صدام وشيك بات يهدد علاقة الإدارة الأمريكية برئاسة دونالد ترامب وشركات الطيران الأمريكية بسبب فيروس كورونا، بعدما طالبت السلطات الأمريكية بحسب ما نشرته شبكة سى إن إن، مسئولى شركة الطيران بجمع بيانات عن الركاب تساهم بدورها فى تتبع مصادر نقل الفيروس، وهى الإجراءات التى اعتبرتها إدارات الشركات بالمستحيلة.
الصدام الذى يأتى فى ظل تكبد الشركات خسائر ضخمة بالفعل بعد أشهر من انتشار فيروس كورونا كشفت تفاصيله "سى إن إن"، مشيرة إلى أن شركات الطيران أكدت أنها لن تستطيع تحقيق طلب إدارة ترامب وهو ما تراه الإدارة "ادعاء غير منطقى".
وتدهورت المحادثات بين الطرفين، حيث أشار مسئول فى الإدارة الأمريكية إلى عقوبات محتملة ما لم تمتثل شركات طيران - حددها السجل الفيدرالى - لتلك الطلبات، تشمل غرامات تصل إلى 500 ألف دولار بالإضافة إلى عقوبة السجن لمدة تصل إلى عام.
وقالت مصادر لـ"سى إن إن"، إن مسئولى شركات الطيران أصابتهم صدمة من رد فعل إدارة ترامب، خاصة فى ظل جهود الإدارة لإثناء المواطنين عن السفر التجارى، ما يراه مسئولو الطيران بمثابة "ضربة قاضية للصناعة"، على حد وصفهم.
ويدور الخلاف حول البيانات فى الوقت الذى تتعرض فيه إدارة ترامب إلى انتقادات لفشلها فى وضع خطة للتصدى للتهديدات فيروس كورونا وحماية المواطنين الأمريكيين، حيث وصلت الإصابات داخل الولايات المتحدة إلى 550 شخصًا و22 وفاة.
كما شهد الرئيس دونالد ترامب تراجع أسواق الأسهم، من المتوقع أن يواجه قطاع الطيران خسائر بقيمة 100 مليار دولار إذا لم يتم احتواء الفيروس وهو ما يمثل تهديدًا لحملته الانتخابية.
ووفقًا للتقرير، أعلن البيت الأبيض اتخاذ عدد من الإجراءات للتخفيف على شركات الطيران الأمريكى؛ من ضمنها تأجيل الضرائب وعلى الرغم من هذا مازال هناك توترات بين الجانبين وتستعد شركات الطيران للعقوبات التى قد تقرها الإدارة من منتصف مارس، ومن الممكن أن تصل إلى 250 ألف دولار غرامة أو السجن لمدة عام.
ومن جانبها، أخبرت الإدارة شركات الطيران، أنها يجب أن تسأل المسافرين عما إذا كانوا قد ذهبوا إلى الصين خلال الـ48 ساعة الماضية، كما أراد مركز السيطرة على الأمراض فى البداية من المسافرين الإجابة خمسة أسئلة تتعلق بالمسافرين إلى الصين وإيطاليا وكوريا الجنوبية.
وقال مسئولون تنفيذيون فى مجال الطيران، إنهم لا يملكون التكنولوجيا اللازمة للقيام بذلك، موضحًا أن الأمر يتطلب ستة أشهر لإجراء الإصلاحات التقنية اللازمة، مشيرين إلى أن الأمر ليس بالسهولة التى يعتقدها الإداريون فى البيت الأبيض.
وقالت الخطوط الجوية الأمريكية، إن شركات الطيران تقدر التعاون مع الحكومة الأمريكية والوكالات الفيدرالية للوصول للهدف المشترك المتمثل فى حماية المسافرين ومنع انتشار فيروس كورونا.
وكان من المتوقع أن تشارك شركات الطيران المعلومات التي كانت في سجلاتها قبل الأزمة، لكن التغيير الجديد يعني أنه يجب عليهم جمع المعلومات الجديدة التي تريدها الإدارة، وقال أحد مسئولى شركات الطيران إنهم يشعرون بأنهم تحت تهديد السلاح لجمع البيانات المطلوبة، مشيرًا إلى أن صناعة الطيران استغرقت عامين لجمع البيانات المطلوبة عقب أحداث 11 سبتمبر.
وفى السياق نفسه، دعا البيت الأبيض كبار المسئولين فى مجال الطيران للاجتماع مع ترامب ونائبه مايك بنس، لمحاولة حل مشكلة البيانات المطلوبة.
وقال رئيس المجموعة بعد الاجتماع، إن شركة الخطوط الجوية لأمريكا قدمت إلى ترامب اقتراحًا لجمع البيانات وأخبروه عن التطبيق وموقع الويب الذى تقوم بتطويره من شأنه مساعدة مركز السيطرة على الأمراض على الحصول على المعلومات بسرعة أكبر.
وقال المدراء التنفيذيون لترامب، إن هناك طرقًا أفضل لتتبع الركاب القادمين من أماكن ترتفع فيها معدلات الإصابة بالفيروس.
وبدأت الخطوط الجوية تعانى بالفعل، حيث قالت الرابطة الدولية للنقل الجوى إن الوباء قد يكلف الصناعة ما يصل إلى 113 مليار دولار فى جميع أنحاء العالم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة