انتشار وباء فيروس كورونا خاصة ببعض الدول بشكل كبير مثل الصين وإيران وإيطاليا دفع العلماء للبحث عن العامل المشترك بين هذه الدول لمعرفة سبب انتشار الفيروس بهذه الصورة المفزعة، والذى حصد أرواح المئات وأصيب الآلاف بفيروس كورونا الجديد، وقال باحثون إن وباء الفيروس التاجي الذي أصاب أكثر من 125 ألف شخص حول العالم يتركز في "ممر" عبر نصف الكرة الشمالي ، حيث ركزت المزيد من الدراسات على كيفية استخدام درجة الحرارة والرطوبة للتنبؤ بانتشار العدوى.
ووفقا لما كشف عنه تقرير لصحيفة south china morning post فإنه على الرغم من المخاوف من أن تصبح منطقة جنوب شرق آسيا أحد البؤر الجديدة لتفشى الإصابات بفيروس كورونا بعدما حدث ذلك فى بداية ظهور المرض بمدينة ووهان والتى تقع وسط الصين، وذلك بسبب قربها من مركز العدوى، توقع العلماء بأن المزيد من البلدان والمناطق مثل كوريا الجنوبية واليابان وإيران وشمال إيطاليا وشمال غرب الولايات المتحدة قد تزداد فيها حالات الإصابة والعدوى خلال الفترة المقبلة.
ووفقًا لفريق من الباحثين الأمريكيين، فإن البؤر الجديدة الإقليمية لانتشار العدوى بالفيروس كانت كلها تقريبًا على طول المنطقة الشمالية لخطوط العرض من 30 إلى 50 درجة.
وتشير الدراسات إلى أن النقاط الساخنة للفيروس الذي يسبب Covid-19 "فيروس كورونا الجديد" توجد بين خطوط العرض 30 إلى 50 درجة شمالًا، وقد تسمح بيانات درجة الحرارة والرطوبة للعلماء بتوقع المدينة التى سينتشلا فيها المرض بصورة كبيرة الفترة المقبلة مثلما حدث لأول مرة فى مدينة ووهان الصينية ثم ايطاليا وايران .
وأكد الباحثون أن عوامل درجة الحرارة والرطوبة الشائعة في البلاد التى تقع بين خطوط العرض من 30 إلى 50 درجة شمالا قد تسمح لأخصائي الأوبئة بتوقع الأماكن التي قد تتركز فيها حالات الفيروسات.
وكانت الدراسة جزءًا من جهود أوسع نطاقا من قبل العلماء لفهم السمات التي يتشاركها الفيروس التاجي الجديد مع الفيروسات التاجية البشرية الأخرى وفيروسات الإنفلونزا ، والتي تظهر موسمية شتوية قوية.
في وقت سابق ، وجد باحثون من جامعة صن يات صن في قوانغتشو بالصين أن انتقال الفيروس التاجي المسئول عن مرض Covid-19 كان حساسًا لدرجة الحرارة ، مع بيئة مثالية تبلغ حوالي 8.72 درجة مئوية وهو اكتشاف يتفق مع باحثى الولايات المتحدة.
باحثون آخرون ، من بينهم مارك ليبسيتش من جامعة هارفارد، بالإضافة إلى مدرسة تشان للصحة العامة في بوسطن ، ماساتشوستس ، قالوا إن انتقال الفيروس التاجي الجديد استمر في مجموعة من درجات الحرارة والرطوبة ، وأنه لا ينبغي للناس أن يعلقوا آمالهم على الطقس وحده حتى يختفي الوباء.
قال الباحثون الأمريكيون من كلية الطب بجامعة ميريلاند في بالتيمور، إن هناك تشابهًا مذهلاً بين الظروف في مواقع داخل ممر التفشي الحالي ، مع متوسط درجات الحرارة في درجة 5 إلى 11 درجة مئوية، وتتراوح الرطوبة النسبية بين 47 و 79 %.
وبالاعتماد على بيانات درجة الحرارة من مارس وأبريل العام الماضى ، توقعت الدراسة أن الانتشار والتفشى الجديد لفيروس كورونا في الأسابيع القادمة يمكن أن يظهر في المناطق الواقعة شمال الممر الحالي يمكن أن يشمل هذا الانتشار شمال شرق ووسط غرب الولايات المتحدة وكولومبيا البريطانية والجزر البريطانية وشمال شرق الصين.
لكن الدراسة أضافت أنه إذا ارتفعت درجات الحرارة بسرعة، إلى جانب انخفاض الكثافة السكانية واستجابة طبية جيدة الإعداد ، فقد يتم تخفيف المخاطر على هذه المناطق.
كما وجد باحثو من جامعة Beihang وجامعة Tsinghua فى عينات البيانات من الصين و 14 دولة أخرى أظهرت أنه في الأيام الأولى لتفشي المرض ، كانت المناطق ذات درجات الحرارة المنخفضة والرطوبة المنخفضة تعاني من تفشي أشد من الأماكن التي كانت أكثر دفئًا وحيث كانت الرطوبة أكبر.
بالاعتماد على البيانات الصينية التي تم جمعها بين 20 و 23 يناير ، عندما بدأت الحكومات المحلية في جميع أنحاء البلاد في الإبلاغ عن حالات Covid-19 ولكن قبل فرض إجراءات الإغلاق والحجر الصحي العدوانية ، توقع فريق Beihang-Tsinghua أن درجات الحرارة المرتفعة والرطوبة العالية النسبية يمكن أن تساعد في خفض انتقال العدوى من الفيروس.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة