تشير أبحاث جديدة، إلى أن مجموعة كاملة من أجزاء مخطوطات البحر الميت المعروضة فى العاصمة الأمريكية واشنطن، هى فى الواقع مزورة، وتكشف "ناشيونال جيوغرافيك" إلى أن مجموعة من الباحثين المستقلين أكدت أن الأجزاء الـ16 التى يمتلكها متحف الكتاب المقدس مزيفة وخدعت جامعى التحف، وبعض علماء الكتاب المقدس، والمتحف الذى كان يحتوى على المخطوطات المعروضة.
ويقول تقرير نقلته صحيفة "ديلى ميل" البريطانية، إنه "فى أكتوبر 2018، أعلن متحف الكتاب المقدس أن خمسة من الأجزاء التى تم عرضها كانت مزيفة على ما يبدو، وأن لجان الخبراء قررت الاحتفاظ بالمجموعة الكاملة من أجل التحقيق"، ولفتت إلى أن أكثر من 200 صفحة كتبت من قبل باحثين من مؤسسةArt Fraud Insights ، قالت (إن المخطوطات مزيفة، على الرغم من أنها مطبوعة على الأرجح على جلد قديم، لكنها تحمل فى الواقع عددًا من الاختلافات مقارنة بأكثر من 100.000 جزء حقيقى من النص القديم)".
ويقول فريق بقيادة محقق الاحتيال الفنى كوليت لول، إن مخطوطات حقيقية كانت مصنوعة من رق مدبوغ على عكس النسخ الجلدية للمتحف، ويفترض المحققون أنه كان يمكن إعادة استخدام التزييف من الصنادل الجلدية القديمة التى تم العثور عليها خلال العصر الرومانى، موضحين أنه يبدو أيضًا أن المنتجات المزيفة قد تم نقعها فى محلول بلون الكهرمان، يُعتقد أنه نوع من غراء جلد الحيوان الذى ينظف الجلد ويجعله يبدو مشابهًا من الناحية الجمالية للإصدارات الحقيقية، وكما هو موضح من قبل ناشيونال جيوغرافيك، فإن الكولاجين فى الرق الذى كتبت عليه مخطوطات البحر الميت الحقيقية انهار لتشكيل الجيلاتين الذى يمنحها مظهرها المميز.
وكشف التحليل المجهرى للتزييف، أيضًا، عن خصائص مثل تجمع الحبر والحواف الممزقة الناتجة عن النقش الذى لم يكن من المحتمل أن يكون إذا كان الجلد جديدًا فى وقت صنعه، وقال المحقق أبيجيل كوانت، رئيس قسم حفظ الورق فى متحف والترز للفنون فى بالتيمور، لوكالة ناشيونال جيوغرافيك، "المواد متدهورة، إنها هشة للغاية وغير مرنة"، مضيفًا "لا عجب أن العلماء كانوا يعتقدون أن هؤلاء الكتبة غير مدربين، لأنهم كانوا يكافحون حقًا لتشكيل هذه الشخصيات والحفاظ على أقلامهم تحت السيطرة."
وفى حين أن التقرير لا يسلط الضوء على مصدر المزيف، إلا أنه يلقى بظلال الشك على فئة كاملة من مخطوطات البحر الميت التى ظهرت بعد عام 2002، وهى فئة ينتمى إليها متحف مزيف للكتاب المقدس، ووفقًا لـ"National Geographic"، تدفق فجأة حوالى 70 مقتطفًا من نص الكتاب المقدس فى سوق العصور القديمة فى أوائل عام 2000، ولم يتم تحديد أصول المخطوطات أبدًا، لكن العلماء لطالما شكوا فى صحتها.
وأضاف تقرير الصحيفة البريطانية، أنه "فى حين يكتشف واحد أو اثنين من الأجزاء المزيفة، يجعلنا هذا نعلم أنها كلها على الأرجح مزيفة، لأنها تأتى من نفس المصادر، وتبدو متشابهة فى الأساس – وذلك وفقًا لما قالته ناشيونال جيوغرافيك لموقعLying Pen of Scribes ، وهو مشروع يتتبع شظايا ما بعد عام 2002"، فيما يقول المتحف أنه يخطط لإعادة تنظيم معرضه لإظهار كيف ثبت أن المخطوطات مزورة ويعيد تقييم أصل القطع الأثرية الأخرى فى مجموعته.
