سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 12 مارس 1969.. أم كلثوم فى حفلها الأول بالمملكة الليبية وكوادر حركة فتح الفلسطينية يشرفون على تنظيم الحفل

الخميس، 12 مارس 2020 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 12 مارس 1969.. أم كلثوم فى حفلها الأول بالمملكة الليبية وكوادر حركة فتح الفلسطينية يشرفون على تنظيم الحفل أم كلثوم
سعيد الشحات

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
رفضت سيدة الغناء العربى أم كلثوم أن تركب طائرة خاصة تقلها إلى ليبيا، وفضلت أن تسافر على طائرة مليئة بالركاب، حسبما يؤكد الكاتب والناقد رجاء النقاش فى كتابه «لغز أم كلثوم».
كان «النقاش» ضمن البعثة الصحفية المرافقة لأم كلثوم فى سفرها لإحياء حفلتين، الأولى فى مدينة «طرابلس» يوم 12 مارس، مثل هذا اليوم، 1969، والثانية فى «بنغازى» يوم 19 مارس، وكانت الحفلتان ضمن حفلاتها لدعم «المجهود الحربى» استعدادا لمعركة تحرير الأرض، وبدأت أم كلثوم نشاطها فى هذا الأمر داخليا وخارجيا بعد نكسة 5 يونيو 1967، بإحياء حفلات فى باريس وتونس والمغرب والكويت وأبوظبى والسودان وليبيا، وعادت من موسكو دون أن تقدم أربع حفلات مقررة فى جمهوريات الاتحاد السوفيتى، وذلك بسبب وفاة الزعيم الخالد جمال عبدالناصر يوم 28 سبتمبر 1970.
بدأت أم كلثوم رحلتها إلى ليبيا يوم 10 مارس 1969.. ويعترف «النقاش» بقلقه حين تلقى الدعوة ليكون ضمن البعثة الصحفية المرافقة، ويذكر أن القلق لم يكن له فقط، ولكن لأم كلثوم أيضا والسبب وفقا لقوله: «كان سبب القلق عندى هو أن ليبيا بلد حديث يتجدد كل يوم، أى أن ليبيا التى كنا نقرأ عنها سنة 1959 وما قبلها ليست هى ليبيا سنة 1969»..يضيف: «دخلت أم كلثوم الطائرة، وهى فى العادة تدخلها فى آخر لحظة قبل إقلاعها بدقائق، وجلست فى أول مقعد كما تعودت، وإلى جانبها ابن شقيقتها المهندس محمد دسوقى رئيس مجلس إدارة شركة دور العروض السينمائية».
يكشف «النقاش» جانبا مما حدث فى الطائرة قائلا: «سلوك أم كلثوم فى الطائرة جدير بالملاحظة، فهى لا تتحرك من مقعدها أبدا.. تجلس هادئة.. وأحيانا تتمتم ببعض آيات من القرآن، ولا تشرب إلا عصير الفاكهة، وفى أغلب الأحوال لا تتناول أى طعام فى الطائرة، ولا تتناول الشاى ولا القهوة».يتذكر «النقاش» عما كان عليه فى الطائرة: «كنت أحمل معى كتاب «فى داخل أفريقيا» للكاتب الأمريكى المعروف «جون جنتر».. وبدأت أشغل نفسى بقراءة الفصل الذى كتبه عن ليبيا، وكتبه قبل ظهور البترول هناك، ولذلك جاء الفصل طريفا ومثيرا ومليئا بالملاحظات الغريبة التى تبدو الآن بعيدة عن الحقيقة.. فلم تعد ليبيا أفقر بلد فى العالم، بل أصبحت على العكس تماما من أغنى بلاد العالم، وامتلأ هذا البلد بكل مظاهر الحضارة الحديثة».
«وقفت الطائرة فى بنغازى فى مطار صغير، لكنه نظيف وأنيق»، حسبما يؤكد «النقاش»، مضيفا: «كان استقبال أم كلثوم هادئا ولكنه كان حارا وصادقا، وفى استراحة المطار قضينا بعض الوقت حيث التف الجمهور والصحفيون حول أم كلثوم.. يتحدثون معها ويرحبون بها، وركبنا الطائرة من جديد إلى طرابلس ووصلنا إلى المدينة فى المساء، وكان فى استقبال أم كلثوم عدد من المستقبلين على رأسهم «عبدالله عابد السنوسى» الذى قام بدعوة الفنانة الكبيرة، وكان هناك عدد من الصحفيين والمواطنين المحبين لفن أم كلثوم».
 نزلت أم كلثوم فى فندق «الودان» أهم فنادق طرابلس، وفى اليوم الثانى للزيارة «11 مارس 1969» كان الاستقبال الحقيقى لها فى معرض طرابلس الدولى.. يؤكد «النقاش»، أن الجماهير التفت حولها، ووقفت هى أمام جناح الجمهورية العربية المتحدة «مصر»، ثم خرجت ليلتف حولها الآلاف يصفقون ويرحبون، وبصعوبة ركبت سيارتها، ولكن السيارة لم تتحرك إلا بجهد كبير بين زحام الجماهير.
نصت تذاكر الحفل المطبوعة على: «المملكة الليبية تقيم حفلة غنائية ساهرة كبرى لكوكب الشرق أم كلثوم، لصالح المجهود الحربى ومنظمة فتح «الفلسطينية» تحت رعاية السيد عبدالله السنوسى بالملعب البلدى، بمدينة طرابلس، وذلك فى تمام الساعة التاسعة والنصف مساء يوم الأربعاء 12 مارس 1969، والسعر 10 جنيه ليبى».
يؤكد «النقاش» أن السرادق ضم ما يقرب من سبعة آلاف مستمع، وكانت الحفلة مذاعة فى الإذاعة الليبية والتليفزيون الليبى الذى أنشئ حديثا، وحضر رئيس الوزراء والوزراء والمسؤولون، وعدد كبير من سيدات ليبيا، كن يلبسن ملابس عصرية متأنقة، ولم تظهر السيدات بالحجاب الذى ينتشر فى بعض البيئات فى ليبيا».. يضيف النقاش: «كان أعضاء مكتب منظمة «فتح» فى ليبيا يشرفون على تنظيم الحفلة ويستقبلون الجماهير، فحركة أم كلثوم كانت من أجل «فتح».. من أجل الفدائيين الذين يبذلون دماءهم ثمنا لتحرير بلادهم. وفيما كانت أم كلثوم تغنى كانت هناك فكرة بالانقلاب على الملك السنوسى، فماذا حدث؟ 






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة