الصابئية المندائية.. هل حقا ديانة سماوية وما علاقتها بالنبى يحيى؟

الأحد، 15 مارس 2020 10:00 م
الصابئية المندائية.. هل حقا ديانة سماوية وما علاقتها بالنبى يحيى؟ الصابئة المندائية - أرشيفية
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تحتفل طائفة الصابئة المندائيين في شهر مارس من كل عام بعيد الخليقة (البرونايا – الأيام الخمسة البيضاء)، والذي يستمر من (17 – 21 مارس)، حيث تجرى خلاله طقوس التعميد ومراسيم الاحتفالات الدينية على ضفاف الأنهار؛ حيث يشكل (التعميد) في الماء ركنا أساسيا في ديانتهم، لأن الماء يعني لديهم الحياة.

وعيد الخليقة واحد من أربعة أعياد سنوية هي العيد الكبير "دهواربا"، ويوم التعميد الذهبي "الدهفة ديمانه"، وعيد الازدهار "الدهفة حنينا".

الصابئة المندائيون هي ديانة إبراهيمية موحدة يؤمن أتباعها بأنها أول وأقدم الديانات والشرائع السماوية، وأتباعها من الصابئة يتبعون أنبياء الله آدم، شيث، إدريس، نوح، سام بن نوح، يحيى بن زكريا وقد كانوا منتشرين في بلاد الرافدين وفلسطين، ولا يزال بعض من أتباعها موجودين في العراق.

وبحسب كتاب "الصابئة المندائيون" للمؤلف محمد نمر المدنى، فإن ديانة الصابئة تعتبر أقدم ديانة سماوية على وجه الأرض، ترتفع بتاريخها إلى مصاف البدايات الأولى للشرائع الإنسانية الموحدة، مشيرا إلى أن الاعتقاد المندائي وجد مع وجود الإنسان الأول، أدم أول الأنبياء، فهو والحالة هذه أنزل مع نزول نسمة الحياة في جسد آدم،

ويوضح المؤلف بشير عبد الواحد يوسف في كتابه "الصابئة المندائيون بين الإنصاف والإجحاف" فإن المندائيين يرون أنهم أقدم ديانة سماوية على وجه الأرض، وأن كتبهم هي صحف سادة البشر الأولين، وأن الكل نحل من منحلهم، لذا من الصعب يعرف للصابئة المندائية مؤسسا، وهذه هي الخاصية التي ميزتهم عن اليهودية والمجوسية والمسيحية والمانوية والإسلام وغيرها من الديانات العالمية.

وبالعودة إلى كتاب المؤلف محمد نمر المدنى، يوضح أن الأنبياء الذى يؤمن بهم الصابئة المندائية هم الأنبياء والآباء الأوائل ومنهم النبى والأدب والرجل الأول آدم، النبى شتيل بن أدم الرجل وصاحب الروح الأقدس من بين البشر، النبى سام بن نوح، المتعبد الخاشع، والتي تزخر الكتب الدينية المندائية المقدسة بصحفه وقصصه وتراتيله، والنبى يهيا يوهنا، أو يحيى بن زكريا، أو يوحنا المعمدان، الموصوف بـ"الحبيب المرتفع" ويحتفظ المندائيون بكتابه الذى خطت قسم منه أنامله المقدسة وزاد عليه تلاميذه من بعده، وهو النبى الأخير الذى يؤمن به الصابئة المندائيون، مما يوضح أنهم لا يؤمنوا بالمسيح يسوع بن مريم، أو برسول الإسلام النبى محمد صلى الله عليه وسلم.

وحول أصولهم العرقية وهل هم من أتباع النبى يحيى، لفت الدكتور نايف محمد شبيب في كتابه " كنزا الربا (كتاب الصابئة المندائيين المقدس) عرض وتحليل"، أن البعض يجعلهم من بقايا العراقيين القدماء (السومريين والبابليين) والبعض يجعلهم من أهالى منطقة البحر الميت وشرق الأردن او شرق بلاد الشام وفلسطين ثم هاجروا إلى العراق.

ويرى المؤلف أنه من الصعوبة أن يكونوا من أهل العراق القدماء وفى الوقت نفسه يكونوا تابعين للنبى يحيى الذى لم يغادر فلسطين البته، ولا يمكن أن يكونوا من أتباع يحيى في فلسطين ويقولون إنهم من بقايا العراقيين القدماء، حيث ورد في كتابه حران كويثا (حران السفلى أو الداخلية) وهو من الكتب الصابئة المندائيين المهمة، أنهم تعرضوا مع اليهود والمسيحيين بعد وفاة النبى يحيى بستين سنة لاضظهاد كبير من الرومان واضطروا إلى الهجرة فاتجهوا إلى صوب أهوار العراق ثم حدث انشقاق بينهم وسكن قسم منهم أهوار العمارة.

فيما يبرز الكتاب ما ذكره العلامة نولدكة إلى أنهم من جنوب العراق، معتمدا على كشف الجذور القديمة للغتهم، واستنتج أنها لا يمكن أن تكون من مناطق الشمال، فقال: "تنتسب اللغة المندائية انتسابا وثيقا إلى لغة التلمود البابلية فكلا اللغتين متجاورتين من الناحية الجغرافية وفى الوقت نفسه يمكننا أن ندعى أن لغة التلمود البابلى كانت تستعمل في بابل العليا، وأن المندائية كانت تستعمل في بابل السفلة".

ويرى الكاتب أن هذا الارتباك والتناقض ظهر في روايات الباحثين المندائيين أنفسهم، وتشير أغلبية الدلائل إلى أن أصل المندائيين هو وادى الرافدين، ومنه كان بروز أو دين يؤمن بالرب الواحد وهو الدين المندائى، وأن ارتباط المندائين بأرض وادى الرافدين ليس ارتباط مهاجرين بأرض جديدة، وانما ارتباط وثيق مع أرض هذه البلاد وحضارتها.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة