خلال الـ24 ساعة الماضية انطلقت مستشفى إسنا التخصصى الجديدة فى مهمة قومية ووطنية جديدة لخدمة المجتمع المصرى بجنوب الصعيد، وذلك لتصبح أول مستشفى لعزل الحالات المستقبلية المصابة أو المشتبه فى إصابتها بفيروس كورونا المستجد (كوفيد – 19)، والتى دخلت مرحلة جديدة ضمن إجراءات الدولة الاحترازية والقوية لمواجهة ومكافحة ذلك الفيروس الذى ضرب العالم بأكمله، حيث تعتبر مستشفى إسنا التخصصى أحدث المنشآت الطبية الجديدة فى الأقصر والتى تم افتتاحها تجريبياً مؤخراً لتخدم حوالى نصف مليون مواطن بأكبر مدينة فى تعداد السكان بالأقصر.
وشهدت مستشفى إسنا التخصصى، رفع حالة الطوارئ وتعقيمها بالكامل وبدء التجهيزات على قدم وساق تمهيداً لاستقبال عدد من الحالات المشتبه فى إصابتها بفيروس كورونا، والتى تم تخصيصها مؤخراً من قبل وزارة الصحة بأن تكون ضمن مستشفيات العزل والحجر الصحى بمحافظات مصر المختلفة، حيث تضم مستشفى إسنا التخصصى 154 سرير إقامة و27 سرير للرعاية المركزة، وانتشرت حولها تمركزات أمنية لخدمة الفريق الطبى داخلها ومنع دخول المواطنين إلا بقرار من وزارة الصحة، وتم توفير كافة المتطلبات اللازمة للفريق الطبى وكافة العاملين بالمستشفى من أدوات وملابس مخصصة لتلك المرحلة الطبية.
وكان قد صرح الدكتور السيد عبد الجواد وكيل وزارة الصحة بمحافظة الأقصر، أنه تم خلال الفترة الماضية افتتاح المستشفى بمدينة إسنا جنوب الأقصر، وتكليف الدكتور "تامر حامد عبد السلام" مديراً للمستشفى، حيث إن الأمانة العامة تسعى لتحقيق الصدارة فى تقديم خدمات الرعاية الصحية عن طريق الالتزام بأفضل معايير الجودة العالمية، حيث إن تكلفة الإنشاء والتجهيزات للمستشفى بلغت 475 مليون جنيه، حيث تم نقل تبعية المستشفى إلى أمانة المراكز الطبية المتخصصة عام 2016، مشيراً إلى أن المستشفى تم إنشاؤها وفقاً للمعايير العالمية والأكواد الدولية لبناء المستشفيات.
وأضاف وكيل صحة الأقصر لـ"اليوم السابع"، أن المستشفى يتكون من مبنى أرضى و6 أدوار متكررة، وتشمل 155 سرير إقامة، وتحتوى على 15 عيادة خارجية، و5 معامل، وقسم للأشعة، وصيدلية، و4 غرف عمليات، وقسم للقسطرة، و27 سرير رعاية مركزة، و13 حضانة للأطفال، لافتا إلى أن المستشفى تشمل كل التخصصات الطبية، مؤكداً أنه تم تصميم مبنى المستشفى بطراز عالمى يضاهى المستشفيات المتقدمة فى دول أوروبا ليشمل جميع التخصصات، حيث يحتوى المستشفى على أحدث جهاز لقسطرة القلب فى العالم، ووحدة مناظير للجهاز الهضمى، و7 غرف عمليات حديثة ومتطورة للغاية، وكذلك غرف استراحة للأطباء والممرضين والعمال، ومغسلة كبيرة ومحرقة لاستكمال الخدمات الطبية، وتوفير عدد من أجهزة الأشعة كالرنين والمقطعية وغيرها، و155 سرير للمرضى متنوعة الخدمات، و29 سرير عناية مركزة عامة وجراحبة، و25 ماكينة غسيل كلوى، و13 حضانة أطفال و4 غرف عناية أطفال، وقسم للأشعة به رنين مغناطيسى وأشعة مقطعية وأشعة سينية وأشعة الصبغة وأشعة السونار وأشعة عادية وتليفزيونية وثدى، وأشعة ماموجرام، وقسم للمناظير، ومعمل تحاليل وقسم للنساء والولادة، وقسم للأسنان، وبنك للدم، وقسم كامل للعلاج الطبيعى، و7 غرف عناية مركزة جرحة، و22 عناية مركزة قلب، و12 سرير عناية مركزة أطفال حديثى الولادة، و7 أسرة للإفاقة، و21 سريرا غسيل كلوى، و17 عيادة خارجية، و5 معامل، وصيدلية، وقسم للاستقبال والطوارئ، به 4 أسرة إنعاش قلبى ورئوى، و6 ملاحظة، و3 فرز، وغرفة للعزل، كما تقرر تخصيص غرف للعمليات بالاستقبال، واستراحة للأساتذة الاستشاريين المغتربين بالمستشفى، وإلغاء سكن التمريض، نظراً لأن طاقم التمريض من سكان المحافظة.
