدينا وزراء أصحاب قرار، لكننا مش هنعملها مكلمة .. ويجلينا نواب الوزراء".
وأنتقدت البرلمانية في حديثها عدم وجود خطوط مباشرة مع عدد من الدول الافريقية لاسيما في ظل التوجه المصري بتعزيز العلاقات المصرية مع كافة دول أفريقيا، مشيرة إلي شكوي السفراء الأفارقة المعتمدين لدي مصر خلال لقائتهم مع اللجنة من هذا الأمر، مضيفة : " التسويق التجارى في مصر للطيران مش بيعمل شعله".
أيضا جاءت الانتقادات الحادة الموجهة من وكيل اللجنة النائب ماجد أبو الخير، الذي أكد أنه رغم من أن مصر حباها رئيساً يولي إهتماما كبيرا بالملف الافريقي، ويدعم هذا التوجه، إلا أن هناك تقصير من المسؤولين منتقداً وجود مشكلة في تأشيرات الدخول، بقول: مش معقول هي المشكلة هنعيش فيها العمر كله عشان نحلها.
علي الجانب الأخر، استعرض ممثلوا الوزارات الجهود المنفذة في إطار تعزيز التوجه المصري لافريقيا، حيث أكد السفير أبو بكر حفنى، مساعد وزير الخارجية للشئون الإفريقية، على الجهود المبذولة لدعم العلاقات الثنائية المصرية - الأفريقية، من خلال الزيارات المتبادلة للدول الأفريقية على كافة المستويات، فى ضوء توجهات القيادة السياسية.
وأشار حفنى إلى تلبية الدعوات على مستوى التشاور الاقتصادى والسياسى والتنسيق مع الوزارات المعنية، بالإضافة إلى التعاون مع الدول الأفريقية فى مجال مكافحة الإرهاب من خلال تقديم مصر خبراتها للأشقاء، من خلال الاتحاد الأفريقى أو مجلس السلم.
ولفت حفنى إلى التحركات الرامية لتحقيق التنمية فى القارة الافريقية، مشيرا إلى أن القطاع الخاص شريك أساسي لمصر خارج الحدود.
وشدد مساعد وزير الخارجية، على أهمية اتفاقية " التجارة الحرة"، وأن هناك عدة أمور جارى التفاوض عليها، وهذا الأمر يأخذ وقت أطول.
وأشار حفنى، إلى أن سياسة مصر تجاه القرن الأفريقى تحظى بأهمية خاصة، منوها بقيامة خلال اليومين القادمين بزيارات لعدد من هذه الدول لتسلم عدد من الرسائل لها، كما نوه السفير أبو بكر حفنى إلى التنسيق مع دول القارة من خلال مجموعة من الملفات متمثلة فى مبادرات صحية بخلاف التنسيق مع الجهات المختلفة فى ملف مصر الطيران والأنشطة والزراعة، مشيراً إلى أهمية تزرع مصر خارج حدودها لأن عدد السكان يزيد ويتم الاستعانة بخبراء دوليين لتحديد الأماكن التي يتم العمل بها فى أفريقياً
ولفت السفير أبو بكر حفنى، إلى دور الأزهر الشريف، موضحا أن الأمام الأكبر تحدث عن زيادة المنح فى التخصصات المختلفة.
من جانبه قال الدكتور محمد جاد، ممثل وزارة الصحة، إن القوافل الصحية والفحوص الطبية إحدى وسائل القوى الناعمة التى تستخدمها مصر فى علاقاتها بالدول الأفريقية، مشيرا إلى أنه تم تنفيذ مبادرة رئيس الجمهورية لعلاج مليون أفريقي من فيروس سي.
وأضاف محمد جاد، أن هناك عدد من الدول الأفريقية التى وقعت على اتفاقية لتوحيد تصنيع الدواء، بحيث يتم توحيد تسجيل الدواء لاسيما وأن الدواء المصرى ذو سمعة جيدة فى القارة وبسعر مناسب، ووصل عدد الدول الموقعة إلى 4 دول ومن المنتظر أن يرتفع لـ 14 دولة.
ونوه، إلى أن مبادرة علاج مليون أفريقى، استهدفت 16 دولة، حيث تم إجراء زيارات تنسيقية مع دول جنوب السودان وتشاد ومصر، بإرسال فرق طبية إلى جيبوتي والسودان، حيث أن السودان من الأولويات على أجندة مصر لدعمهم في مكافحة فيروس سي، بالإضافة للتنسيق عن طريق وزارة الخارجية مع إثيوبيا إلا أنه تم الارجاء للظروف الراهنة، لافتا إلى أنه تم عمل مسح لعدد كبير من المرضي، ويتم تدريب الكوادر وتدعيمهم بالكواشف الطبية وأجهزة البي سي آر.
وقال ممثل وزارة الصحة، إنه يتم التنسيق مع جيبوتي لتدعيم صحة المرأة هناك وإجراء حملات للكشف عن سرطان الثدي، بالإضافة إلى مبادرة للكشف عن حدة الإبصار والتي أثمرت عن نتائج طيبة، حيث تم فحص 9500 طالب في مدارس جنوب السودان، و9000 طالب في إريتريا، والوزارة بصدد إرسال النظارات الطبية إليهم.
وأوضح أنه تم إرسال قافلة طبية للصومال للتدريب على الطوارئ والإسعاف بالإضافة إلى دعم تشاد، ودراسة إرسال وحدة غسيل كلوي بعد طلبهم ذلك، لافتا إلى أن الوكالة المصرية للشراكة والتنمية أنشأت مركزا متميزا للرمد في إريتريا وتدعمه بالأطباء، وأحدث هذا المركز صدى قوى، بالإضافة إلى مركز لعلاج الأسنان، وفي جنوب السودان عيادة مصرية متميزة يلجأ إليها الدبلوماسيين الموجودين في جوبا، ومن المخطط افتتاح تطوير لها الشهر المقبل وتدعيمها بعدد كبير من الأجهزة الطبية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة