دعت عضو مجلس الشيوخ الفرنسى نتالى غولييه إلى تعاون دولى لحظر جماعة "الإخوان" عالميا بحسب تصريحاتها التى ادلت بها فى مقابلة مع صحيفة الشرق الأوسط على هامش زيارتها إلى العاصمة السعودية الرياض.
وأشادت غولييه بالدور السعودى فى أمن واستقرار المنطقة، معتبرة أنه «دور مهم جدًا». وأوضحت أن «المملكة كانت تقود تحالفًا ضد الإرهاب. وهى تستمر فى تعزيز مواجهة الكراهية عبر أدوات عدة، منها المركز العالمى لمكافحة الفكر المتطرف». وأشارت إلى أن «الموقع الاستراتيجى للمملكة، يساهم فى محاربة وكلاء إيران فى المنطقة، غير أننى أتصور أن الموضوع الأهم فى هذا الأمر هو التعاون للوصول إلى حظر عالمى للتنظيم الدولى لجماعة الإخوان المسلمين».
وأشارت إلى أنها اطلعت على «الجهود المبذولة فى مجال مكافحة غسل الأموال... التقيت فى اجتماعات متعددة مع المسؤولين بما فى ذلك فى مؤسسة النقد العربى السعودى ووزراء الأمن، ووقفت على الجهود السعودية المبذولة فى هذا الشأن، فوجدت أن المملكة تقوم بتدريس جميع الالتزامات الدولية فى هذا الشأن أو مكافحة تمويل الإرهاب وغسل الأموال».
ورأت أن الأهمية اليوم لدفع وتعزيز هذا العمل والإنجازات التى حققتها السعودية فى الأعوام الأخيرة، ومن الأهمية بمكان أن يعرف العالم الجهود التى تبذلها السعودية من أجل ذلك، خصوصًا فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب وغسل الأموال، وتفهم مسيرة الإنجازات الحقيقية، ولذلك سأقوم بتنظيم بعض الأحداث فى فرنسا لزيادة التعاون بين باريس والرياض، بغية متابعة العمل الذى بدأناه قبل عامين. إنها عملية طويلة ومستمرة، وأنا سعيدة وفخورة بالتعاون مع مؤسسة النقد العربى السعودى ومؤسسة الإدارة العامة للتحريات المالية.
من جانبه قال الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية، إن الجديد فى هذا التصريح أن هذه اول مرة يتم الحديث عن حظر عالمى لجماعة الإخوان وليس حظر على مستوى منطقة، أو دولة معينة مشيرا إلى أن هناك دول على مستوى العالم العربى تحتفظ بتمثيل سياسى لنسخ من تنظيم الإخوان
وأشار فهمى، إلى أن هذا التصريح يراعى الخبرات الدولية فى التعامل مع الإخوان بما فى ذلك الخبرات العربية، نظرا لأن المر لم يعد مجرد مناشدات وإنما هناك دول بالفعل اتخذت خطوات ضد هذه الجماعة ، وأضاف :"اعتقد أن ملف حظر جماعة الإخوان سيحظى بالاهتمام اللازم من الاتحاد الأوروبى فى الفترة القادمة بسبب وجود أصوات برلمانية فى فرنسا وألمانيا وبريطانيا تطالب باتخاذ موقف ضد الجماعة، مشيرا إلى أن فرنسا تتجه بالفعل إلى حظر جماعة الإخوان
فى حين قال هشام النجار، الخبير فى شئون الجماعات الإسلامية، إن فرنسا اتخذت خطوات سباقة ضد ما اسمته بالانفصالية الإسلامية التى تعبر عنها جماعة الإخوان والجماعات المماثلة لها، وبدأت فى تجفيف منابع الدعم الذى يأتى من الخارج للمراكز والجمعيات التى تديرها الإخوان وهى فى أغلبها تدار من شخصيات إخوانية موالية لأردوغان والنظام التركى
وأشار النجار، إلى أن هناك دعوات فى فرنسا للتفريق بين الايدولوجيا الإخوانية والمسلمين الطبيعيين، كما لفت إلى أن فرنسا تنبهت إلى أن الإخوان والايدولوجيات المماثلة تتجه بالمجتمع الإسلامى نحو العداء مع الدولة وقيم المجتمع الفرنسي.