كما أعلنت مديرية الشئون الصحية بمحافظة الأقصر، أنه بعد ذلك القرار وتجهيز المستشفى بالكامل لتصبح أول مستشفى للعزل والحجر الصحى بالأقصر لخدمة جنوب الصعيد بأكمله بصورة مميزة، تقرر تجهيز عيادات خارجية وطوارئ بمستشفى الرمد بمدينة إسنا لتكون مستشفى بديلة لمستشفى العزل والحجر الصحى، حيث يأتى ذلك بناء على تعليمات الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة والسكان، والمستشار مصطفى ألهم محافظ الأقصر، باختيار مستشفى إسنا الجديد كمستشفى العزل بالمحافظة، وبناء عليه تم اتخاذ كافة التدابير اللازمة بتجهيز مستشفى الرمد سابقاً، للعمل كطوارئ وعيادات خارجية على أن تكون سعر التذكرة كسابق عهدها والعلاج مجاني، كما تم زيادة تمركزات سيارات الإسعاف لتسهيل تحويل الحالات إلى جميع مستشفيات الأقصر.
وفى نفس السياق أعلنت مديرية الشئون الصحية بمحافظة الأقصر، أنه تقرر دعم مستشفى حميات الأقصر بأحدث جهاز لتحليل فيروس كورونا، وذلك فى إطار دعم وزارة الصحة لصحة الأقصر، حيث أصدرت الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة والسكان قرارا بتوفير جهاز pcr لتحليل فيروس كورونا بالاقصر، بالإضافة إلى تحليل الفيروسات الكبدية بى وسي. وأضافت المديرية، أنه تم إرسال فريق من الوزارة لتدريب العاملين، ومن المقرر أن يقلل هذا الجهاز وقت التحليل من 36 ساعة الى 6 ساعات فقط ويوفر تكلفة سفر العينات للقاهرة، لرفع المعاناة عن أهالى مدينة إسنا.
ومن جانبه صرح المستشار مصطفى ألهم محافظ الأقصر، بأن خطة محافظة الأقصر تشمل التعامل الشامل والقوى مع أية أخطار أو ظهور لحالات بفيروس كورونا فوراً، وهو ما تم بالفعل فى واقعة أول ظهور للفيروس على متن باخرة نيلية خلال الأيام الماضية، وانطلق كافة قيادات المحافظة ومديرية الأمن ومديرية الشئون الصحية فى العمل على قلب رجل واحد لتخطى الأزمة، حيث تم عزل المركب بكورنيش النيل أمام مستشفى الأقصر العام، وتم التعامل مع الموقف بحرفية شديدة وبطولة مميزة من الأطباء والفرق الصحية حتى تم الانتهاء من نقل الحالات لمستشفى الحجر بمرسى مطروح، وكذلك خروج كافة الأجانب بعد سلبية تحليلاتهم وغادروا مصر إلى دولهم المختلفة.
وأضاف المستشار مصطفى ألهم فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أنه لا توجد بالأقصر حالياً أية أزمات حول فيروس كورونا والجميع يعمل بكل جدية ويقوم بدوره بتنفيذ تعليمات وتكليفات الرئيس عبد الفتاح السيسى، والدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء، مؤكداً على أنه تم اتخاذ عدد من الإجراءات الاحترازية والوقائية لمجابهة فيروس كورونا، وذلك فى إطار التكليفات الواردة، والتدابير والإجراءات الاحترازية والوقائية التى تتخذها المحافظة فى ذلك الشأن، بتعليق جميع الفعاليات التى تتضمن أى تجمعات كبيرة من المواطنين، أو تلك التى تتضمن انتقال المواطنين بين المحافظات بتجمعات كبيرة، لحين إشعار آخر، وذلك ضمن الإجراءات الاحترازية التى تتخذها الحكومة لمواجهة فيروس "كورونا المستجد"، وسوف تتولى الجهات المعنية تنفيذ هذا القرار، كما تقرر أن يتم إلغاء كافة الاحتفالات والتجمعات الكبرى فى نطاق المحافظة والتى يترتب عليها تجمعات اعتبارا من اليوم، وتم اتخاذ كافة الإجراءات للتأكد من تطهير مبنى المحافظة والمبانى الملحقة والتابعة بالمراكز والمدن ووضع مطهرات فى أماكن ظاهرة والتنبيه على العاملين بإجراءات التطهير والوقاية، وتم التأكد من تواجد الملصقات وإرشادات التوعية فى الأماكن العامة والاستمرار فى توزيعها على الجهات التابعة والمدراس والجامعات، والاستمرار فى فتح غرف العمليات بالمحافظة والتواصل على مدار الساعة مع غرفة العمليات وإدارة الأزمات بالوزارة وإبلاغها فوراً بأى اشتباه فى حالات مصابين جديدة أو أى إجراءات يتم اتخاذها للوقاية.
وأوضح المستشار مصطفى ألهم محافظ الأقصر، أنه بالنسبة للمساجد الأهلية التى تتبع المحافظة سيتم البدء فى اتخاذ مجموعة من الإجراءات منها أن يتم تطهير المساجد العادية والصغيرة قبل وبعد صلاة الجمعة، وكذا تطهير المساجد التى يتردد عليها أعداد كبيرة من المصليين عقب كل صلاة، و فيما يتعلق بالكنائس والأديرة تم التنسيق مع مسئولى الكنيسة بالمحافظة للتأكد من التطهير الدورى يوميا لها، وكذلك المرور المستمر على المدارس والمستشفيات للتأكيد على النظافة واتخاذ التدابير الوقائية والتوعية.